أجرى المستشفى السُّلطاني بالتعاون مع مركز صباح الأحمد في دولة الكويت أول عملية في تخصُّص المسالك البولية عن بُعد، باستخدام نظام الجراحة الروبوتية المتطوّر “توماي”، في خطوة تُجسّد التكامل بين الكفاءات الطبية العُمانية والكويتية، وتفتح آفاقًا جديدة في مجال الطب الرقمي والجراحة الذكية.
وتُعدُّ هذه العملية الأولى من نوعها على مستوى سلطنة عُمان والمنطقة، إذ أتاحت للفريقين الجراحيين في سلطنة عُمان والكويت تنفيذ الإجراء بدقة عالية وتوغُّل أقل، مع تحقيق معدلات أمان مرتفعة وسرعة في تعافي المريض.
وأكّد الدكتور عامد بن خميس العريمي، المدير العام للمستشفى السُّلطاني، لوكالة الأنباء العُمانية إنّ تنفيذ أول عملية للمسالك البولية عن بُعد بالتعاون مع الأشقاء في دولة الكويت يجسّد نموذجًا مشرّفًا للتكامل الصحي الخليجي، ودليلًا على جاهزية المؤسسات الصحية لمواكبة التطوّر العالمي في هذا القطاع الحيوي.
من جانبه، أكّد الدكتور قيس بن محمد الهوتي، استشاري جراحة المسالك البولية بالمستشفى السُّلطاني، أنّ إجراء أول عملية جراحية باستخدام الروبوت الجراحي من سلطنة عُمان إلى دولة الكويت يُمثّل خطوة مميزة تُضاف إلى سجل النجاحات المتتابعة للمستشفى السُّلطاني، بعد نجاحه قبل نحو أسبوع في تنفيذ أول عملية جراحية باستخدام الروبوت داخل سلطنة عُمان.
وأضاف أنّ هذا التطوّر سيُحدث نقلة مهمة في مجال التقنيات الطبية المتقدمة، كما سيُسهم مستقبلًا في تسهيل إجراء العمليات الجراحية عن بُعد داخل عُمان نفسها، بين المستشفيات المختلفة، كأن يُجري الجراح في المستشفى السُّلطاني عمليةً لمريض في مستشفى آخر بولاية أو محافظة بعيدة، مما يوفّر على المرضى مشقّة التنقل، ويضمن دقة أعلى ونتائج أفضل بفضل الأيدي الخبيرة والتقنيات الحديثة.
رؤية ثلاثية الأبعاد
ومكّنت التقنية الروبوتية من إجراء العملية عن بُعد عبر تحكّم مباشر يوفّر رؤية ثلاثية الأبعاد وتحكّمًا فائق الحساسية في الأدوات الجراحية، مما أسهم في تقليل المضاعفات وفقدان الدم ومدة البقاء في المستشفى.
وأكّد القائمون على المشروع أنّ هذا الإنجاز يُمثّل نقلة نوعية في مسار التحوّل الرقمي للقطاع الصحي العُماني، ويُعزّز مكانة المستشفى السُّلطاني كمركز وطني رائد في تطبيق التقنيات الطبية الحديثة، في إطار الجهود الرامية إلى تحقيق رؤية “عُمان 2040” وتبنّي الابتكار كركيزة للتطوير والاستدامة الصحية.
تعاون علمي وتقني بين الكوادر العُمانية والكويتية
وتُعدُّ هذه التجربة ثمرة تعاون علمي وتقني بين الكوادر العُمانية والكويتية، تمّ من خلالها توظيف التكنولوجيا المتقدمة لتوسيع نطاق الخدمات الجراحية المتخصّصة في المنطقة، وتعزيز فرص التدريب والتأهيل في مجال الجراحة الروبوتية عن بُعد، بما يُسهم في تطوير المهارات الوطنية والارتقاء بجودة الرعاية الصحية في دول مجلس التعاون الخليجي.





