من عجائب الخلق.. إليك “5” من أغرب العيون في مملكة الحيوان

حول الخبر: تمتلك الحيوانات المفترسة الليلية حَدَقات عمودية لتحقيق أقصى قدر من الرؤية الليلية.
كل عين من عيون روبيان سرعوف الطاووس مثبتة على ساق وتتحرك بشكل مستقل (غيتي)
كل عين من عيون روبيان سرعوف الطاووس مثبتة على ساق وتتحرك بشكل مستقل (غيتي)

نشر في: الجمعة,7 يناير , 2022 12:12م

آخر تحديث: الجمعة,7 يناير , 2022 9:42ص

تتنوع تكوينات العيون بين الكائنات الحية، وتختلف قدرتها على رؤية الأشياء والألوان، فتمنح حَدَقاتُ العيون الأفقية الحيوانات العاشبة رؤية بانورامية لمحيطها، تساعد على رؤية الحيوانات المفترسة القادمة، وعلى تجنب العقبات أثناء هروبها. وفي الوقت نفسه، تمتلك الحيوانات المفترسة الليلية حَدَقات عمودية لتحقيق أقصى قدر من الرؤية الليلية.

ومع ذلك، فإن أنواعا أخرى من العيون الموجودة في عالمنا الرائع والواسع والمتنوع ترى بطرق عجيبة قد لا نستطيع حتى تخيلها. إليكم بعضا من أغرب العيون في المملكة الحيوانية أوردها تقرير لموقع “ساينس ألرت” (Science Alert):

حدقات الحبار تأخذ شكل حرف “دبليو” ليساعده على موازنة الضوء غير المتكافئ عموديا (غيتي)

1. الحبار

لا يوجد حيوان آخر لديه حَدَقات مثل الحبار (cuttlefish)، فحدقاته تأخذ شكل حرف “دبليو” (W) بالإنجليزية، وهي سمة تساعد الحيوانات على موازنة مجال الضوء غير المتكافئ عموديا، وهو أمر شائع في الأعماق المائية التي تعيش فيها.

هذه مجرد البداية فقط، فلدى الحبار نوع واحد فقط من المستقبلات الضوئية، ومع ذلك، فإن الحَدَقات العريضة والغريبة للحبار ورأسيات الأرجل الأخرى يمكن أن تسهل طريقة مختلفة تماما لرؤية اللون، باستخدام الطريقة التي يتجزأ بها الضوء عبر المنشور إلى قوس قزح، وتُعرف باسم الانحراف اللوني.

وكلما كانت حدقة (بؤبؤ) العين أصغر، كان التأثير أصغر، ومن ثم فإن الحَدَقات العريضة لرأسيات الأرجل ستكون أكثر عرضة لذلك. وعلى الرغم من أن هذا قد يؤدي إلى عدم وضوح الصور، فإن التمويه يعتمد على اللون، وذلك يعني أنه قد يكون وسيلة لرؤية الألوان لهذه الكائنات التي تبدو ظاهريا عمياء الألوان.

ومن الممكن أن ترى رأسيات الأرجل ألوانا لا نعرفها، وقد يفسر هذا أيضا كيف يمكنها تنسيق الألوان مع بيئتها للتمويه. وعلى عكس رأسيات الأرجل الأخرى، يمكن لعيون الحبار أن تدور بطريقة تسمح له برؤية العالم بشكل ثلاثي الأبعاد أيضا. وفي الأيام الأخيرة، وجد العلماء أن هذه العيون الدوارة تؤدي إلى رؤية مجسمة تمنح الحبار ميزة أخرى في بيئته.

الطائر ذو الذيل الأزرق من طيور جبال الهيمالايا المهاجرة يستطيع أن يرى ما لا يمكننا رؤيته (غيتي)

2. الطيور

ربما تستطيع الطيور، بأعينها الصغيرة المثقوبة، أن ترى الكثير مما لا يمكننا رؤيته. فمقارنة برأسيات الأرجل التي لديها نوع واحد فقط من المستقبلات الضوئية، وبـ4 أنواع لدينا -نحن البشر- فالطيور لديها 6 أنواع؛ 4 مخاريط تعطي رؤية رباعية اللون، وقضيب، ومخروط مزدوج غير عادي لإدراك الحركة غير الملونة.

فضلا عن ذلك، يمكن أن يسمح البروتين الموجود في عيون الطيور برؤية المجالات المغناطيسية. ويمكن للطيور المهاجرة أن تتنقل بشكل جيد للغاية، نتيجة لاعتمادها على فئة من البروتينات تسمى “الكريبتوكروميات” (Cryptochromes) الحساسة للضوء الأزرق.

وهناك احتمال واضح أن يكون الاستقبال المغناطيسي للطيور نتيجة لتأثير المجال المغناطيسي على الخاصية الكمومية للكريبتوكروميات، وهناك أيضا مرشح مغناطيسي للون الأزرق، يشير إلى أن الإحساس قد يكون قائما على الرؤية.

 

3. رباعية الأعين

رباعية الأعين (Anableps anableps) هي سمكة موطنها الأصلي أميركا الجنوبية خاصة عند أطراف الأنهار من فنزويلا حتى البرازيل. هذا الوحش الرائع ليس لديه في الواقع 4 عيون، لكن عينيه فعلا تبدوان كذلك، فقد طوّرتا تكيفا مذهلا، فالحدقة في كل عين تقسم أفقيا إلى جزئين، وتسمح له أن يكون قادرا على الرؤية بشكل واضح تحت الماء وفوقه.

هذا التكيف الفريد يسمح لهذا النوع من السمك بإيجاد الغذاء فوق سطح الماء أو تحته ويعطيه أيضا حماية إضافية ضد المفترسين، فيقضي كل حياته يسبح عند السطح ويحتاج إلى هذه الحماية الإضافية. وبهذه الطريقة، يمكن للأسماك أن ترى فوق الماء وتحته في وقت واحد لمراقبة كل من فرائسها والحيوانات المفترسة لها.

كما تختلف البروتينات في الخلايا المستقبلة للضوء في شبكية العين اختلافا طفيفا أيضا، فهي أكثر حساسية للضوء الأخضر في الشبكية الظهرية وأكثر حساسية للضوء الأصفر في شبكية العين البطنية، لأن الأسماك تعيش غالبا في بيئات موحلة، مثل غابات المانغروف، ويُعتقد أن هذا يحسن الرؤية في المياه العكرة.

روبيان السرعوف فرس النبي يعدّ من أكثر كائنات الأرض دقة في الرؤية (فليكر)

4. روبيان (جمبري) السرعوف

من بين كل العيون في مملكة الحيوان، فإن أعقد ما نعرفه ينتمي إلى قشريات بحرية من فميات الأرجل تعيش في القاع، وتقضي حياتها في الجحور بين الصخور في قاع البحر، وقد يطلق عليها اسم روبيان السرعوف فرس النبي (mantis shrimps)، وهو من أسرة المفصليات القشرية أو ما يعرف بلينات الدرقة.

ويعدّ روبيان السرعوف فرس النبي من أكثر كائنات الأرض دقة في الرؤية، وذلك لقدرته على رؤية حتى الحزم الضوئية الشديدة التعقيد. ولديه مستقبلات ضوئية ترى كل الأشياء؛ وكل عين مثبتة على ساق، ويمكن تحريكها بحركة مستقلة، ولكل عين القدرة على إدراك العمق.

ولديه المستقبلات الضوئية اللونية المعتادة، ويمكنه رؤية 5 نطاقات تردد فوق بنفسجية مختلفة، وفضلا عن ذلك، يمكن أن يرى ضوءا مستقطبا؛ أي اتجاه اهتزازات موجة انتشار الضوء، وهو الحيوان الوحيد الذي نعرفه الذي يمكنه رؤية الضوء المستقطب دائريا. وفي الواقع، لا نعرف لماذا يحتاج روبيان فرس النبي إلى مثل هذه الأعضاء المرئية المعقدة، لأن من الصعب جدا علينا تصور ما يراه.

Chiton eyes. The dark spots are eyes, the smaller bumps are aesthetes. (Wyss Institute at Harvard University)

البقع الداكنة هي عيون الخيتون (معهد ويس بجامعة هارفارد)

5. الخيتون

الخيتون (chitons) من الرخويات البحرية من طائفة متعددة الأصداف، وتحتوي الخيتونات على صدفة مكونة من 8 صفائح أو صمامات منفصلة. تتداخل هذه الصفائح قليلا عند الحافتين الأمامية والخلفية، فتوفر الحماية، وفي الوقت نفسه تسمح للخيتون بالانثناء، كما تسمح للحيوان بالالتفاف على شكل كرة عند ابتعاده عن الصخور.

كان يعتقد أن الخيتون ليس له عيون أو قرون استشعار، ولكنّ للخيتون من فئة بولي بلاكور عيونا مضمنة في دروعه ومصنوعة من المعدن؛ بشكل أكثر تحديدا، هي نوع من كربونات الكالسيوم يعرف بالأراغونيت.

تتكون عيون الخيتون البسيطة، التي تتناثر على سطح قشرته جنبا إلى جنب مع مئات من الأعضاء الحسية، من عدسة أراغونيت مغطاة بقرنية، ونوع من شبكية العين، ويمكن لهذه الأعضاء البدائية الصغيرة في الواقع تحليل الصور، وذلك شكّل مفاجأة للعلماء.

ما لا نعرفه هو كيفية معالجة هذه المعلومات المرئية بواسطة الأدمغة، لكن هذه المعلومات يمكن أن تساعدنا في فهم أفضل لبعض المسارات التي اتخذها التطور في الماضي، لذا فإن فهمها يمكن أن يخبرنا كثيرا عن كيفية تطور الرؤية على الأرض بكل تعقيداتها المبهرة.

المصدر: ساينس ألرت ـ التأمل

شارك الآخرين:

إرسال
شارك
غرّد

اختيار المحرر.. فيديوهات قد تعجبك

قد يُعجبك أيضًا:

تابعنا: