نجح مؤشر بورصة مسقط في تجاوز حاجز 5000 نقطة، وذلك للمرة الأولى منذ نحو ثماني سنوات، مما يعكس قوة سوق رأس المال العُماني وثقة المستثمرين المتزايدة بالاقتصاد الوطني.
وجاء هذا الإنجاز مدفوعًا بتحسّن ملموس في مستويات السيولة، حيث سجّلت قيمة التداولات منذ بداية عام 2025 وحتى اليوم أكثر من 1.834 مليار ريال عُماني، محققة نموًا بنسبة 143 بالمائة مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2024.
كما بلغ متوسط التداول اليومي أكثر من 11 مليون ريال عُماني، في مؤشر واضح على النشاط المتزايد في السوق. وعزّزت هذه التطورات الإيجابية من القيمة السوقية لبورصة مسقط، التي تجاوزت 29 مليار ريال عُماني، محققة ارتفاعًا بنسبة 8 بالمائة منذ بداية العام، وهو ما يعكس جاذبية السوق للمستثمرين المحليين والدوليين على حد سواء.
ويُنظر إلى هذا الأداء القوي كبوابة نحو مرحلة جديدة من النمو والاستقرار في سوق الأوراق المالية بسلطنة عُمان، في ظل إصلاحات اقتصادية مستمرة وسياسات حكومية داعمة لتعزيز بيئة الاستثمار.
وتُعزى هذه النتائج إلى سلسلة من العوامل الإيجابية، أبرزها:
- الإصلاحات الاقتصادية التي تشهدها سلطنة عُمان ضمن رؤية “عُمان 2040”.
- تحسّن المؤشرات الاقتصادية الكلية.
- التوجه الحكومي لتعزيز دور سوق رأس المال كمنصّة لتمويل المشاريع وتشجيع الشركات على الإدراج في البورصة.
كما أن التوجه نحو تنويع الاقتصاد ومواصلة تنفيذ برامج التحوّل في مختلف القطاعات الاستراتيجية أسهما في رفع مستوى ثقة المستثمرين، وجعلا السوق أكثر جاذبية للاستثمارات المحلية والإقليمية والدولية.
وأوضح محمد بن محفوظ العارضي، رئيس مجلس إدارة بورصة مسقط، أن تجاوز مؤشر بورصة مسقط حاجز الـ5000 نقطة يُشكّل محطة فارقة في مسيرة البورصة، ويعكس الثقة المتزايدة بالإصلاحات الاقتصادية التي تشهدها سلطنة عُمان، وازدياد عمق السيولة، وجاذبية أكبر للاستثمار محليًا وإقليميًا، كما تعزّز هذه المؤشرات التحوّل الاقتصادي الإيجابي لسلطنة عُمان، وتمهّد لاندماج أوسع على الصعيد الدولي.
إصلاحات هيكلية
وبيّن أن وصول المؤشر إلى هذا المستوى لم يأتِ من فراغ، بل هو نتاج عمل دؤوب وإصلاحات هيكلية في سوق رأس المال، وتعاون وثيق مع الشركاء الاستراتيجيين من هيئات تنظيمية وشركات مدرجة ومستثمرين محليين ودوليين.
وأضاف أن بورصة مسقط تتحوّل إلى منصة استثمارية أكثر عمقًا وشفافية، مدعومة بزيادة الإدراجات الجديدة وتوسّع قاعدة المستثمرين، مبينًا أن هذه النتائج تعكس أيضًا التزام البورصة بتعزيز مكانة السوق كأداة تمويلية فاعلة للشركات، ومصدرًا لجذب الاستثمارات النوعية التي تدعم الاقتصاد الوطني وتفتح آفاقًا أوسع للنمو.
وقال إن تجاوز عتبة الـ5000 نقطة هو بداية لمرحلة جديدة تطمح بورصة مسقط من خلالها للوصول إلى مستويات أعلى من السيولة والتداولات، وتحقيق إدماج أكبر مع الأسواق الإقليمية والعالمية، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية “عُمان 2040″، ويعزّز ثقة المستثمرين في استدامة وتنوّع الاقتصاد العُماني.