تستضيف مسقط النسخة الثانية من “خلوة مسقط للوساطة” بمشاركة عربية ودولية واسعة، في فعالية تُعد امتدادًا إقليميًا لمنتدى أوسلو للوساطة الذي تنظمه وزارة الخارجية النرويجية ومركز الحوار الإنساني.
التدخلات الأجنبية
وأكد وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي في كلمة ألقاها في “منتدى أوسلو، خلوة مسقط”، إنَّ التدخلات الأجنبية تقوض أسس القانون الدولي وتهدد بنقض الاتفاقيات والتفاهمات التي رغم عدم كمالها، أسهمت كثيرًا في الحد من الصراعات منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
وأشار وزير الخارجية العماني إلى أن العقدين اللذين تليا الإطاحة بصدام حسين شهدا العديد من التدخلات، بعضها مباشر، وبعضها عبر وكلاء، وبعضها مزيج غامض من الاثنين.
دعم الحروب الأهلية
وكشف البوسعيدي أنه أصبح من الممارسات الشائعة أن تدعم دولة طرفًا في حرب أهلية بدولة أخرى، وأن تُسلّح طرفًا ضد آخر، أو ترسل قواتها، أو تستأجر قوات مرتزقة للمشاركة في هذه الصراعات. وهذا ما حدث في سوريا، اليمن والسودان.
وأضاف البوسعيدي: من اللافت أن النتيجة، في كلا الحالتين، كانت اثنتين من أكبر الكوارث الإنسانية في العالم، إحداهما قد ترقى إلى إبادة جماعية.
وتطرق البوسعيدي إلى وجود اقتراحات بأن الولايات المتحدة قد تغزو كندا أو تضم جرينلاند، قائلًا: “وربما لا ينبغي أن تؤخذ هذه التهديدات على محمل الجد، ولكنها على الرغم من ذلك تميل إلى تعزيز فكرة أن مثل هذه التدخلات يمكن مناقشتها علناً، خاصة إذا لم يتم إدانة مثل هذه التصريحات بشكل شامل من قبل المجتمع الدولي.
وأكد معاليه: “إنها ليست سوى خطوة صغيرة من مثل هذه الاقتراحات التي قد تبدو تافهة إلى عالم قد يتخيل فيه الناس اتخاذ مثل هذه الإجراءات دون عقاب.
غزو فنزويلا
وحذر وزير الخارجية من أنه قد تتطور دبلوماسية البوارج الحربية في منطقة البحر الكاريبي إلى غزو فنزويلا وسيكون هذا عالماً بلا قانون دولي، وبمثابة عودة إلى عالم ما قبل القرن العشرين الذي اتسم بالفوضى، حيث أصبحت الحروب العدوانية قانونية مرة أخرى.
ودعا وزير الخارجية العماني إلى ثلاثة حلول:
- الإدانة الواضحة والموحّدة لجميع التدخلات الأجنبية وتهديداتها.
- عقد مؤتمر عالمي تحت رعاية الأمم المتحدة لتجديد الالتزام الدولي بالأدوات القانونية التي تحظر التدخلات.
- إيجاد آلية لجعل أحكام محكمة العدل الدولية قابلة للتنفيذ عبر بحث آليات عملية بالتعاون مع فريق قانوني متخصص.
وتأتي النسخة الحالية استمرارًا لدور سلطنة عُمان في دعم الجهود الدبلوماسية ومسارات السلام في المنطقة،لتشكل إحدى أبرز المحطات الدولية التي تجمع الوسطاء وصنّاع القرار والخبراء المعنيين بتسوية النزاعات.





