تشمل حيوانات مهددة بالانقراض.. تعرّف على أسرار الحياة البرية في سلطنة عُمان

حول الخبر: "الحياة البرية في عمان" محور جلسة علمية بمركز عمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية.

نشر في: الأحد,5 ديسمبر , 2021 9:17ص

آخر تحديث: الأحد,5 ديسمبر , 2021 1:13م

نظّم مركز عمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية “موارد” التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار مؤخراً الجلسة العلمية الثانية من سلسلة جلسات المقهى العلمي للموسم الحالي، حيث ناقشت الجلسة موضوع “الحياة البرية في عُمان” والتي تحدث فيها الدكتور قيس بن عبدالله الرواحي، أستاذ مساعد في الطب البيطري في كلية العلوم التطبيقية والصحية بجامعة الشرقية، ومحمد بن ناصر السعدي، رئيس قسم تنمية المحميات الطبيعية في هيئة البيئة، والتي أقيمت وسط حضور كبير من المسؤولين والمختصين والمهتمين.

أنواع الحيوانات البرية

تطرقت الجلسة العلمية إلى الحياة البرية في سلطنة عُمان عبر التعرف على أسرارها ومحاولة كشف غموض هذه الحياة، إلى جانب استعراض كيفية معرفة أنواع الحيوانات البرية التي تعيش على أرض سلطنة عمان ، وكذلك كيفية التعامل مع هذه الحيوانات في حالة الوجود بالقرب منها، وكيف يمكن المحافظة عليها وصونها وحمايتها من خطر الانقراض.

موقعها الجغرافي

وقد فرضت طبيعة سلطنة عمان وموقعها الجغرافي وتنوع تضاريسها من جبال وأودية وسهول ومنحدرات وجروف صخرية ومناطق ساحلية، التمتع بتنوع أحيائي فريد بالرغم من وجود المناخ الجاف الذي يسود معظم محافظات سلطنة عمان.

“99” نوعًا

ونبعت أهمية هذه الجلسة العلمية من تميز البيئة العمانية بالثراء الطبيعي، حيث تزخر بالعديد من مظاهر التنوع الأحيائي وتحظى الحياة البرية بالاهتمام والحماية في بيئاتها الطبيعية، ومن بين الأنواع العديدة الموجودة على الطبيعة، يوجد من الثدييات البرية في سلطنة عمان حوالي (99) نوعا من الحيوانات النادرة.

المهددة بالانقراض

التي تشمل الثدييات المهددة بالانقراض كالنمر العربي، والمها العربي، والوعل العربي، والغزال العربي، وغزال الريم، والوعل النوبي، وأرنب مصيرة، والوشق، والثعلب الرملي، إلا أن مفردات الحياة الفطرية في سلطنة عمان ما زالت تواجه عدة تحديات مثل الرعي الجائر، والصيد وقطع الأشجار والتصحر وتدهور الرقعة الزراعية والزحف العمراني وغيرها.

المحميات الطبيعية

ومن بين الجهود التي بذلتها سلطنة عمان في مجال حماية الأنواع البرية إنشاء المحميات الطبيعية للحياة الفطرية والتي يصل عددها إلى خمس محميات موزعة على مختلف محافظات سلطنة عمان ، والتي يوجد بها العديد من مختلف الحيوانات البرية التي تنعم بالحياة البرية الآمنة في ظل وجود المرعي الطبيعي والرعاية الصحية من قبل المختصين في هذه المحميات.

الحياة البرية

وخلال الجلسة العلمية أوضح الدكتور قيس الرواحي إن للحياة البرية العمانية تاريخا مميزا، كما أن بعض مفردات الحياة البرية تشكل شعارات لعدد من الدول مثل المها العربية، ولعل الاهتمام السامي من السلطان قابوس بن سعيد ـ طيب الله ثراه ـ عبر إنشاء محمية الكائنات الحية والفطرية بمحافظة الوسطى، جعل سلطنة عمان نموذجاً يقتدى به لإرجاع كائن حي بعد انقراضه، وذلك في عام 1970م عبر إعادة توطين المها العربي في موائلها الطبيعية حتى أصبح عددها الآن 450 حيواناً في عام 1996م منتشرة في البراري.

الحياة الفطرية

وهي تشكل رمزاً تاريخياً لسلطنة عمان، فالحياة الفطرية تعكس مدى وجود التنوع الحيوي، وأعداد المتغيرات الحيوية الموجودة المنتشرة في البيئات الطبيعية بما فيها الطيور، فمصلحة التنوع الأحيائي هو وجود عدد مختلف من الكائنات الحية على مساحة معينة.

أكبر محمية

فسلطنة عمان خصصت لحد الآن 4% من مساحتها لإنشاء محميات طبيعية لحفظ الكائنات الحية، وذلك بشكل تدريجي، منذ عام 1972 ثم 1984 وهكذا، وهي نسبة جيدة ومتناسبة، خاصة إذا علمنا أن أكبر محمية تبلغ مساحتها 4500 كيلومتر مربع، وهي محمية جبل سمحان.

تنوع جغرافي

ومن جانبه قال محمد السعدي: تحظى سلطنة عمان بتنوع جغرافي متعدد من حيث البيئات الجبلية والرملية والصحراوية والبحرية والتي تضم مجموعة كبيرة من الحيوانات البرية المختلفة كالقط الرملي والقط البري، والثعلب الأحمر والثعلب الرملي، وجميع هذه الحيوانات موجودة في سلطنة عمان بحكم التنوع الطبيعي الكبير للبيئات فيها، تضمها جميعا خمس وعشرون محمية طبيعية بموجب أوامر سامية ومراسيم سلطانية.

مناطق جديدة

كما توجد مناطق صون مختلفة، كما تدرس هيئة البيئة مناطق جديدة تكاد تصل إلى ضعف الرقم المعلن تمهيدا لإعلانها كمحميات طبيعية، حيث أن هدفنا هو الوصول إلى نسبة 17% من إجمالي مساحة سلطنة عمان البرية في حماية وإنشاء المحميات الطبيعية، و10% في الجانب البحري.

الموطن الطبيعي

وأشار إلى إن هذه المحميات تكون بحماية الموطن الطبيعي للكائن البري في طبيعته الأصلية دون تدخل أية مؤثرات أخرى مثل التنمية العمرانية، وكذلك صون الموائل الفطرية التي يعيش فيها، وجميع المحميات هي محميات طبيعية وليست صناعية.

سلطة القانون

كما إن إعلان مكان ما كمحمية هو فرض سلطة القانون من حيث توفير البيئة المناسبة والمثلى لحياة الكائنات الحية، وكذلك التدخل المناسب لتوفير كافة الظروف الطبيعية فيها للتكاثر والحياة بشكل طبيعي بوجود السلسلة الغذائية، والتي من الممكن أن تتأثر في حالة اختفاء أو انقراض جزء من هذه السلسلة.

خطوات علمية

الدكتور قيس الرواحي تطرق إلى أن من الموضوعات المهمة التعريف بالكائنات الحية، ووضع خطوات علمية معينة للتصنيف.

الاهتمام السامي

فمثلا من الممكن أن تتكلم عن غزال ثم عن غزال عربي أو غزال رملي، أو نوع آخر من الغزلان تم العثور عليه في مصيرة رغم التشابه في الأسماء عند الجمهور، فلذلك التعريف يكون في البداية مظهرياً من خلال قياسات أجزاء الجسم كالوجه والقرون ثم التعريف الجيني، وهو الذي اعتمدناه خلال العشر سنوات الماضية، ولقد كان للاهتمام السامي أثر كبير وواضح في هذا الجانب المهم لذلك أنشأت مشروعات مختلفة من أهمها مشروع المها العربي.

مشاريع من كل الجوانب

ويختص بصون المها العربي من كل الجوانب، ومشروع الغزال العربي، ومشروع طير الحبارى، ومشروع طائر الأدهم، أو طائر الغرنوق في جزر الديمانيات، ومشروع السلاحف الخضراء، ومشروع الحوت الأحدب، وكل هذه المشروعات تهدف إلى تعريف الكائن الحي، وبعدها نوجد مؤشرات لاستطلاع مدى وجود هذا الكائن الحي، ومدى زيادتها أو نقصانها وهكذا.

وعبر هذه الدراسات المتواصلة اكتشفنا أننا بحاجة إلى إيجاد حل آخر متناسب مع الأعداد أو وجودهم في الحياة الفطرية في سلطنة عمان.

تحديد نوع جديد

وحسب الدراسات فقد تمكنا من تحديد نوع من أنواع طائر البوم موجود فقط في سلطنة عمان، وهذا مؤشر على التنوع الأحيائي الكبير معنا، مثل الأرنب العربي لأكثر من نوع، والنمر العربي لأكثر من نوع، وكذلك وجود أنواع مختلفة من المفترسات مثل الضبع والوشق، وهو الشيء غير الموجود في أماكن كثيرة، فلابد من تطبيق التعريف الجيني للحيوان.

ثلاث مجموعات منفصلة

فمثلاً قامت أحد الجهات الحكومية المعنية باستقطاب ثلاث مجموعات منفصلة من أنواع معينة من الحيوانات من دول مختلفة، وبفضل التعاون مع الجمعية الملكية في اسكوتلندا، لبدء عمليات التحليل الجيني للأنواع، وفعلاً بدأنا في التحليل الجيني وذلك في المشروع الأول وهو الغزال الرملي في محمية الكائنات الحية والفطرية، والتحليل الجيني مهم جداً لأنك تكون قادراً على معرفة النوع، وكذلك إذا كانت هناك أنواع أخرى من هذا النوع، بالإضافة إلى مدى معرفة قدرة الكائن على التأقلم في الحياة، وكذلك بعض الخصائص المهمة مثل التزاوج القريب.

المها العربي

حيث أثبتت إحدى الدراسات أن كل المها العربي الموجودة في عمان التي تقدر بعدد ألفين رأس، جاءت من أصل ثلاثة عشر أم، والموجود منها هنا ثمانية رؤوس فقط، و50% من حجم القطيع متسلسل من أم واحدة، ومن هنا أنا أدعو إلى تشكيل منظومة متكاملة للحفاظ على التنوع الجيني الأحيائي في سلطنة عمان على غرار الممارسات العالمية مثل جامعة بريزبن في استراليا التي تضم أنواعاً مختلفة من الدنا للأنواع المختلفة ومن ضمنها سلحفاة خضراء من سلطنة عمان.

توازن طبيعي

وبدوره أوضح محمد السعدي إن التوازن الفطري موجود، وتدل الإحصائيات التي نقوم بها على وجود توازن طبيعي للحيوانات في بيئتها الطبيعية في المحميات، فمثلاً سنوياً نقوم بإحصاء من 600 ـ 800 غزال عربي في محمية السليل الطبيعية في ولاية الكامل والوافي، كما أن التشريعات القانونية متمثلة في المرسوم السلطاني الخاص بإصدار قانون المحميات الطبيعية وصون الحياة الفطرية يشمل كل الأماكن سواء داخل المحمية أم خارجها، ويساعد على الجهود المختلفة لحماية التنوع الطبيعي في الحيوانات المختلفة.

التنوع الأحيائي

وأضيف أن كل منطقة يوجد فيها التنوع الأحيائي فهي منطقة لها جيناتها الخاصة المتفردة بها، فمثلا غزال مصيرة مختلف تماماً عن الغزال الموجود في مناطق أخرى مثل جبال الحجر، والذي بدوره مختلف عن غزال السيح مثل غزلان محمية السليل، ولذلك نسعى ونجتهد للحصول على التوثيق الجيني لمختلف الكائنات الموجودة لإبراز هذا التنوع الفريد من نوعه، والحفاظ عليها من التعديات البشرية المختلفة.

المحميات مزار سياحي

وفي نهاية الجلسة العلمية تم طرح عدد من الأسئلة والمناقشات حول جعل المحميات مزار سياحي وآليات الانتفاع من الحيوانات البرية في حالة زيادة الأعداد، وكذلك الاستثمار الاقتصادي والسياحي في المحميات الطبيعية، مثل محمية القرم الطبيعية، ومحمية رأس الشجر في منطقة فنس بمحافظة مسقط.

وكذلك محمية الأراضي الرطبة التي يزورها نصف مليون طائر سنوياً من آسيا وأوروبا والمتجهة إلى أفريقيا، والتي بدورها تستقطب العلماء لتسجيل مؤشرات سلوك ومسارات هذه الطيور، وكذاك إنشاء قسم مختص للاستثمار في المحميات الطبيعية في الهيكل الإداري بهيئة البيئة.

الكائنات الغازية

وناقشت بعض المداخلات عن دور الكائنات الغازية مثل طير المينا (الغراب) الهندي، وشجرة المسكيت أو الغاف البحري، وكذلك تعدي بعض الحيوانات المسيطرة على الحيوانات الموجودة في أسفل السلسلة الغذائية في بعض المناطق وأضرارها على أصحاب الماشية.

الإضرار ببعض الكائنات

وطرحت بعض المداخلات الضرر الكبير الذي سببته الكسارات الصناعية في مناطق مختلفة في الإضرار ببعض الكائنات مثل الطهر العربي المعروف عالمياً، وكذلك إنشاء طرق عشوائية في بعض المناطق البعيدة بجهود من بعض الأهالي دون الاكتراث بمواطن الحيوانات إلى جانب التوسع العمراني الذي يقضي تماما على الحياة الفطرية، مع إبراز دور الأشجار كموائل طبيعية تعيش عليها الطيور والحيوانات وغيرها.

شارك الآخرين:

إرسال
شارك
غرّد

اختيار المحرر.. فيديوهات قد تعجبك

قد يُعجبك أيضًا:

تابعنا: