مع اقتراب عيد هالوين، تتدافع الأفكار حول الأزياء التنكرية، وتفريغ حبات القرع، والديكورات المرعبة، والحلويات بالطبع. والأخيرة، تكون عادة غنية بالسكر المضاف.
لا يقتصر استهلاك الأمريكيين الزائد للسكر على مناسبة واحدة في العام، بل أصبح ذلك جزءًا من كل وجبة تقريبًا.
وبحسب أحدث البيانات الحكومية المتاحة، يستهلك الأمريكيون الذين تبلغ أعمارهم عامين وما فوق كمعدل وسطي، 17 ملعقة صغيرة من السكر المضاف يوميًا. أي ما يزيد بمعدل ثلاث مرات تقريبًا عن الحد الأقصى لما توصي به منظمات مثل جمعية القلب الأمريكية للنساء (6 ملاعق صغيرة)، وحوالي ضعف ذلك للرجال (9 ملاعق صغيرة).
وبحسب الأبحاث المستمرة، فإنّ تناول الكثير من السكر المضاف قد يؤدي إلى مجموعة كبيرة من المشاكل الصحية، مثل زيادة الوزن، ومرض السكري من النوع 2، وأمراض القلب والكبد، والسرطان، وحتى الاكتئاب.
وأشارت الدكتورة لورا شميت في بودكاست “Chasing Life” الذي يقدمه الدكتور سانجاي غوبتا، مراسل CNN الطبي، إلى أنه “في حال كنت أحد الأشخاص غير المحظوظين الذين يعانون حقًا من الرغبة الشديدة والملحة بتناول السكر، فأنت عالق في بيئة غذائية ترسل لك إشارات مستمرة: تناول السكر، تناول السكر”.
وشميت عالمة اجتماع وأستاذة في سياسة الصحة بكلية الطب في جامعة كاليفورنيا، سان فرانسيسكو، وهي المحققة الرئيسية في مركز “SugarScience” لتبادل الأدلة العلمية حول السكر وتأثيره على الصحة.
وتعتقد شميت أنّ على الناس تقليل كمية ما يأكلونه.
وأوضحت أنّ “هناك مشكلة في الطريقة التي نتحدث بها عن الطعام والتغذية، تتمثّل بتركيزنا على المكونات الفردية أو العناصر الغذائية الفردية”.
وتابعت: “من وجهة نظر صحية، المهم هو النظام الغذائي الكامل الذي تتبعه، أي وجود جميع العناصر الغذائية الكبرى في توازن جيد نسبيًا”.
لكنها لفتت إلى أن تقليل تناول السكر ليس بالأمر السهل دومًا لأنه موجود في العديد من الأطعمة:
- الأطعمة الواضحة (المشروبات الغازية، والكعك، والحلوى)،
- الأطعمة التي تخفي السكر داخلها (حبوب الإفطار، والخبز، والزبادي، وصلصة الطماطم).
- الأطعمة المعبأة التي تباع في محلات السوبر ماركت، حيث تشير بعض التقديرات، إلى أن المحليات المضافة تتواجد في 74% منها.
وقالت شميت إن سبب وجود السكر المضاف في العديد من الأطعمة، يعود لاستخدام شركات الأغذية ثلاثة مكونات تجعل الطعام مذاقه أطيب، وهي: السكر، والدهون، والملح.
وقد يكون التوقف عن تناول السكر أمرًا صعبًا ربما، لكنّ شميت تقدّم خمس نصائح لترويض رغبتك بتناول السكر.
-
توقف عن تناول السكر
قالت شميت إنه يجب تجنب السكر السائل مثل:
- المشروبات الغازية،
- المشروبات الرياضية،
- مشروبات الطاقة،
- أكياس العصير المزيفة التي تشكل أكبر مصدر للسكريات المضافة في النظام الغذائي الأمريكي، خصوصًا لدى الأطفال، ولا تحتوي على أي قيمة غذائية.
وأشارت شميت إلى أنّ السكر السائل يتحوّل إلى عادة بسهولة، تجعلك تستهلك كميات كبيرة من دون أن تلاحظ ذلك.
-
تخفّف من الإغراءات في العمل
قلّل من الإشارات التي تدلّ على تناول السكر في بيئة عملك.
وقالت شميت: “شجّع صاحب العمل أو وحدة العمل على الامتناع عن بيع المشروبات السكرية في آلات البيع، والكافيتريات التابعة لمكان العمل”، مضيفة أنه يمكن استبدالها بـ”العديد من البدائل اللذيذة الخالية من السكر”.
-
التهدئة من حدّة رغباتك
ضع خطة للتعامل مع الضغوط النفسية الناجمة عن تخفيف تناولك للسكر.
أوضحت شميت أنّ “الرغبة الشديدة بتناول السكر حقيقية جدًا. وهناك استراتيجيات سهلة التعلم ومبنية على الأدلة للتعامل معها”.
تعتمد هذه الاستراتيجيات على تنمية الفن البسيط المتمثّل في تجربة الرغبة الشديدة بحالة استرخاء من دون التصرف بناءً عليها، وهو ما يسمّى ’التعامل مع الرغبة الملحة‘”.
ضع الأطعمة السكرية في مكانها الصحيح
احتفظ بتناول الأطعمة السكرية في الحلويات. لا تسمح لها بالتسلل إلى كل جزء من نظامك الغذائي.
نصحت شميدت “النساء البالغات الالتزام بتناول أقل من 6 ملاعق صغيرة من السكر المضاف يوميًا، و9 ملاعق صغيرة للرجال، و4 ملاعق صغيرة للأطفال، وعدم إضافة أي سكر للأطفال دون سن الثانية”.
وقالت شميت إن إحدى الطرق للسيطرة على تناول السكريات المضافة تتمثل بتحضير الحلويات بنفسك. وأضافت: “هذا يعني الاستمتاع بالسكر الذي تتناوله من خلال دمج الخبز والمتعة معًا ، ما يجعل السكر (المضاف) الذي تتناوله جزءًا من الاحتفال بالحياة”.