قال المهندس عبد الله بن سالم العجمي الرئيس التنفيذي لمصفاة الدقم، إن المصفاة تبحث إمكانية رفع طاقتها الإنتاجية بنسبة 10 بالمائة لتتجاوز السعة الحالية البالغة 255 ألف برميل يوميًا، مستفيدةً من كفاءتها التشغيلية المتقدمة وقدرتها على تعظيم الاستفادة من أصولها دون الحاجة إلى توسعات رأسمالية جديدة، وهو ما يعكس الأداء الهندسي المتميز والجاهزية التقنية العالية للمصفاة ضمن أعلى معايير الكفاءة العالمية.
وأوضح في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية أن مصفاة الدقم، التي بلغت تكلفتها الإجمالية نحو 3.5 مليار ريال عُماني (9 مليارات دولار أمريكي) تمكّنت من الوصول إلى طاقتها الكاملة مطلع عام 2024 بعد فترة تشغيل تجريبي ناجحة، كما اجتازت اختبار الموثوقية من المقرضين من المحاولة الأولى خلال عشرة أشهر فقط، في إنجاز يُعدّ من الأسرع في تاريخ مشروعات التكرير العالمية.
وأضاف أن المصفاة صدّرت منذ بدء التشغيل الكامل أكثر من 560 شحنة من المنتجات البترولية إلى الأسواق العالمية دون تسجيل أي حوادث تشغيلية، حيث بلغت صادراتها في أغسطس الماضي نحو 295 ألف برميل يوميًا، وهو أعلى معدل تصدير شهري منذ بدء التشغيل، ما يعكس استقرار الأداء التشغيلي وثقة الأسواق الدولية بجودة منتجات المصفاة.
وأشار إلى أن مصفاة الدقم تنتج يوميًا نحو 130 ألف برميل من الديزل، و61 ألف برميل من النافثا، و22 ألف برميل من وقود الطائرات، و15 ألف برميل من غاز البترول المسال، فيما تمثل المقطرات الوسطى أكثر من نصف إجمالي الصادرات بفضل تركيز المصفاة على المنتجات ذات القيمة العالية والطلب العالمي المستقر.
وأكد أن المصفاة عملت على تنويع مزيج التغذية الخام بما يتجاوز الاعتماد على الخامات العُمانية والكويتية، حيث عالجت حتى الآن 11 نوعًا من الخامات المختلفة، من بينها خام البصرة العراقي وخامات من غرب أفريقيا، ما يعزز مرونتها التشغيلية وقدرتها على المنافسة في الأسواق الإقليمية والعالمية.
وأوضح أن مصفاة الدقم تسعى إلى رفع القيمة المضافة للمنتجات منخفضة الهامش عبر تطوير النافثا لاستخدامها في إنتاج البنزين أو مادة الريفورمات، إلى جانب زيادة إنتاج المقطرات الوسطى وتقليل المنتجات الخفيفة مثل غاز البترول المسال، بما يتماشى مع التوجهات العالمية نحو الوقود النظيف والمنتجات عالية الكفاءة الطاقية.
وقال الرئيس التنفيذي لمصفاة الدقم: إن المصفاة تمضي بخطى ثابتة في مجال الاستدامة البيئية، حيث تم تركيب منظومة طاقة شمسية على مساحة 47 ألف متر مربع تولّد 6.2 جيجاواط / ساعة سنويًّا من الكهرباء، ما يسهم في خفض الانبعاثات وتعزيز كفاءة الطاقة، مضيفًا أنه يتم أيضًا تحويل 85 بالمائة من النفايات الخطرة إلى طاقة ضمن نهج “التحويل بدلًا من التخلص” في إطار منظومة الاقتصاد الدائري.
وأضاف أن المصفاة أعادت استخدام 3.4 مليون متر مكعب من المياه خلال عام 2024، وزرعت أكثر من ألفي شتلة في منطقة الدقم دعمًا لجهود التشجير والحفاظ على التنوع البيئي، مؤكدًا أن منظومة الاستدامة في المصفاة ليست شعارًا بيئيًّا فحسب، بل ممارسة تشغيلية واقتصادية تُعزز كفاءة الإنتاج وتقلل الانبعاثات وتدعم أهداف سلطنة عُمان في التحول الأخضر.




