أظهرت دراسة بحثية قامت بها جامعة السلطان قابوس عن وجود أكثر من 400 نوع من الأعشاب البحرية في بحار سلطنة عُمان وتنفرد بـ 18 نوعًا منها، ويتواجد أغلبها في محافظة ظفار.
وبينت الدراسة أن الأعشاب العُمانية لديها إمكانات كبيرة للاستغلال وخاصة أنها لا تحتاج إلى مياه صالحة للشرب أو أراض.
كما حددت الدراسة مكونات وخصائص هذه الأعشاب البحرية من خلال مراقبة مراحل النمو المختلفة، وتم اختيار تلك الأصناف بناء على مقارنات بين دراسات سابقة عملت في أماكن أخرى وفي حالات أخرى على خصائص بعض أفراد العائلة التي ينتمي لها النبات في حالة ندرة الأعمال البحثية.
ووضح الدكتور أحمد بن علي العلوي أستاذ مشارك بكلية العلوم الزراعية والبحرية بجامعة السلطان قابوس أنه يتم تصنيف الأعشاب البحرية عادة حسب اللون (الصبغة) إلى ثلاث مجموعات رئيسة وهي:
- الطحالب البنية
- الطحالب الخضراء
- الطحالب الحمراء
والأعشاب البحرية هي طحالب مائية كبيرة وتحمل اسمًا آخر مثل نبات البحر وخضروات البحر.
وفي سلطنة عُمان وفرت الدراسة البحثية معلومات مهمة عن إمكانات الأعشاب البحرية من أجل تقييم وإدارة أفضل لهذا المورد الطبيعي وإمكاناته الاقتصادية.
وأضاف أن الدراسة أظهرت إمكانات هائلة لاستغلال الأعشاب البحرية العُمانية في مجالات مختلفة. فعلى سبيل المثال تم تحديد مجموعة من الأعشاب البحرية لإنتاج البروتين والمواد الغروية وتحديد مجموعة أخرى لإنتاج مواد صيدلانية عالية الكفاءة، وذات قدرة هائلة على امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون.
وذكر أنه لا يوجد استخدام للأعشاب البحرية في الثقافة العُمانية مع محدودية البيانات المنشورة حول الأعشاب البحرية التي تنبت في هذه المنطقة”.
وأشار إلى أنه ولفترة طويلة استخدمت شعوب دول شرق آسيا مثل اليابان والصين وكوريا والفلبين الأعشاب البحرية في أطباقها، بينما في المناطق الأخرى من العالم كان استخدام الأعشاب البحرية يقتصر على بعض التطبيقات الصناعية مثل مصدر لمواد التبلور والمثخنات كما هو الحال في مواد ألاجار، ألالجينات، والكاراجينان، إلا أن هجرة الآسيويين إلى البلدان الغربية بالإضافة إلى الطفرة الصناعية في السنوات الأخيرة أدى إلى استغلال واسع النطاق الأمر الذي نتج عنه نمو الطلب العالمي على الأعشاب البحرية التي وصلت إلى حوالي 18 مليار دولار في عام 2024 ويتوقع أن تصل إلى 44 مليار بحلول عام 2034م.
جدير بالذكر أنه بالإضافة إلى الاستخدامات التقليدية للأعشاب البحرية فهي غنية بالعديد من المغذيات الدقيقة والكبيرة والعديد من المركبات الحيوية النشطة الطبية، لذلك، فإن منتجات الأعشاب البحرية تدخل في وقتنا الحاضر في جميع الصناعات تقريبا مثل الغذاء والطب والمواد التجميلية والزراعة وستسهم هذه الدراسة بلا شك في استغلال هذا المورد الاقتصادي المهم في الاقتصاد الوطني.