أشارت دراسة جديدة إلى أن العديد من أعراض “كوفيد طويل الأمد” يمكن أن تكون ناجمة عن ضرر دائم لحق بأحد أهم الأعصاب في جسم الإنسان أثناء الإصابة الأولية بفيروس كورونا.
وتقول الدراسة:
التي قادتها الدكتورة جيما لادوس والدكتور لورديس ماتيو، من مستشفى جامعة الألمان ترياس آي بوجول بادالونا في إسبانيا، إن الأعراض المرتبطة بمتلازمة ما بعد “كوفيد-19” (PCC)، والمعروفة بشكل واسع باسم “كوفيد طويل الأمد”، يمكن أن تكون مرتبطة بتأثير الفيروس على العصب المبهم، أو كما يسمى أيضا بالعصب الحائر أو العصب الرئوي المعدي، وهو أحد أهم الأعصاب متعددة الوظائف في الجسم.
ويعرف العصب المبهم بأنه العصب القحفي العاشر وهو الأطول والأكثر تعقيدا. ويمتد من الدماغ إلى أسفل الجذع وإلى القلب والرئتين والأمعاء، بالإضافة إلى العديد من العضلات بما في ذلك تلك المسؤولة عن البلع.
وعلى هذا النحو، فإن هذا العصب مسؤول عن مجموعة متنوعة من وظائف الجسم بما في ذلك التحكم في معدل ضربات القلب، والكلام، وردود الفعل المنعكس، ونقل الطعام من الفم إلى المعدة، ونقل الطعام عبر الأمعاء، والتعرق، وغيرها الكثير.
وتشير التقارير إلى أن “كوفيد طويل الأمد” هو متلازمة تؤثر على ما يقدر بـ 10-15% من الذين نجوا من “كوفيد-19”.
تعبيرية
ويقترح المؤلفون أن ضعف العصب المبهم بوساطة SARS-CoV-2 يمكن أن يفسر بعض أعراض “كوفيد طويلة الأمد”، بما في ذلك بحة الصوت (مشاكل الصوت المستمرة)، وعسر البلع (صعوبة في البلع)، والدوخة، وعدم انتظام دقات القلب (ارتفاع معدل ضربات القلب بشكل غير طبيعي)، وتقويم العظام، وانخفاض ضغط الدم والإسهال.
وأجرى المؤلفون تقييما تجريبيا مورفولوجيا ووظيفيا مكثفا للعصب المبهم، باستخدام اختبارات التصوير والوظائف في مجموعة مراقبة مستقبلية لمرضى “كوفيد طويل الأمد” مع أعراض توحي بضعف العصب المبهم (VND).
وفي المجموعة الإجمالية المكونة من 348 مريضا، كان لدى 228 (66%) عارض واحد على الأقل من أعراض ضعف العصب المبهم.
وأجري التقييم الحالي على أول 22 شخصا ظهرت عليهم أعراض ضعف العصب المبهم (10% من الإجمالي)، الذين شوهدوا في عيادة Long COVID التابعة للمستشفى الجامعي Germans Trias i Pujol بين مارس ويونيو 2021.
ومن بين 22 شخصا تم تحليل بياناتهم، كان 20 من النساء (91%) بمتوسط عمر 44 عاما. وكانت الأعراض المرتبطة بضعف العصب المبهم الأكثر شيوعا هي: الإسهال (73%)، عدم انتظام دقات القلب (59%)، الدوخة وعسر البلع وخلل النطق (45% لكل منهما)، وانخفاض ضغط الدم الانتصابي (14%).
تعبيرية
كما كان لدى جميع الأشخاص تقريبا (19 شخصا، 86%) ثلاثة أعراض مرتبطة بضعف العصب المبهم. وقُدّر متوسط المدة السابقة للأعراض 14 شهرا.
وأظهر 6 من 22 مريضا (27%) تغيرا في العصب المبهم في الرقبة يظهر بواسطة الموجات فوق الصوتية – بما في ذلك سماكة العصب وزيادة “صدى الصوت” ما يشير إلى تغيرات تفاعلية التهابية خفيفة.
وكشف التصوير بالموجات فوق الصوتية للصدر “منحنيات حجابي” مسطحة في 10 من أصل 22 (46%) من الأشخاص (وهو ما يُترجم انخفاضا في حركة الحجاب الحاجز أثناء التنفس، أو ببساطة التنفس غير الطبيعي).
كما توصلت النتائج إلى أن ما مجموعه 10 من 16 (63%) من الأفراد الذين تم تقييمهم أظهروا انخفاضا في ضغوط التنفس القصوى، ما يوضح ضعف عضلات التنفس.
وتأثر الأكل ووظيفة الجهاز الهضمي أيضا في بعض المرضى، حيث وقع تشخيص 13 من 18 (72%) مع عسر البلع الفموي (صعوبة البلع). وأظهر تقييم لوظيفة المعدة والأمعاء أجري على 19 مريضا أن ثمانية (42%) يعانون من ضعف القدرة على توصيل الطعام إلى المعدة عبر المريء، وأبلغ اثنان من هؤلاء الثمانية (25%) عن صعوبة في البلع.
ولوحظ الارتجاع المعدي المريئي (ارتداد الحمض) في 9 من 19 (47%) فردا. مع كون 4 من بين هؤلاء التسعة (44%) يواجهون مرة أخرى صعوبة في توصيل الطعام إلى المعدة و3 من هؤلاء التسعة (33%) يعانون من فتق الحجاب الحاجز – والذي يحدث عندما ينتفخ الجزء العلوي من المعدة من خلال الحجاب الحاجز إلى تجويف الصدر.
وكان اختبار مؤشر الإعاقة الصوتية 30 (طريقة قياسية لقياس وظيفة الصوت) غير طبيعي في 8 من أصل 17 حالة (47%)، مع معاناة سبع من هذه الحالات الثماني (88%) من خلل النطق.
ويوضح الباحثون:
“في هذا التقييم التجريبي ، كان لدى معظم المصابين بفيروس كورونا الذين يعانون من أعراض خلل (ضعف) وظيفي في العصب المبهم مجموعة من التغييرات المهمة، وذات الصلة سريريا، وهيكليا و/ أو وظيفيا في العصب المبهم، بما في ذلك سماكة الأعصاب، ومشاكل البلع، وأعراض ضعف التنفس. وتشير النتائج التي توصلنا إليها حتى الآن إلى خلل في العصب المبهم باعتباره سمة فسيولوجية مرضية مركزية لكوفيد طويل الأمد”.
المصدر: ميديكال إكسبريس ـ التامل