خبير إعلامي يرد على أسئلة “التأمل” ويحدد الطريق إلى موثوقية المحتوى في عصر التضليل

حول الخبر: فعالية صحافة الشباب تنبع من قربهم من الواقع الاجتماعي وقدرتهم على مخاطبة جيلهم بلغته
البرنامج التدريبي "تمكين صحافة الشبكات" الذي نظمه مركز التواصل الحكومي
البرنامج التدريبي "تمكين صحافة الشبكات" الذي نظمه مركز التواصل الحكومي

نشر في: الأربعاء,12 نوفمبر , 2025 10:23ص

آخر تحديث: الأربعاء,12 نوفمبر , 2025 10:23ص

عهود السويدية

في ظلّ الفيض المعلوماتي الذي تجلبه منصات التواصل الاجتماعي، أصبحت قدرة الشباب على تمييز المصادر الموثوقة من المضللة مهارة حيوية وضرورية.

وخلال البرنامج التدريبي “تمكين صحافة الشبكات” الذي نظمه مركز التواصل الحكومي، قدّم الأكاديمي والإعلامي سلطان بن أحمد العزري رؤية عملية لتعزيز الوعي الإعلامي، مجيبًا عن جملة من الأسئلة التي طرحتها صحيفة “التأمل الإعلامية” حول آليات تمييز المعلومات وبناء الثقة الرقمية.

وردًا على سؤال لصحيفة “التأمل” حول كيفية تمييز الشباب للمعلومات الموثوقة، أوضح العزري أن المهارة الأساسية في العصر الرقمي تبدأ من قاعدة بسيطة لكنها جوهرية: “تحقق قبل أن تشارك”.

وحدد ثلاث خطوات عملية للتمييز بين المعلومة الصحيحة والمضللة، تبدأ بتتبع مصدر الخبر والتحقق من سمعة الجهة الناشرة وسجلها المهني، تليها مرحلة فحص التوقيت والسياق، حيث أشار إلى أن المعلومات المضللة ليست بالضرورة كاذبة، بل هي غالبًا ما تكون أخبارًا صحيحة لكنها تُقتطع من سياقها أو تُعاد تدويرها في أوقات معينة لأغراض محددة.

واختتم خطواته بالدعوة إلى استخدام أدوات التحقق المتاحة، سواءً كانت تقليدية عبر التواصل المباشر مع المصادر والشخصيات، أو رقمية باستخدام البرامج المتخصصة في فحص الصور والوسائط.

وفي ردّه على تساؤلات “التأمل” حول استراتيجيات بناء حضور مؤسسي موثوق، شدد العزري على أن الموثوقية هي عملية تراكمية تُبنى بالاتساق والمصداقية المستمرة وليس بالسرعة.

وحدد الاستراتيجية الفعالة التي تبدأ من وضوح الهوية التحريرية للمؤسسة وقيمها وجمهورها، مرورًا بتقديم محتوى موثّق ومتنوع بلغة إنسانية جذابة، وصولاً إلى التفاعل الذكي مع الجمهور والشفافية في تصحيح الأخطاء.

وأكد أن المؤسسة التي تتعامل مع منصاتها كمسؤولية إعلامية وليس مجرد مساحة تسويقية هي التي تكتسب ثقة الجمهور على المدى الطويل.

كما سلّط الضوء، وفي معرض رده على أسئلة “التأمل” حول دور الصحافة الناشئة، على الدور المتعاظم لصحافة الشباب في معالجة القضايا المجتمعية، واصفًا إياهم بـ “صانعي روايات جديدة تعكس نبض المجتمع من الداخل”.

وأبرز أن فعالية صحافة الشباب تنبع من قربهم من الواقع الاجتماعي وقدرتهم على مخاطبة جيلهم بلغته، مستخدمين وسائط متعددة مبتكرة مثل الفيديو القصير والبودكاست لتبسيط القضايا المعقدة.

واختتم بالدعوة إلى دعم هذه المبادرات الشبابية بإطار مهني منظم عبر التدريب والإشراف الأكاديمي والدعم المؤسسي، لتحويلها من جهود فردية إلى قوة إعلامية مجتمعية واعية ومؤثرة، مجيبًا بذلك عن سؤال محوري طرحته “التأمل” حول سبل تمكين هذه الظاهرة الإعلامية الواعدة.

يأتي هذا البرنامج انطلاقًا من دور مركز التواصل الحكومي في تعزيز أدوات الصحافة الرقمية والتحقق من المعلومات، سعيًا نحو بناء خطاب إعلامي دقيق ومسؤول، في وقت تشتد فيه الحاجة إلى مواجهة تحدي المعلومات المضللة وتعزيز مصداقية المحتوى الرقمي.

رابط مختصر
المصدر: التأمل

قد يُعجبك أيضًا:

تابعنا:

Secret Link