حذرت دراسة طبية من أن المواد الكيميائية الشائعة المستخدمة في عمليات التنظيف الجاف قد تُشكّل خطرًا صحيًا كبيرًا على الكبد، إذ تزيد احتمالية تلفه بنحو ثلاثة أضعاف، ما يرفع أيضًا خطر الإصابة بالسرطان أو فشل الكبد في الحالات المتقدمة، وحسب ما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية.
ووفقًا للدراسة التي نُشرت في مجلة Liver International، فإن المادة الكيميائية المعروفة باسم رباعي كلورو الإيثيلين PCE، تُعد السبب الرئيسي في هذه المخاطر، وتُستخدم هذه المادة على نطاق واسع كمذيب في التنظيف الجاف ومزيل للشحوم المعدنية في المصانع، وقد تم تصنيفها سابقًا كمادة مسرطنة محتملة للإنسان.

وأوضح الدكتور برايان لي، أخصائي أمراض الكبد بجامعة جنوب كاليفورنيا ومؤلف الدراسة الرئيسي، أن تليّف الكبد هو المؤشر الأهم للوفاة الناتجة عن أمراض الكبد، وكلما زاد التليف زادت احتمالية الوفاة.
وحلل الباحثون، بيانات أكثر من 1،600 شخص بالغ ضمن المسح الوطني للصحة والتغذية بين عامي 2017 و2020، ووجدوا أن 81 مشاركًا لديهم كميات قابلة للكشف من PCE في الدم، وتبيّن أن الأفراد الذين تعرضوا لهذه المادة كانوا أكثر عرضة بثلاث مرات لتلف الكبد مقارنة بغير المعرضين لها.

كما أظهرت النتائج أن كل زيادة مقدارها نانوجرام واحد لكل مليلتر، من تركيز PCE في الدم قد ترفع احتمال حدوث تندّب كبير في الكبد بمقدار 5 أضعاف.
ويعتقد الباحثون أن الكبد عند معالجته لهذه المادة يُنتج مركبات ثانوية تتفاعل مع خلاياه وتؤدي إلى التهاب وتندّب، وهو ما يُمهّد للإصابة بمرض الكبد الدهني المرتبط بالخلل الأيضي MASLD، المعروف سابقًا باسم الكبد الدهني غير الكحولي.

يُعد مرض الكبد الدهني أحد أكثر أمراض الكبد شيوعًا، وغالبًا ما يرتبط بعوامل مثل التدخين، وزيادة الوزن، واستخدام بعض الأدوية لفترات طويلة مثل الباراسيتامول والإيبوبروفين، ومع ذلك تشير الدراسة إلى أن العوامل البيئية، مثل التعرض للمواد الكيميائية السامة، قد تكون سببًا غير متوقع لتفاقم الحالة.






