لماذا نحب قصص “المستضعفين” ونسمع عن حياتهم المليئة بالصعاب؟

حول الخبر: أبل بدأت من "مرآب"، وأوباما "أسود مستضعف".. هكذا تنجح العلامات التجارية والسياسيون في كسب تعاطفنا بضعفهم.
الانحياز للأضعف ظاهرة يؤثر بها الرأي العام على نفسه في المجالات التي بها منافسة لمجرد كون أحد الأطراف هو الأضعف (بيكسلز)
الانحياز للأضعف ظاهرة يؤثر بها الرأي العام على نفسه في المجالات التي بها منافسة لمجرد كون أحد الأطراف هو الأضعف (بيكسلز)

نشر في: الأحد,20 فبراير , 2022 9:04م

آخر تحديث: السبت,26 مارس , 2022 9:50م

أن تكون ضعيفا قد يكون أكثر تسويق ناجح لتبدو شخصا قويا وتحقق نجاحات، أو هذا ما يراه بعض علماء النفس الذين يعتقدون وجود ظاهرة “الانحياز للأضعف” (The Underdog Effect)؛ إذ إن قصص نجاح بعض المشاهير والمؤثرين والأغنياء تعتمد على فكرة الاستضعاف ليحققوا نجاحا وقوة حقيقية.

الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما وخطاباته قبل الانتخابات المبنية على فكرة “الاستضعاف” مكنته من أن يصبح أول رئيس ذا بشرة سوداء، وكسب أصوات الشعب الأميركي ليكون الرئيس الـ44 للولايات المتحدة، والأول من أصول أفريقية.

كما تعتبر فكرة “الاستضعاف” منهجية تسويق وعلامة تجارية قوية يستخدمها معظم السياسيين، فإنها منهجية يتبعها عدد من العلامات التجارية المشهورة مثل “آبل” (Apple)، و”غوغل” (Google)، و”أديداس” (Adidas).

حتى أنها أثبتت نجاحها مع أكثر القصص شعبية للأبطال المستضعفين، التي كسبت دعم وقلوب الجماهير، مثل “هاري بوتر”، بالإضافة إلى المشاهير والمؤثرين والشخصيات الملهمة الذين كانت حياتهم مليئة بالصعوبات، ثم حققوا نجاحا يظهرهم أبطالا، مثل محمد علي كلاي، ونيلسون مانديلا، وأوبرا وينفري.

تأثير المستضعف هو أحد المظاهر العديدة المفترضة لـ”التأثير غير الشخصي” على مواقف الأفراد أو معتقداتهم (بيكسلز)

ظاهرة “الانحياز للأضعف”

هي ظاهرة يؤثر بها الرأي العام على نفسه في المجالات التي بها منافسة لمجرد كون أحد الأطراف هو الأضعف، فمثلا عندما يرى الناخبون في الانتخابات أن حزبا أو مرشحا معينا هو الفائز المحتمل، فإنهم يميلون إلى دعم منافس يُتوقع أن يخسر أو “مستضعف” في هذا السباق.

تأثير المستضعف هو أحد المظاهر العديدة المفترضة لـ”التأثير غير الشخصي” على مواقف الأفراد أو معتقداتهم أو سلوكياتهم المستمدة من انطباعات هؤلاء الأشخاص حول مواقف أو معتقدات أو سلوكيات مجموعات الآخرين المجهولين خارج نطاقهم. ورغم أن أصل المصطلح غير واضح، فإنه يُزعم أنه استخدم لأول مرة في الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 1948.

وفي أحيان كثيرة، يدرك الشخص أو الجهة أنها تظهر نفسها في صورة المستضعف وتركز الضوء على بدايتها المتواضعة، والصعاب والصراعات التي خاضتها، مما يدفع الجمهور أو المستهلك إلى دعم هذا الشخص أو الجهة عندما يرون هذه الجوانب المستضعفة، ليس للضعف في حد ذاته، بل للصفات التي ترافقه في هذه السردية، مثل العزيمة والصلابة والإصرار.

ويعتقد العلماء أن هذا التفضيل والتحيز الذي يملكه كثيرون تجاه المستضعفين متجذر في معتقداتنا، بسبب النظر إلى أننا نعيش في عالم مليء بالظلم وعدم المساواة، لذلك نميل إلى تفضيل الجانب الأقل حظا، خاصة إذا كنا في يومٍ مكان هذا المستضعف الذي يحارب الصعاب.

علامات تجارية تستخدم تأثير المستضعف

هذا التأثير يفسر احتفاظ شركات عملاقة -مثل آبل وغوغل وفيسبوك وأديداس وغيرها- بفخر شديد ببداياتها المتواضعة في إنشاء علامتها التجارية، فنسمع عن قصص بداية مشروع ضخم يحقق أرباحا بالملايين، ويتحدث أحدهم بفخر عن بدايته من مرآب أو غرفة منزل متواضع، وفي بعض الأحيان ينشر هذه الصور المتواضعة ليطالعها المستهلكون.

رابط مختصر

قد يُعجبك أيضًا:

تابعنا:

Secret Link