ليس فيروسًا أو بكتيريا.. تهديد جديد للبشرية يلوح في الأفق

حول الخبر: يقول دياكوف: "الشخص الطبيعي في الظروف العادية يكون في الأساس مقاومًا للعدوى الفطرية".
فطريات غريبة
فطريات غريبة

نشر في: الجمعة,3 فبراير , 2023 8:30ص

آخر تحديث: الجمعة,3 فبراير , 2023 8:30ص

يقول العلماء إن العدوى الفطرية المميتة تتغير بسبب ارتفاع درجة الحرارة وتصبح الأدوية غير فعالة. وكان مقالهم قد نُشر في نفس الوقت الذي صدر فيه مسلسل عن زومبي نهاية العالم الذي ظهر بسبب الفطريات.

وفي هذا الشأن تحدثت وكالة “سبوتنيك” عن العدوى الفطرية وما إذا كانت ستهدد البشرية في المستقبل.

السيطرة على الجسم

كان مصمم الألعاب الأمريكي نيل دروكمان، على حد قوله، “يبحث عن طريقة لتدمير البشرية” عندما رأى فيلم “كوكب الأرض” على قناة “بي بي سي”. كان الفيلم يتحدث عن فطريات “كورديسيبس”، التي تحول النمل إلى “زومبي”. يدخل البوغ الحشرة بمساعدة الإنزيمات الهاضمة، وتخترق الغشاء الكيتيني وتنبت في الكائن الحي المضيف.

بعد مرور بعض الوقت، تسيطر العدوى على النملة، كيف بالضبط ليس واضحا تماما. في السابق، كان يُعتقد أن الفطريات تؤثر على دماغ الحشرة، لكن العمل الأخير يُظهر أن الجهاز العصبي المركزي لا يزال سليمًا. ينمو الفطر في العضلات، وربما يتحكم في جسم المضيف مثل محرك الدمى.

تتوقف الحشرة عن أداء واجباتها، وتتسلق نصلًا من العشب إلى ارتفاع نحو 30 سم وتتشبث بشدة بالنبات بأسنانها. هذا يضمن أن الطفيلي في أفضل وضع لمزيد من الانتشار.

بعد بضعة أيام، ينبت من رأس الضحية الفطر، ثم يقوم بنشر البوغ، وتتكرر الدورة مرة أخرى.

في المناطق الاستوائية، هناك الآلاف من أنواع كورديسيبس، وبعضها – أوفيوكورديسيبس – قادر على التحكم في المضيف. يصيب كل نوع من الفطريات نوعًا معينًا من الحشرات – الذباب واليعسوب واليرقات.

في لعبة الكمبيوتر “The Last of Us” (“الأخير منا” أو “آخر واحد منا”)، منح دروكمان فطريات “كورديسيبس” القدرة على تحويل الناس إلى نوع عدواني من الزومبي.

لحسن الحظ، في الواقع، هذه الفطريات ليست خطيرة على البشر. وربما تكون مفيدة – يدرس الخبراء الآن خصائصها المفيدة كمغذٍ غني بالفيتامينات والمواد النشطة بيولوجيًا.

وقالت دكتورة العلوم البيولوجية، أوكسانا غيزينغير: “ومع ذلك، في الظروف السريرية الحديثة، لم يتم بعد دراسة تأثير كورديسيبس على صحة الإنسان بشكل كافٍ لاستخلاص استنتاجات جادة. يستخدم الطب الشرقي فقط هذه الفطريات في مراحل الوقاية والعلاج وإعادة التأهيل لمختلف الأمراض”.

“عندما يتوقف الجهاز المناعي”

تدمر درجة حرارة الجسم وآليات الدفاع الأخرى الجزء الأكبر من مسببات الأمراض الفطرية بسهولة. يمكن الشفاء من التهابات الجلد المعروفة، مثل فطريات القدم، لأن درجة الحرارة في ثنايا الجلد أقل منها بداخلنا. ولكن هناك داء فطري يؤثر على الرئتين ومجرى الدم وحتى الدماغ البشري.

يمكن أن يصاب الأشخاص المعرضون للخطر بالعدوى الفطرية التي تهدد الحياة، على سبيل المثال، عمال المناجم الذين تضررت رئتيهم بسبب جزيئات الفحم الدقيقة، أو الأشخاص المصابين بأمراض خطيرة في أغلب الأحيان.

يوضح المهندس الرائد من قسم علم الفطريات وعلم الأحياء في كلية الأحياء بجامعة موسكو الحكومية مكسيم دياكوف: “عادة تحدث الأمراض الفطرية الشديدة في الحالات التي توجد فيها خلفية معدية عالية جدًا وسوء الحالة الصحية. أو، على سبيل المثال، في حالة مرض الإيدز، عندما يصبح خلل في الجهاز المناعي أو يتوقف“.

سبب آخر هو استخدام المضادات الحيوية التي تدمر الدرع البكتيري الطبيعي للجسم.

انتشرت العدوى الفطرية في السنوات الأخيرة على خلفية جائحة فيروس كورونا. في الهند، على وجه الخصوص، انتشر ما يسمى بالعفن الأسود، الذي يؤثر على الرئتين.

ومع ذلك، يربط دياكوف هذا بالبيئة التي تواجد مرضى كوفيد -19 فيها، وهي غرف ضيقة، ومناخ دافئ ورطب، ووفرة العفن في الغرف.

يقول دياكوف: “الشخص الطبيعي في الظروف العادية يكون في الأساس مقاومًا للعدوى الفطرية”.

أكثر من نصف المرضى يموتون

لكن هذا قد يتغير. وفقًا للعبة “The Last of Us”، خلق الاحتباس الحراري الظروف لبدء جائحة. لا يفكر العلماء بجدية في إمكانية حدوث “كارثة زومبي نهاية العالم”، لكنهم لا يستبعدون أن تغير المناخ يمكن أن يؤدي حقًا إلى تفاقم المشكلة. صحيح أن المخاوف لا ترتبط بكورديسيبس، ولكن بالأنواع الأخرى.

كانت الزيادة في درجة الحرارة العالمية هي التي أدت إلى انتشار خميرة المبيضات “أوريس”، والتي تم اكتشافها في عام 2009، ومنذ ذلك الحين تم العثور عليها في أكثر من 30 دولة في قارات مختلفة. هذه العدوى لديها معدل وفيات مرتفع من 30 إلى 60 في المائة. ومع ذلك، فإن الممرض الفطري يميل إلى التأثير على الأشخاص المصابين بأمراض مصاحبة شديدة. لذلك، ليس من الواضح تمامًا حجم دور داء المبيضات في الوفيات.

في يناير/كانون الأول 2023، تم نشر مسلسل على إحدى خدمات البث، وهو فيلم مقتبس عن “The Last of Us”. ازداد الاهتمام بالمشكلة على خلفية هذا، ونُشر مقال لعلماء أمريكيين في مجلة الأكاديمية الوطنية للعلوم (Proceedings of the National Academy of Sciences)، الذين اختبروا كيف يتكيف العامل الممرض الفطري البشري “Cryptococcus deneoformans” مع الزيادة التدريجية في درجة الحرارة. اتضح أن زيادة حرارة البيئة يحرك ما يسمى بالجينات القافزة، أو الينقولات، العناصر المتحركة للجينوم، ويعتقد العلماء أنه بمساعدتها يتكيف الكائن الطفيلي مع الظروف الجديدة.

بعد 800 جيل من النمو في بيئة معملية، كان معدل طفرة الينقولات أعلى بخمس مرات في الفطر المزروع في ظروف درجة حرارة جسم الإنسان (37 درجة مئوية) مقارنة بالفطر المزروع عند 30 درجة.

كشف هذا أيضا تحت تأثير درجة الحرارة عن تأثير جانبي مقلق آخر، وهو عنصر قابل للتنقل يسمى Tcn12 غالبًا ما يدمج نفسه في تسلسل الجينات، مما قد يؤدي إلى تعطيل وظيفته، والتي، وفقًا للعلماء، محفوف بتطور مقاومة الأدوية.

ولفتت غيزينغر الانتباه إلى أنه مع ذلك، لا توجد اليوم قاعدة أدلة قوية تسمح لنا بالقول إن هناك علاقة بين تغير المناخ وزيادة عدوى الفطريات.

ويلاحظ دياكوف أنه منذ بداية عصر تطبيق المنهج العلمي، لم تواجه البشرية أبدًا ظاهرة الاحتباس الحراري، لذلك لا يمكن التنبؤ بعواقبها. ومع ذلك، هناك سبب للاعتقاد بأن المخاوف، على الأقل فيما يتعلق بالفطريات الطفيلية، مبالغ فيها.

ويشرح قائلاً: “لقد تكيفت الفطريات منذ فترة طويلة مع الحياة في البلدان الحارة. هناك فطريات في المناطق المدارية أكثر من هنا، وهذا لا يؤدي إلى عواقب وخيمة. يعيش الناس بشكل طبيعي هناك”.

المصدر: وكالات

قد يُعجبك أيضًا:

تابعنا:

زوارنا يتصفحون الآن | الجمعة,3 فبراير