ما سلالة أوميكرون الشبح؟ ولماذا أطلقوا عليها هذا الاسم؟ وما الفرق بينها وبين سلالة أوميكرون الأصلية؟ وماذا عن سلالة نيو كوف؟ إليكم الإجابات في هذا التقرير.
ما سلالة “أوميكرون الشبح” (Stealth Omicron Subvariant)؟
هي سلالة فرعية من كورونا أوميكرون، تُعرف باسم “بي إيه.2” (BA.2).
تعبيرية
ما الفرق بين سلالة أوميكرون الشبح وسلالة أوميكرون الأصلية؟
سلالة أوميكرون الأصلية تعرف باسم “بي إيه1” (BA1)، وهي سلالة شديدة العدوى من فيروس كورونا، وتقريبا هي المسؤولة حاليا عن جميع الإصابات بالفيروس على مستوى العالم.
وبالإضافة إلى “بي إيه1” و”بي إيه.2″، تضع منظمة الصحة العالمية على قوائمها سلالتين فرعيتين أخريين تحت مظلة أوميكرون، وهما “بي إيه.529.1.1″ (BA.1.1.529) و”بي إيه.3” (BA.3) وجميع هذه السلالات ذات صلة وثيقة جينيا، لكن كلا منها تظهر عليها تحورات يمكن أن تغير الكيفية التي تعمل بها.
في تغريدة على تويتر يوم الجمعة الماضي، قال تريفور بيدفورد -عالم فيروسات في مركز فريد هاتشينسون للسرطان يرصد تطور فيروس كورونا- إن السلالة:
“بي إيه.2” مسؤولة عن 82% من الإصابات في الدانمارك و9% في بريطانيا و8% في الولايات المتحدة، وذلك على أساس تحليله للبيانات المتسلسلة من قاعدة بيانات مبادرة “جي آي إس إيه آي دي” (GISAID) وإحصاء الإصابات من مشروع “أوار ورلد إن داتا” (Our World in Data) بجامعة أكسفورد، وفقا لرويترز.
لماذا تسمى سلالة “بي إيه.2” السلالة الشبح؟
لدى سلالة “بي إيه.2” طفرات جينية يشعر الباحثون بالقلق من أنها قد تجعل التعرف عليها أكثر صعوبة مقارنة بسلالة “بي إيه1″، وفقا لتقارير صحفية.
والنسخة “بي إيه1” من السلالة أوميكرون أسهل نسبيا في تتبعها من السلالات السابقة؛ ويرجع هذا إلى أن “بي إيه1” لا يوجد بها واحد من 3 جينات يستهدفها اختبار تفاعل البلمرة المتسلسل “بي سي آر” (PCR).
وليس في “بي إيه.2” هذا الجين المستهدف المفقود؛ وعوضا عن ذلك، يرصدها العلماء بالطريقة التي رصدوا بها السلالات السابقة ومن بينها سلالة دلتا، وذلك بتتبع الخرائط الجينية جينوم الفيروسات المحالة إلى قواعد البيانات العامة مثل “جي آي إس إيه آي دي”.
تعبيرية
هل “بي إيه.2” أكثر عدوى؟
تشير تقارير مبكرة إلى أن “بي إيه.2” قد تكون أكثر عدوى من “بي إيه1” الشديدة العدوى بالفعل، ولكن لا يوجد دليل حتى الآن على أنه من المرجح أن تقاوم حماية اللقاحات.
ويقدر مسؤولو الصحة الدانماركيون أن قابلية “بي إيه.2” للانتشار قد تكون أكثر مرة ونصف من “بي إيه1″، وذلك استنادا إلى بيانات أولية، على الرغم من أنها لا تسبب أعراضا مرضية أخطر على الأرجح.
وفي إنجلترا، يشير تحليل أولي لتتبع المخالطين من 27 ديسمبر/كانون الأول 2021 حتى 11 يناير/كانون الثاني 2022 -أجرته وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة- إلى أن نسبة انتقال العدوى في المنزل أعلى بين المخالطين لمصابين بالنسخة “بي إيه.2″، إذ تبلغ 13.4% مقارنة مع 10.3% في سلالات أوميكرون الأخرى.
ولم تعثر الوكالة البريطانية على أي دليل على وجود اختلاف في فعالية اللقاحات تجاه هذه السلالات، وفقا للتقرير الصادر 28 يناير/كانون الثاني المنصرم.
ولكن دراسة دانماركية حديثة -نشرت أمس الاثنين ونقلتها رويترز- خلصت إلى أن سلالة “بي إيه.2” أكثر قابلية للانتقال من السلالة “بي إيه1”.
ووجدت الدراسة -التي حللت بيانات إصابات فيروس كورونا في أكثر من 8500 أسرة دانماركية بين ديسمبر/كانون الأول ويناير كانون/الثاني الماضيين- أن الأشخاص المصابين بالسلالة “بي إيه.2” كانوا أكثر عرضة لنقل العدوى لأشخاص آخرين بنسبة 33% مقارنة بالمصابين بالسلالة “بي إيه1”.
وتمثل السلالة “بي إيه1” أكثر من 89% من الإصابات بالمتحور أوميكرون الشديد العدوى من فيروس كورونا، لكن سرعان ما أصبحت السلالة الجديدة هي السلالة المهيمنة في الدانمارك لتحل محل “بي إيه1” في الأسبوع الثاني من شهر يناير/كانون الثاني الماضي.
وقال الباحثون في الدراسة “خلصنا إلى أن ’بي إيه.2‘ بطبيعتها أكثر قابلية للانتقال من ’بي إيه1‘، وأنها تمتلك أيضا خصائص تمكنها من مراوغة الاستجابة المناعية، وهو ما يقلل من التأثير الوقائي للقاحات ضد العدوى”.
وأجرى الدراسة باحثون في معهد ستاتينز سيروم وجامعة كوبنهاغن وهيئة إحصاءات الدانمارك وجامعة الدانمارك التقنية.
تعبيرية
هل يحصل من أصيبوا بسلالة أوميكرون الشبح على حماية من سلالة أوميكرون الأصلية؟
قول الدكتور إيجون أوزير -خبير الأمراض المعدية بكلية طب فاينبرغ بجامعة نورث وسترن في شيكاغو- إن هناك سؤالا مهما، وهو هل يحصل من أصيبوا بالسلالة الفرعية “بي إيه1” على حماية من السلالة الفرعية “بي إيه.2”.
وأضاف أن هذا السؤال مثار اهتمام في الدانمارك، حيث سجلت بعض الأماكن إصابات كثيرة بالسلالة الفرعية “بي إيه1” وتُسجل إصابات متزايدة بالسلالة الفرعية “بي إيه.2”.
وقال إن النبأ السار هو أن اللقاحات والجرعات التنشيطية منها ما زالت “تقي الناس من دخول المستشفيات ومن الموت”.
ما هو فيروس “نيو كوف” (NeoCoV)؟
“نيو كوف” فيروس يختلف عن السلالة الفرعية “بي إيه1” والسلالة الفرعية “بي إيه.2″؛ ففيروس نيو كوف تم اكتشافه في الخفافيش، وهو أقرب قريب (relative) لفيروس “متلازمة الشرق الأوسط التنفسية” (MERS-CoV).
وأخذ فيروس نيو كوف اهتماما إعلاميا بعد دراسة أجراها حوله علماء صينيون، معظمهم من جامعة ووهان، ونشرت على موقع “بيو أركيف” (biorxiv) في وضع ما قبل الطباعة، أي أنها لم تقبل للنشر بعد في مجلة محكمة، ولم تتم مراجعتها من قبل علماء آخرين.
وقال الباحثون:
إنهم وجدوا بشكل غير متوقع أن نيو كوف وقريبه فيروس “بي دي إف-2180-كوف” (PDF-2180-CoV) يمكن أن يستخدم بكفاءة بعض أنواع “الإنزيم المحول للأنجيوتنسين 2″ (ACE2) الخاص بالخفافيش، وبشكل أقل تفضيلا، لـ”الأنجيوتنسين 2” البشري للدخول للخلايا.
هل يمكن أن يصيب فيروس نيو كوف البشر؟
لم يقل الباحثون ذلك، ولكنهم قالوا إن مصدر القلق الرئيسي هو إذا ما كانت فيروسات “نيو كوف” و”بي دي إف-2180-كوف” يمكنهما القفز على حاجز الأنواع وإصابة البشر.
وقال الباحثون:
“قدمت دراستنا دليلا على أن نيو كوف مثل بي دي إف-2180-كوف يستخدمان الأنجيوتنسين 2 -الخاص بالخفافيش- لدخول خلوي فعال”، مضيفين أنه على الرغم من أن الفيروسين لا يستطيعان استخدام الأنجيوتنسين 2 البشري بكفاءة، فإن الدراسة كشفت عن أنه يمكن أن يؤديا إلى طفرة في ’موقع 510‘ (site 510) في الفيروسات إلى تمكينها من إصابة الخلايا البشرية التي تحمل الأنجيوتنسين 2”.
وقال الباحثون:
إن هذا الاستخدام غير المتوقع للإنزيم المحول للأنجيوتنسين من هذين الفيروسين (نيو كوف وبي دي إف-2180-كوف) يسلط الضوء على مخاطر حدوث طفرة تؤدي للجمع بين خاصيتين خطيرتين، وهما ارتفاع معدل الوفيات المرتبط بفيروس ميرس، ومعدل الانتقال العالي والعدوى المرتبط بفيروس كوفيد-19.
علاوة على ذلك، تظهر الدراسة أن لقاحات كوفيد-19 الحالية غير كافية لحماية البشر من احتمالية الإصابة بالعدوى التي تسببها هذه الفيروسات.
المصدر: الجزيرة + وكالات + رويترز + التأمل