في إطار حربها المستمرة على قطاع غزة، ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلية مجزرة بمدرسة ابن الهيثم التي كانت تؤوي نازحين في حي الشجاعية وسط القطاع، مخلّفة 8 شهداء وعشرات الإصابات.
والتقت الجزيرة مباشر، مصعب المبيض، أحد الأطفال الناجين من هذه المجزرة، ليتحدث عن تفاصيل صرخته المؤلمة لنجدة والده الذي بتُرت ذراعه، وهي الصرخة التي انتشرت في مقطع مصور له عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ويقف مصعب في الغرفة التي تحولت فيها حياته إلى كابوس، قائلا “أبوي جلب لنا الزيتون ليفرحنا وكان جالسًا على الكنبة، فجأة نزل علينا صاروخ وكانت رؤيتي مشوشة لمدة معينة وشعرت بطنين في أذني وأحسست أن النيران نزلت علي”.
وأضاف موضحًا ما جرى عقب القصف “وجدت والدي مُلقًى على جانبه بساقه المجروحة وصرخت للنجدة بقولي “أبوي ما زال حي” ثم عدت ووجدت أن يد أبي مقطوعة بالكامل”.
وقال الطفل إنه بعد القصف كان غارقًا بدمائه بعدما نزف رأسه كثيرا، وأن والدته كانت تقطع “الملوخية” وامتلأت أدوات الطبخ بالدماء الناجمة عن وحشية الاحتلال والغارة التي شنّها على عائلات كانت تعيش يومها في إحدى مدارس الإيواء.
واختتم المبيض برسالته إلى العالم مخصصًا فيها والده الذي بُترت ذراعه وجرح بشكل عميق في ساقه، واختتمها قائلا “أتمنى أن تنتهي الحرب وأن يعالجوا أبي ويضعوا له يدا صناعية ومفصلا في رجله لأننا لا نستطيع أن نعيش من دونه”.