يُباشر صباح غدٍ 854540 طالبًا وطالبة عامهم الدراسي الجديد ٢٠٢٥ / ٢٠٢٦م في مختلف المدارس بالمديريات التعليمية بمحافظات سلطنة عُمان، منهم 430461 طالبًا، و 424079 طالبةً.
وهنأت معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم الطلبة وأعضاء الهيئة التعليمية، راجيةً لهم التوفيق والسداد في أداء رسالتهم التربوية النبيلة، وأكدت معاليها على أن جهود الوزارة في تحقيق منجزاتٍ نوعية، انعكست إيجابًا على تطوير التعليم وجودته، بما يحقق أهداف رؤية “عُمان 2040” في بناء نظام تعليمي شامل، وتعلّم مستدام، يقود إلى مجتمع معرفي، وقدرات وطنية منافسة.
وتطرقت معاليها إلى خطة الوزارة في المرحلة المقبلة، قائلة: “وإذ تستشرف الوزارة المرحلة المقبلة، فإنّ أولويات خطتها القادمة سترتكز على عدد من المجالات التربوية؛ لتحسين جودة التعليم، نبرزها في الآتي:
- الارتقاء بمستوى أداء المعلم: عبر برامج تأهيلية وتدريبية، تسهم في تطوير قدراته.
- تعزيز كفاءته المهنية، وترسخ مكانته العلمية والتربوية، وتدعم بناء مجتمعات تعلم مهنية فاعلة، تتيح تبادل الخبرات، وتكرس ثقافة التطوير المستمر.
- تطوير المناهج الدراسية: بما يعزز الهوية الوطنية لدى الطلبة، ويكسبهم مهارات المستقبل التي تمكّنهم من التكيّف مع مستجدات العصر.
- المنافسة إقليميًّا ودوليًّا؛ للإسهام بكفاءة في مسيرة التنمية الوطنية
- تطوير منظومة التقويم التربوي: من أجل بناء إطار شامل لتقويم تعلم الطلبة للصفوف من الأول إلى الثاني عشر، يتوافق مع مستجدات المناهج الدراسية العُمانية، والمعايير العالمية.
- بناء القدرات في التقويم التربوي”.
وأضافت: “سيشهد هذا العام الدراسي مشاركة الوزارة في التطبيق الإلكتروني للدراسة الدولية (PIRLS) لقياس مهارات القراءة لطلبة الصف الرابع؛ للحصول على مؤشرات معيارية دولية في المستوى التحصيلي للطلبة؛ بهدف تطوير منظومة تعليم القراءة في سلطنة عُمان، ورفع مستوى أداء الطلبة في مهارات القراءة، واستكمال خطوات التحول الرقمي في المدارس، وتوفير ممكنات البنية الأساسية الرقمية وفق خطة مرحلية شاملة تغطي جميع المدارس، مثل: المختبرات المتنقلة، والسبورات التفاعلية، ورفع كفاءة بنية الاتصالات في المدارس، وتوفير المحتوى الرقمي التفاعلي”.
وأوضحت معاليها “نظرًا لأن الذكاء الاصطناعي أصبح من أبرز الأدوات التحويلية في هذا العصر؛ لما له من قدرة في تطوير بيئات تعلم مرنة، فقد أصبح التوظيف الأخلاقي والآمن له من الجوانب المهمة في النظم التعليمية، ورغم المحاذير العالمية التي تكتنف تطبيق الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية، المتعلقة بعدم إضعاف ركائزها الأساسية، والتي من بينها التفاعل التربوي الإنساني بين الطالب والمعلم، فقد حرصت الوزارة على استخدام تطبيقاته بما يعزز تعلم الطلبة، ويوسع مداركهم المعرفية، وذلك من خلال حوكمة واضحة، وسياسات وأطر أخلاقية، تضمن توظيفه كأداة مساندة للتعلم، دون المساس بالقيم الجوهرية للنظام التعليمي، والاستمرار في التوسع في التعليم المهني والتقني: من خلال طرح تخصص السفر والسياحة في عدد من مدارس محافظتي ظفار والداخلية، إلى جانب التخصصات القائمة حاليًا في هذا المسار وهي: التخصصات الهندسية والصناعية، وتخصصا تقنية المعلومات وإدارة الأعمال، ليصل عدد التخصصات المهنية التي يتم تدريسها للطلبة في مسار التعليم المهني والتقني إلى 9 تخصصات”.
وحول حوكمة تقييم أداء المدارس الحكومية أوضحت معاليها “في ظل سعي الوزارة نحو تحقيق الهدف الاستراتيجي المتمثل في تطوير نظام متكامل لحوكمة المنظومة التعليمية، وتقييمها وفق المعايير الوطنية والعالمية، تشهد الوزارة هذا العام انطلاقة مرحلة نوعية في تقييم التعليم المدرسي، تتمثل في قيام الهيئة العُمانية للاعتماد الأكاديمي وضمان جودة التعليم بتطبيق النظام الوطني لتقويم أداء المدارس كمرحلة أولى على (100) مدرسة حكومية وخاصة في محافظات مسقط، والداخلية، وجنوب الباطنة وفق معايير ومؤشرات دقيقة، والاستمرار في تشييد المباني المدرسية وتوسعتها.
إذ سيشهد هذا العام افتتاح (16) مبنى مدرسيًّا جديدًا في عدد من المحافظات، مع مواصلة العمل في تشييد (64) مبنى مدرسيًّا، من المتوقع استلامها بشكل مرحلي خلال العام الدراسي القادم؛ وذلك بغرض استيعاب النمو في عدد الطلبة، وتقليص عدد المدارس التي تعمل بنظام الفترتين، وإحلال المباني القديمة”.
وخاطبت معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم الهيئة التعليمية، قائلة: “إن الدور الذي تضطلعون به في تنشئة الأجيال التنشئة السليمة، وصقل معارفهم ومهاراتهم، وغرس القيم في نفوسهم، والإسهام في توفير البيئة التعليمية الآمنة لهم لهو محل شكر وتقدير، فالمرحلة المقبلة بما تحمله من تحديات وتحولات متسارعة في مجالات المعرفة والتقنية، تستلزم منّا جميعًا مضاعفة الجهود وتعزيز التعاون والتكاتف، لضمان تطوير العملية التعليمية، وتحقيق جودة مخرجاتها بما يواكب المستجدات العالمية؛ لذا، أدعو أبناءنا الطلبة إلى استثمار الفرص التعليمية المتاحة لهم، بما يعزز طموحاتهم، ويسهم في بناء مستقبلهم”.
وأكدت معاليها على ضرورة تكامل الأدوار بين البيت والمدرسة في تربية الأبناء وتثقيفهم، قائلة: “في إطار الشراكة القائمة، والتكامل المنشود بين البيت والمدرسة نؤكد على الدور المحوري الذي يقوم به أولياء أمور الطلبة في متابعة أبنائهم، وتوجيههم، وتوفير البيئة الداعمة لهم، بما يسهم في نجاح المسيرة التعليمية، وبلوغ الأهداف المنشودة”.