في دراسة نُشرت حديثًا، أعلن العلماء اكتشاف ثلاثة أنواع جديدة من الأسماك الحلزونية في المحيط الهادئ، بما في ذلك سمكة حلزونية خشنة فريدة من نوعها ذات لون وردي.
حيث يسود الظلام التام، ويكاد الضغط يسحق كل شيء، كانت غواصة الأبحاث يتم تشغيلها عن بعد “دوك ريكتس”، التابعة لمعهد خليج مونتيري لأبحاث الأحياء المائية، تتجول في أعماق وادي مونتيري قبالة سواحل كاليفورنيا على عمق 3268 مترا تحت سطح البحر، حيث ظهر فجأة في عدسة الكاميرا الخاصة بها كائن صغير بلون وردي باهت يسبح بهدوء.
للوهلة الأولى بدا الأمر للباحثين المشاركين في هذه المهمة أنهم أمام مشهد عابر، لكنه في الحقيقة، كان بداية لقصة علمية مثيرة، إذ لم تكن هذه السمكة الغامضة مجرد مخلوق عادي، بل كانت البوابة لاكتشاف أنواع أخرى من الكائنات البحرية، التي تعيش في أعماق لم يطرقها العلم من قبل.
وتميزت السمكة العجيبة، إضافة للونها الوردي المميز، بصفات فريدة، إذ كانت برأس مستدير وعينين كبيرتين وجسم مميز الملمس، ورغم أن الشكل بدا غريبا، ويعد بالعثور على اكتشاف جديد، فإن الباحثين تريثوا، وتم جمع عينة من هذا النوع بواسطة الذراع الآلية بالمركبة، لفحصها في المختبر، وكانت أنثى لا يتجاوز طولها 9 سنتيمترات.
كانت النتيجة مذهلة، وهي أن السمكة الوردية لم تكن معروفة من قبل، وأن ما اكتشفوه يمثل نوعا جديدا تماما أطلقوا عليه اسم “السمكة الحلزونية الوردية ذات البروزات”.
ولم تنته المفاجأة عند هذا الحد، فبعد أن تأكد الباحثون من أنها نوع جديد تماما، بدأ الفضول يقودهم إلى خطوة غير متوقعة، وهي العودة إلى أرشيفهم الضخم المليء بمقاطع الفيديو والصور التي سجلتها مركبات الغوص في السنوات الماضية، وكان السؤال الذي يسعون للإجابة عليه هو: هل سبق أن مرت أمام أعيننا كائنات مشابهة ولم ننتبه إليها؟