وجاءت أنباء إطلاق جولة جديدة من المفاوضات، التي كان موقع أكسيوس صاحب السبق في نشرها، بعد أن كشف الجيش الإسرائيلي أن القوات قتلت بطريق الخطأ ثلاثة محتجزين كانوا يرفعون راية بيضاء بعد فرارهم من خاطفيهم في غزة، الجمعة.
“الضغط على حماس”
وقال نتنياهو إنه لن يكشف تفاصيل المحادثات، موضحاً: “هناك خطأ واحد يمكن أن نرتكبه، وهو نقل حساباتنا إلى حماس وإلى العالم… لن نخوض في تفاصيل المفاوضات”.
وتعهد نتنياهو بمواصلة الضغط العسكري المكثف على حماس في غزة، قائلاً: “التعليمات التي أعطيها لفريق التفاوض مبنية على هذا الضغط الذي بدونه ليس لدينا شيء”، مشدداً على أن إسرائيل “في حرب وجودية لا بد من خوضها حتى النصر رغم الضغوط والتكاليف”.
وقال مصدر لـ”رويترز” إن رئيس الموساد برنياع التقى مع رئيس الوزراء القطري في أوروبا الجمعة، في حين أشارت مصادر من مصر إلى أن إسرائيل تبدو أكثر انفتاحاً على اتفاق جديد مع حماس.
ولعبت قطر ومصر دور الوسيط بين إسرائيل وحركة حماس في اتفاق أسفر عن هدنة دامت أسبوعا في نهاية نوفمبر، وأطلقت حركة حماس خلالها سراح أكثر من 100 من النساء والأطفال والأجانب مقابل إطلاق إسرائيل سراح 240 من النساء والقاصرين الفلسطينيين من سجونها.
وقال مصدران أمنيان مصريان السبت، إن المسؤولين الإسرائيليين يبدون خلال اتصالاتهم مع الوسطاء أكثر انفتاحاً على التوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن سجناء فلسطينيين مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة.
وأضافا أن المسؤولين الإسرائيليين غيروا رأيهم على ما يبدو بشأن بعض النقاط التي رفضوها في السابق، لكنهما لم يخوضا في مزيد من التفاصيل.
نتنياهو: “لن نستبدل حماستان بفتحستان”
واعتبر نتنياهو أن “الضغط العسكري فقط هو الذي ضمن إطلاق سراح الرهائن في الهدنة المؤقتة الشهر الماضي”، مضيفاً “أنه وحده (الضغط العسكري) سيضمن إطلاق سراح بقية الرهائن أيضاً”. وتابع: “بدون هذا الضغط، لن نحقق أي شيء”.
وأضاف: “لن أسمح بأن نستبدل حماستان بفتحستان في إشارة إلى حركتي حماس وفتح، واستبدال خان يونس بجنين، والعودة إلى أوسلو، وذلك حتى لو كانت هذه رغبة أقوى حليف لإسرائيل”، مشيراً إلى أن “الجدل الدائر بين حماس وفتح، لا يدور حول ما إذا كان ينبغي القضاء على دولة إسرائيل، بل حول كيفية القيام بذلك”.
واستشهد رئيس الوزراء الإسرائيلي باستطلاع للرأي أُجري الأسبوع الماضي، كشف أن 82% من الفلسطينيين في الضفة الغربية يبررون هجوم السابع من أكتوبر، وأن السلطة الفلسطينية لم تدن الهجوم بعد.
وتساءل: “هل يجب أن يسيطر هؤلاء على غزة؟”، مؤكداً أنه “لن يسمح بحدوث ذلك”.

غزة بعد الحرب
ولفت نتنياهو إلى أن “لدى (حماس) مطالب عدّة منها إنهاء الحرب وخروج القوات الإسرائيلية، ولكن حالياً لن نستسلم لهم ونحن ملتزمون بالقضاء على الحركة”، مضيفاً: “بعد هزيمة حماس ستصبح غزة منزوعة السلاح وتحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية، لأنه لا توجد جهة يمكنها ضمان مسألة مكافحة الإرهاب، ولن يكون هناك أي عنصر يهددنا”.
وقال نتنياهو: “التقيت (مستشار الأمن القومي الأميركي جيك) سوليفان هذا الأسبوع، وأنا أقدّر الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة، وأكرر وأقول لأصدقائنا إننا أكثر تصميماً من أي وقت مضى على القتال حتى النهاية. إنها ليست سياسة، هي إرادة أغلبية كبيرة من الشعب”.
وفيما يتعلق بتقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” حول ما كشفه الموساد بشأن الآلة المالية التابعة لحماس، وفشل إسرائيل في معالجة هذه المسألة، قال نتنياهو إنه ليس لديه عِلم بالتقرير، موضحاً إنه “بعد انتهاء الحرب سيُحَقَّق في كل هذه الأمور وغيرها بدقة”.