عثر المزارع الفلسطيني سليمان النباهين على أرضيات فسيفسائية تؤرخ للعهد البيزنطي عليها أشكال مجموعة من الطيور الملونة والحيوانات الأخرى، أثناء تأدية أعماله الزراعية في أرضه الواقعة بمخيم البريج للاجئين وسط قطاع غزة.

وقالت وزارة السياحة والآثار في قطاع غزة، السبت، إن الكشف الأوّلي لهذا الموقع الأثري أثبت وجود “أرضيات فسيفسائية تضم أيقونات لحيوانات تؤرخ للعصر البيزنطي، ورسوما تُجسّد الحياة الاجتماعية آنذاك”.

وأضافت في بيان “هناك أيضا مجموعة أخرى من الأرضيات ذات الأشكال الهندسية وبعض المعالم والشواهد العمرانية للجدران الأثرية”، وذكرت أنه عُثر على “مقتنيات فخارية وقوارير زجاجية في مكان البحث”.

وأوضحت الوزارة أنها تعمل “بالشراكة مع خبراء وعلماء آثار دوليين من المدرسة الفرنسية للآثار لمعرفة مزيد من الأسرار والقيم الحضارية، في مختلف الحقب التي مرت بها أرض غزة”.

وأشادت الوزارة بدور المزارع الفلسطيني و”حسّه الوطني العالي الذي دفعه إلى إبلاغ الجهات المختصّة”.

وقال النباهين لرويترز إنه حاول أن يتبيّن السبب في أن بعض الأشجار التي غرسها لم تثبت جذورها في التربة كما ينبغي، مضيفا أنه وابنه شرعا في الحفر للكشف عن السبب، وخلال الحفر ارتطم فأس الابن بجسم صلب شكله غير مألوف.

وقال النباهين لرويترز إنه حاول أن يتبيّن السبب في أن بعض الأشجار التي غرسها لم تثبت جذورها في التربة كما ينبغي، مضيفا أنه وابنه شرعا في الحفر للكشف عن السبب، وخلال الحفر ارتطم فأس الابن بجسم صلب شكله غير مألوف.

وتعدّ مدينة غزة من مدن العالم القديمة، وخضعت لحكم الفراعنة والإغريق والرومان والبيزنطيين والمسلمين، ولهذا تعدّ غنية بالآثار إذ كانت موقعا تجاريا مهما لحضارات ترجع إلى قدماء المصريين والفلسطينيين المذكورين في الكتاب المقدس، مرورا بالإمبراطورية الرومانية والحروب الصليبية.

وتشكل قضايا الآثار موضوعات سياسية في الأراضي الفلسطينية، ولدى إسرائيل ترسانة من علماء الآثار يكشفون عن عدد لافت من الكنوز القديمة، أما في غزة فلا يزال هذا القطاع متأخرًا إلى حد كبير.

وكان هناك عدد من الكشوف الأثرية في غزة في السنوات الماضية، لكن بسبب ضعف التمويل وعدم وجود متخصصين، عادة ما تدعو غزة منظمات دولية للمساعدة في عمليات التنقيب والترميم.

عاشت الإمبراطورية البيزنطية أكثر من ألف سنة منذ القرن الرابع وحتى عام 1453. في عهد جستينيان الأول (حكم 527-565) وصلت الدولة إلى أقصى حد لها، بعد استعادة جزء كبير من ساحل البحر الأبيض المتوسط الغربي الذي كان رومانيًا تاريخيًا، والذي ضمّ شمال إفريقيا وإيطاليا وروما، واحتفظت به لمدة قرنين آخرين.


