يمثل معاش الوفاة جسر الأمان الأول للأسرة بعد فقدان المؤمن عليه أو صاحب المعاش المعيل، فهو ليس مجرد مبلغ مالي، بل هو ضمان اجتماعي وإنساني يضمن استمرار الدخل الأساسي للأسرة ليسهم في استقراراها الاجتماعي والنفسي بتوفير الحماية، فلا تسقط تحت ثقل العوز أو تفقد استقرارها.
والقانون حدد بوضوح من هم المستحقون لمعاش الوفاة: الأرمل أو الأرملة، الأبناء والبنات بما فيهم الطفل المحتضن.
وفقًا للشروط، هؤلاء ليسوا مجرد مستحقين، بل هم الامتداد الطبيعي والمباشر للمؤمن عليه المتوفى، وعصب الأسرة التي يجب أن تُصان.
وكشف مالك بن سالم الحارثي، مدير عام المستحقات بصندوق الحماية الاجتماعية، عن المواد المنظمة لمعاش الوفاة في سلطنة عمان:
- المادة (111) التي تحدد المستحقين: (الأبناء والبنات، الأرمل أو الأرملة)
- المادة (112) التي تضع شروط الاستحقاق؛ مثل السن، الزواج، العمل، أو العجز عن الكسب
- المادة (113) تنظم نسب توزيع المعاش؛ وتقسيمه بالتساوي بين المستحقين:
- تحدد قيمته بـ 100% إذا كانوا 3 فأكثر
- 80% إذا كانوا اثنين
- 60% إذا كان مستحقًا واحدًا،
مع ملاحظة أن الصرف يبقى بنسبة 100% لمدة ستة أشهر بعد الوفاة.
- المادة (114) حيث تجيز الجمع بين المعاشين المستحقين للابن أو البنت عن الوالدين، كما يجمع للأرمل/الأرملة بين النصيب عن الزوج المتوفى ومعاش التقاعد المستحق له.
وقال مالك بن سالم الحارثي، إنَّ هذه المواد تؤكد أن الهدف هو حماية الأسرة المباشرة وضمان استقرارها المعيشي.
المعاش لا يُورَّث
وأشار مدير عام المستحقات بصندوق الحماية الاجتماعية، في تصريحات لــ”جريدة عُمان”، إلى أن المعاش استحقاق تأميني لا ادخار شخصي حيث أن الاستقطاعات الشهرية لا تُخزن في حساب فردي، بل تدخل في صندوق جماعي تضامني تكافلي يمول معاشات المتقاعدين وأسر المتوفين، وبالتالي لا يمكن اعتبارها رصيدًا خاصًا للمتوفى يورّث / يصرف بلا ضوابط وشروط للمستحقين.
وأضاف مالك الحارثي أن الهدف من معاشات الوفاة حماية الأسرة التي فقدت معيلها، وليس على اعتبار المعاش مالا موروثًا، فهو يهدف إلى توفير دخل بديل يضمن الاستقرار المعيشي للمستحقين وفق مبدأ التكافل الاجتماعي، وفي حال عدم وجود مستحقين تنتفي الحاجة الاجتماعية التي من أجلها وُجد المعاش.
وأوضح الحارثي أن الحماية الاجتماعية تقوم على الاستدامة المالية وتوريث المعاش بلا ضوابط لجميع الأقارب سيؤدي إلى نزيف مالي يهدد قدرة الصندوق على الوفاء بالتزاماته تجاه الأرامل والأيتام.
