نقص في القبور وأكياس الموتى.. قطاع غزة يدفن شهداءه في قبور جماعية

حول الخبر: تواجه السلطات المحلية في غزة صعوبات جمة في مجاراة الأعداد اليومية من الشهداء، وتوفير ما يلزم لإكرامهم بالدفن
تكدس جثث الشهداء في مستشفيات غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي
تكدس جثث الشهداء في مستشفيات غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي

نشر في: الإثنين,23 أكتوبر , 2023 12:59ص

آخر تحديث: الإثنين,23 أكتوبر , 2023 12:59ص

من بين أزمات كثيرة خلقتها الهجمات الإسرائيلية الشرسة على قطاع غزة، تبرز أزمة القبور والأكفان وأكياس الموتى بفعل الأعداد الكبيرة من ضحايا الغارات الجوية المكثفة، التي نالت من كل شيء على الأرض، وكان للمنازل السكنية، التي دُمرت فوق رؤوس ساكنيها، النصيب الأكبر دمًا ودمارا.

وتواجه السلطات المحلية في غزة صعوبات جمة في مجاراة الأعداد اليومية من الشهداء، وتوفير ما يلزم لإكرامهم بالدفن، ابتداء من “أكياس الموتى” المستخدمة لانتشال الضحايا من تحت الأنقاض، مرورا بالأكفان، وحتى القبور في مقابر فاضت بما استقبلته من جثث ضحايا الحرب المستمرة للأسبوع الثالث على التوالي.

وكعادتها تحاول غزة دائما إيجاد البدائل، فكانت “مقبرة الطوارئ” هي الخيار لدفن الشهداء في “قبور جماعية” بطريقة حفر غير معتادة، حسب إفادة المدير العام للأملاك الوقفية في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية مازن النجار للجزيرة نت.

جرائم إبادة جماعية

وبحسب آخر تحديث لوزارة الصحة في غزة، ارتكب الاحتلال الإسرائيلي 550 مجزرة بحق عائلات راح ضحيتها 3353 شهيدا، ولا يزال عدد كبير منهم تحت الأنقاض، وتقول الوزارة إنها “تلقت 1400 بلاغ عن مفقودين منهم 720 طفلا”.

ويوضح الناطق باسم جهاز الدفاع المدني الرائد محمود بصل، في حديث للجزيرة نت، أن انتشال الضحايا بحاجة إلى فرق بشرية وإمكانيات مادية غير متوفرة لدى الجهاز في غزة، بما في ذلك “أكياس الموتى” المستخدمة في انتشال الضحايا من تحت الركام والتي نفدت بشكل كامل.

ويقدر المدير العام للمستشفيات الدكتور منير البرش، في حديثه للجزيرة نت، الطاقة الاستيعابية لثلاجات الموتى مجتمعة على مستوى قطاع غزة بنحو 400 جثة، منها 50 جثة لثلاجات مستشفى الشفاء، الذي يتحمل العبء الأكبر من التعامل مع الضحايا من الشهداء والجرحى، ويتكدس بداخله جثث شهداء بنسبة إشغال 150%.

وناشد بصل بضرورة أن تتضمن المساعدات إلى غزة “بواقر وكباشات ورافعات” (آليات ضخمة تستخدم في إزالة الأنقاض)، إضافة إلى أجهزة متطورة للكشف عن الأحياء والضحايا تحت الأنقاض.

ولم تعد ثلاجات الموتى في المستشفيات، وأكبرها مستشفى الشفاء بمدينة غزة، قادرة على استيعاب الزيادة اللحظية في أعداد الشهداء، التي تجاوزت 4500 شهيد. وقد ظهرت مشاهد مؤلمة لجثث شهداء مسجاة في ممرات وساحات المستشفيات، وفي خيم مقامة في ساحاتها احتوت على جثث مجهولة.

وأظهرت مقاطع مصورة انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي، نقل جثث الشهداء إلى مقبرة الطوارئ في سيارة مخصصة لنقل البضائع لعدم وجود أعداد كافية من سيارات نقل الموتى.

مقبرة الطوارئ

وتعد هذه الحرب الأعنف والأكثر دموية من الحروب الخمس التي شنها الاحتلال على غزة على مدى 15 عاما، فضلاً عن عدد غير محدود من عمليات التصعيد، وقد استنفدت في الساعات الأولى من هذه الحرب القبور الجاهزة التي أعدتها الأملاك الوقفية للتعامل مع أوقات الطوارئ والحروب.

وقال النجار “نحن كأملاك وقفية تقع ضمن مسؤوليتنا إدارة شؤون المقابر، واستلهاما من تجارب حروب سابقة، شيّدنا مقبرة طوارئ في حي الشجاعية بمدينة غزة على مساحة 13 دونما، كانت تحتوي على 500 إلى 700 قبر احتياطي وقت اندلاع الحرب”.

وما يزيد الواقع سوءا أن مدينة غزة، كبرى مدن القطاع وأكثرها كثافة سكانية، تعاني من أزمة أراض يمكن تحويلها لمقابر، إذ توجد بالمدينة 11 مقبرة قديمة جدا، تم إغلاق 9 منها كليا ولم يعد من الممكن الدفن فيها لامتلائها كاملة، مشيرا إلى أن مقبرة الشجاعية المقامة على مساحة 280 دونما على وشك الامتلاء (الدونم يساوي 1 كيلومتر مربع في فلسطين).

المصدر: وكالات

قد يُعجبك أيضًا:

تابعنا:

زوارنا يتصفحون الآن | الإثنين,23 أكتوبر