للعام الـ12 على التوالي، يطل الممثل المصري رامز جلال بنسخة جديدة من برنامج المقالب الذي أصبح مقررا رمضانيا ثابتا يُذاع في إحدى ساعات ذروة المشاهدة الرمضانية على مائدة الإفطار وفق توقيت مصر، أو بعد الإفطار وفق توقيت المملكة العربية السعودية.
ومع عودته هذا العام 2022 بنسخة جديدة بعنوان “رامز موفي ستار” مع النجم العالمي جون كلود فان دام، ما تزال الأسئلة نفسها تتكرر؛ هل مقالب رامز حقيقية أم مصطنعة بالاتفاق مع ضيوفه النجوم؟ وهل النجوم ضحية لرامز؟
مفبركة أم حقيقية؟
مع كل موسم، صارت هذه التساؤلات جزءا ثابتا من أجواء البرنامج حتى مع تغيّر طبيعة المقلب وتركيبته في كل مرة، وبخاصة مع ما يتعرض له الضيوف من خطر، أو احتمالات للإصابة أو حتى الذعر والفزع جراء مقالب رامز الذي يستخدم الأسود والثعابين وحتى الكراسي الكهربائية لتخويف ضيوفه، فضلا عن التنمر والسخرية والإهانات التي يكيلها لهم بحجة الدعابة في أثناء تقديمهم في بداية حلقاته.
وبطبيعة الموقف القانوني فإن كل هذه الظروف تضمن لهم الفوز بأي دعوى قضائية في حال لجؤوا إلى القضاء، وهو ما أكدته الممثلة والمغنية اللبنانية مايا دياب في إجابتها عن هذا السؤال، إذ كان من المفترض أن تظهر ضيفة معه في موسم “رامز جلال مجنون رسمي”، وأكدت أنه تم الاتفاق معها على أن تكون أحد ضيوف برنامج رامز جلال، وأنها كانت تعلم بطبيعة البرنامج قبل ذهابها، إلا أن موعد تصوير حلقتها كان قبل يوم واحد فقط من إغلاق مطار لبنان بسبب الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا، ما أثار عدة مخاوف من عدم تمكّنها من العودة من دبي، أو من الحجر في لبنان وعدم تمكنها من لقاء عائلتها لمدة 14 يوما.
وأضافت مايا دياب -خلال استضافتها في حلقة بث مباشر عبر “إنستغرام” مع الإعلامي الكويتي علي نجم- أنها كانت على علم أنها ستذهب إلى دبي لتصوير برنامج رامز جلال، لكنها لا تعلم ما سيحدث بالتحديد في البرنامج، قائلة “نعلم أن رامز جلال سيقوم بضربنا في الحلقة، وكل ضيوف البرنامج يعلمون ذلك وهم ذاهبون لتصوير المقلب لأنها مسؤولية”.
وهو ما أكده المطرب الشعبي المصري عبد الباسط حمودة حول استضافته في موسم “رامز قرش البحر”، إذ أكد أن “الضيوف عارفين، كنت عارف وإلا كنت أحبسه”.
لماذا أصبحت مقالب رامز مقررًا رمضانيًا؟
بالتأكيد السؤال حول مصداقية مقالب رامز جلال مهم، لكن أسئلة أخرى لا تقل أهمية عنه وهي لماذا أصبحت مقالب رامز مقررا رمضانيا؟ وهل تحظى بشعبية؟ ولماذا تحقق أرقام مشاهدة عالية؟
للإجابة عن هذا السؤال..
لا يمكن إغفال موعد عرض البرنامج في أهم ساعة مشاهدة رمضانية والتي تأتي مع تجمع العائلات حول موائد الإفطار عقب أذان المغرب، فضلا عن خداعه أو لنقل استضافته لشريحة كبيرة من النجوم متفاوتي الشعبية، من حمو بيكا مؤدي المهرجانات المصري إلى الممثلة المصرية ياسمين صبري والسوري باسم ياخور وحتى الشاب خالد نجم الراي الجزائري.
وهؤلاء الضيوف على اختلافهم نجوم كبار لهم معجبيهم كما لهم من لا يفضلهم، لكن في كافة الأحوال يثيرون فضول الجمهور حول ردود فعلهم على ما يتعرضون له من مقالب رامز جلال، في كل المواسم، وبخاصة في الموسم الأخير مع ظهور النجم العالمي جون كلود فان دام، فيصبح موقف المشاهد على مقعده الرمضاني مراقبا لنجمه المفضل وهو يتعرض للسخرية أو الخطر.
وكذلك يصبح موقف المشاهد مراقبا لرد فعله على ما يتعرض له، مع احتمالات ضئيلة تكاد تكون صفرية بأن يصبح هذا المشاهد المراقب في موضع النجم، ما يمنحه شعورا بالأمان على عكس برامج الكاميرا الخفية التقليدية التي كان أبطالها جمهورا عاديا من الشارع، يمكن لأي شخص أن يتعرض لها، والتي يعود تاريخها في التلفزيون العربي إلى قرابة 40 عاما.
تاريخ برامج المقالب
حين كان رامز جلال طفلا في العاشرة من عمره، كان التلفزيون المصري يذيع أولى تجارب الكاميرا الخفية العربية، والتي قدمها النجم الكبير فؤاد المهندس عام 1983، حينها كان يقدم مضمون الحلقة وفكرتها، بينما يقوم ببطولتها الفنان الشاب حينها إسماعيل يسري، وفي ذلك الوقت كان المواطن العادي هو نجم الحلقة، إذ يتعرض لموقف كوميدي غريب يظهر فيه رد فعل تلقائي.
ومع الختام يظهر الالتزام الأخلاقي بإبراز موافقة الشخص بطل الموقف على إذاعته، واستمر البرنامج لعدة سنوات، حتى قدمه الفنان محمود الجندي، ولكنه لم يلق النجاح المنشود، وارتبطت برامج المقالب بأغنية شهيرة للفنانة أنوشكا تقول كلماتها “اللقطات اللي هتشوفها كلها طبيعية، والأبطال أنا وإنت وهي”.
إبراهيم نصر الشهير بـ”زكية زكريا”
يعد أشهر برنامج عربي للمقالب، إذ واصل نجاحه لعدة سنوات، من خلال تقمص الفنان إبراهيم نصر لشخصية امرأة تسمى زكية زكريا، وهي تعتمد على وضع كمية كبيرة من المكياج على وجهها، وتقوم باستفزاز المواطنين في مواقف غريبة، كضحايا للخدعة في البرنامج.
وقد اعتمد الفنان إبراهيم نصر على عدد من اللزمات التي شكلت شخصية “زكية” منها “أقولك بخ تبخ”، “يا نجاتي أنفخ البلالين عشان عيد الميلاد”، وقدم الفكرة المخرج رائد لبيب، والمؤلف فداء الشندويلي.
“إديني عقلك”
وفي نهاية التسعينيات، قدم المخرج علي العسال برنامجا للكاميرا الخفية يسمى “إديني عقلك”، واستمر البرنامج قرابة 14 عاما، وهو من بطولة حسين المملوك، ومنير مكرم، حيث تعرّضا على مدار سنوات عديدة لأكثر من “علقة ساخنة”، بسبب المقلب وأسلوبه المستفز.
بداية مقالب النجوم مع “حسين على الهوا”
وفي مطلع الألفية قدم الفنان الراحل حسين الإمام برنامجه الشهير “حسين على الهوا”، فيما يعد أول برنامج في “موضة” جعل الفنان نجم برنامج المقالب عام 2003، وحقق البرنامج نجاحا كبيرا، واستثمر صناع العمل بعدها نجاح البرنامج، وقد قدموا سلسلة من البرامج نجمها الفنان الراحل حسين الإمام؛ منها “حسين على الناصية”، “حسين في الاستوديو”.
وعلى مدار السنوات التالية جاءت محاولات أخرى لبرامج المقالب في النجوم منها “مقلب دوت كوم” من تقديم أشرف عبد الباقي، و”نجومنا في اليابان” من تقديم نشوى مصطفى، حتى جاءت برامج رامز جلال وكوميديا “الهلع” الذي يواصل تقديمها على مدار 12 عاما منذ 2011 وحتى العام الجاري.
وكانت البداية من برنامج “رامز قلب الأسد”، بعدها “رامز ثعلب الصحراء”، “رامز عنخ آمون”، “رامز قرش البحر”، “رامز واكل الجو”، “رامز بيلعب بالنار”، حتى برنامجه الأخير “رامز تحت الأرض”، وتعتمد هذه البرامج على وضع النجم تحت ضغط موقف معين، ليشاهد الجمهور رد فعل نجمهم المفضل بعد تعرضه للمقلب التي على ما يبدو أنها ليست طبيعية.
المصدر: مواقع إلكترونية ـ التأمل