نعيش في عالم يجعلنا نصاب بالتوتر لمجرد أخذ إجازة من العمل أكثر من فكرة البقاء من دونها. وفي ظل التقدم التكنولوجي، قد نشعر بالفراغ لمجرد أننا لا نجيب على بريدنا الإلكتروني والرسائل الأخرى. وتعلّم كيفية التخلي عن كل ذلك والاستمتاع بوقتنا بكل بساطة مفهوم غريب على أغلبنا.
وقالت الكاتبة كاتي ماتشادو:
إن تطور ما يسمى بـ “العطلة المرنة” حيث يأخذ الناس العمل معهم إلى الإجازات، جعل فكرة الابتعاد عن العمل أكثر تعقيدا، بحسب تقريرها الذي نشره موقع “ترافل” (thetravel) الأميركي.
ونتيجة لذلك، لم تعد الإجازة فرصة نرفّه فيها عن أنفسنا بل باتت تنطوي على تخصيص وقت منها للعمل أو الشعور بأننا نفعل شيئا خاطئا. وفيما يلي كل ما عليك تجنبه عندما تكون في إجازة.
تلقي إشعارات من العمل هو آخر شيء قد تود التعامل معه عندما تكون في إجازة
الرد على رسائل واتصالات العمل
أول خطوة لأخذ إجازة من العمل تتمثل في إبعاد نفسك جسديًا عن العمل حتى تتمكن من الانفصال عنه ذهنيا أيضًا. فمن غير الممكن تصفية ذهنك من كل شيء إذا كنت تتلقى إشعارات من العمل على هاتفك، وهذا آخر شيء قد تود التعامل معه عندما تكون خارج العمل.
ولكن في بعض المهن قد لا يكون ذلك ممكنا، وهذا أمر مفهوم. في هذه الحالة، عليك السماح فقط بورود التنبيهات الطارئة وتلقي اتصالات من زملاء محددين في العمل. وإتاحة الاتصال بك من قبل شخص واحد في المسائل الاستعجالية بدلا من تلقي الكثير من الاتصالات سيقلل التوتر إلى حد كبير.
أما بالنسبة للأشخاص الذين يملكون خيار إغلاق خاصيّة الإشعارات بشكل كامل، فلهم كامل الحرية في القيام بذلك. فأخذ إجازة يعني أنك ستغيب عن العمل بشكل مؤقت، وأن شخصا آخر سيكلف بمهامك في غيابك، مما يعني أنه مسموح لك خلال الإجازة بالابتعاد عن التوتر لفترة من الزمن، فاستفد من ذلك.
مسموح لك خلال الإجازة بالابتعاد عن توتر العمل لفترة من الزمن فاستفد من ذلك
عدم مغادرة المنزل أو المدينة التي تقطن فيها
تزايد ظاهرة قضاء العطلة في المنزل وإدراك الأشخاص أنه بإمكانهم أخذ إجازة دون مغادرة منازلهم بات يمثل مشكلة. وفي الحقيقة لا تكمن المشكلة في فكرة قضاء الإجازة في المنزل، وإنما في حقيقة ربط الكثيرين العمل من المنزل بحياتهم الشخصية.
لقد جرب الكثيرون رفاه العمل من المنزل مما جعل هذا الفضاء إلى حد ما منطقة راحة بالنسبة لهم. وقد يبدو خيار قضاء العطلة في المنزل ذكيا للاستمتاع بوقتك في المنزل من دون عمل، ولكن هذا الأمر لا يخلو من إغراء العودة إلى العمل.
خلال المكوث في المنزل أثناء الإجازة، من السهل أن تتفقد حاسوبك أو تسجل دخولك إلى موقع العمل على هاتفك أو حتى المرور بالمكتب لإلقاء التحية على زملائك. والبقاء في المنزل لن يجعل دماغك يفعل “وضع الإجازة” الذي نسعى له جميعا بشدة.
قد يكون اليوم الأول من الإجازة رائعا، حيث تقضيه بمشاهدة برامجك المفضلة على نتفليكس وتناول الوجبات السريعة بينما تستلقي على الأريكة. ولكن، بمجرد الاستيقاظ في اليوم الموالي فإن أول ما سيكون دماغك مبرمجًا عليه هو العمل وليس الإجازة.
وأفضل ما يمكن فعله هو حجز غرفة في فندق في المدينة أو استئجار شقة قريبة، أو الذهاب إلى مكان آخر بعيدا عن جدران منزلك.
البقاء في المنزل لن يجعل دماغك يفعل “وضع الإجازة” الذي نسعى له جميعا بشدة
الشعور بالذنب لتفويت ما يخص العمل
قد يكون من الصعب أحيانا كسر عادة التفكير في العمل. وتضم القوة العاملة حاليا أجيالا بأكملها تعتقد أن بناء مسيرة مهنية يعني انغماس روحك وجسمك وعقلك في العمل وبذل جهد كبير.
لا يخلو هذا الاعتقاد من الصحة، ولكنه ليس صحيا. فمعرفة الحدود بين الكد في العمل والعمل يمثل دائما الخطوة الأولى تجاه كسر هذه العادة.
ولا تعتمد أخلاقيات العمل على القدرة على العمل لمدة 16 ساعة في اليوم، ولا ينبغي أن تعكس الإجازة الحاجة إلى استعادة الطاقة والاعتناء بالنفس.
الأشخاص الذين يأخذون إجازات يعودون إلى العمل وهم أكثر استعدادا لمواجهة تحديات جديدة
من يأخذون إجازات يعودون وهم أكثر تركيزًا
لقد أظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين يأخذون إجازات يعودون إلى العمل وهم أكثر تركيزا واستعدادا لمواجهة تحديات جديدة. وقد تكون الإجازة كل ما يحتاجه العقل للعودة إلى العمل بكفاءة من جديد.
كما أن العمل الدائم دون توقف مع تدفق مستمر للأعباء يفرض ضغطا كبيرا على الشخص. والشيء الوحيد الذي ينبغي أن تخشى فواته هو ما ستحرم نفسك منه إذا لم تأخذ إجازة.
المصدر: ذا ترافل ـ التأمل