أحدثت مؤسسة سكوت مورغان ثورة علمية جديدة، مستوحاة من تجربة العالم الراحل ستيفن هوكينغ، الذي أذهل العالم قبل أربعة عقود عندما استخدم حاسوبًا للتحدث بدلًا من صوته.
واليوم، بات بإمكان الأشخاص الذين يعانون إعاقات مشابهة أن يتواصلوا عبر “أفاتار رقمي” يشبههم تمامًا في المظهر والصوت والتعبير.
التقنية الجديدة، التي تم كشف النقاب عنها خلال قمة الذكاء الاصطناعي في نيويورك، تسمح بإنشاء نسخة افتراضية تحاكي وجه المستخدم وصوته ومشاعره بدقة، من خلال تدريب الذكاء الاصطناعي على شخصيته وتجارب حياته، ويشمل ذلك رسائل “واتساب” القديمة، ونكاته المفضلة، وحتى طريقته في التعبير عن الحب أو الفكاهة.
يعتمد النظام على شاشة أمامية مثبتة على الكرسي المتحرك وأخرى أعلى الرأس لعرض الأفاتار، حين يتحدث المستخدم، يلتقط النظام صوته أو حركة عينيه بطريقة دقيقة للغاية، ليُنتج ثلاثة خيارات فورية للرد ضمن ثلاث ثوانٍ فقط.
هذه السرعة تمثل تحولاً هائلاً مقارنة بتجربة هوكينغ، الذي كان يحتاج نحو خمس دقائق لكتابة جملة قصيرة، وتهدف التكنولوجيا إلى خدمة أكثر من 100 مليون شخص حول العالم يعانون إعاقات في النطق بسبب أمراض مثل التصلب الجانبي الضموري (ALS)، والشلل الدماغي، والسكتات الدماغية، وإصابات الدماغ الرضّية.
تفاصيل تقنية الأفاتار الذكي لذوي الإعاقات الحركية
قالت لافون روبرتس، الرئيسة التنفيذية للمؤسسة، إن هذا الابتكار “يعيد للناس أصواتهم ويسترجع شخصياتهم”، مضيفة: “بعض المرضى كانوا معروفين بخفة دمهم وذكائهم، لكن وجوههم فقدت القدرة على التعبير، والآن يمكننا أن نعيد لهم ابتسامتهم وصوتهم كما كانوا”.
وأضافت أن النظام لا يعتمد على روبوتات محادثة عامة مثل شات جي بي تي، بل يتم تدريبه خصيصًا على شخصية كل مستخدم ليستجيب بأسلوبه الخاص، موضحة أن الهدف هو تحقيق أقصى درجة من الواقعية في التواصل الإنساني.
النظام الجديد، الذي يحمل اسم SMF VoXAI، تم تطويره بالكامل باستخدام تقنية تتبع حركة العين من قبل برنارد مولر، كبير التقنيين في المؤسسة، وهو مصاب بمرض التصلب الجانبي الضموري وفاقد للحركة تمامًا.
التقنية تم تطويرها بالتعاون مع شركة ElevenLabs البريطانية لتقليد الصوت، إلى جانب استخدام رقائق معالجة من شركة إنفيديا الأمريكية.
وسيتم إتاحة البرنامج مجانًا، مع تصميم الأجهزة لتناسب قدرات كل مستخدم على حدة، فيما تسعى المؤسسة لعقد شراكة مع شركات تصنيع الأجهزة لتوسيع الإنتاج وتحقيق وصول أكبر إلى المرضى في مختلف أنحاء العالم.
