تغير المناخ.. أدى لانهيار ثروة أشجار المنغروف العُمانية قبل “6” آلاف عام

حول الخبر: اختفاء أشجار المنغروف في منطقة عُمان يعود حسب نتائج أبحاثنا الأولية إلى أسباب مناخية لا غير، خلافا لما رجحه الكثير من الباحثين في السابق الذين قالوا بفرضية انخفاض نسبة مياه البحر والاستغلال الجائر لها
عُمان أطلقت مشروعًا لزراعة مليون شجرة منغروف
عُمان أطلقت مشروعًا لزراعة مليون شجرة منغروف

نشر في: الأربعاء,13 يناير , 2021 5:36م

آخر تحديث: الأربعاء,13 يناير , 2021 5:39م

كشفت دراسة علمية جديدة أن التغيرات المناخية كانت وراء اختفاء معظم أشجار المنغروف من سواحل سلطنة عمان قبل حوالي 6 آلاف سنة، والتي لم يبق منها إلا صنف واحد.

وكان علماء البيئة يرجحون في السابق أن اختفاء هذا النوع من الأشجار -الذي يسمى في عُمان أشجار القرم- كان بسبب انخفاض مستوى مياه البحر والممارسات الجائرة للإنسان الذي أفرط في قطعها لاستغلال خشبها الصلب في أغراضه اليومية.

توازن الحرارة والمطر

وبحسب النتائج الأولية للدراسة التي أنجزها علماء من جامعة بون (University of Bonn) الألمانية ونشرت في دورية “كواتيرناري ريسيرش” (Quaternary Research)، فإن اختفاء هذه الأشجار كان كارثيا، حيث تهاوت بسرعة وبصورة لا مثيل لها.

وأوضح العلماء..

أن هذا النوع من الأشجار -الذي يزدهر في جوف مياه البحر بالمناطق الساحلية- يحتاج إلى مناخ حار بحيث لا تقل فيه درجة حرارة المياه السطحية عن 24 درجة، وإلى نسبة ملوحة معينة تختلف من منطقة إلى أخرى.

وقالت المشرفة الرئيسية على الدراسة فاليسكا ديكر في البيان الصحفي الصادر عن جامعة بون في 5 يناير/كانون الثاني الجاري:

إن أغلب أشجار المنغروف (وتسمى أيضا الأيكة الساحلية) نجدها في المناطق الممطرة، لأن مياه الأمطار تساعد على تخفيض نسبة الملوحة، وهو الحال في سواحل عُمان التي تعتبر مناطق حارة وماطرة.

وأضافت الباحثة أن..

“اختفاء أشجار المنغروف في منطقة عُمان يعود حسب نتائج أبحاثنا الأولية إلى أسباب مناخية لا غير، خلافا لما رجحه الكثير من الباحثين في السابق الذين قالوا بفرضية انخفاض نسبة مياه البحر والاستغلال الجائر لها”.

ندرة الأمطار الشتوية تسببت في جفاف التربة المحيطة بأشجار المنغروف (يوريك ألرت)

ارتفاع نسبة الملوحة

ويبدو -بحسب الدراسة- أن التغيرات المناخية التي شهدتها المنطقة أدت إلى ارتفاع نسبة ملوحة مياه البحر بدرجة كبيرة، مما تسبب في خلق ضغط شديد على “المنغروف” بدرجة لم تعد تحتمله.

وبالتوازي مع ذلك، شهدت المنطقة ندرة كبيرة في الأمطار الشتوية، وهو ما تسبب في جفاف التربة المحيطة بهذه الأشجار والتي انتقلت إليها بواسطة الرياح، مما جعل بحيرات المنغروف تصاب هي الأخرى بالجفاف وتختنق بهذه التربة، والنتيجة كانت موتا بطيئا في ظرف قياسي.

وأكدت الباحثة الرئيسية فاليسكا أنها ستعكف مستقبلا مع فريقها العلمي على البحث في التفاصيل الدقيقة المتعلقة بنسب انخفاض مياه الأمطار، وما هي أقصى قدرات أشجار المنغروف في التأقلم مع البيئات الجافة، لأن ذلك سيسمح -حسب الباحثة- بنقل التجربة إلى بلدها ألمانيا التي تمر منذ سنوات بمواسم جفاف.

سلطنة عمان نجحت حديثا في استزراع 700 ألف شجرة منغروف

استزراع مليون شجرة منغروف

ولاستدراك هذه الخسارة كانت وزارة البيئة العمانية قد أطلقت عام 2002 مشروعا كبيرا بالشراكة مع اليابانيين يهدف إلى استزراع حوالي مليون شجرة منغروف بحلول عام 2030، وهو المشروع الذي يسير بوتيرة جيدة حسب خبراء البيئة العمانيين الذين شاركوا في إطلاق هذا المشروع.

بدوره، يقول الدكتور أحمد البوسعيد -وهو خبير عماني في البيئة وشارك في إطلاق هذا المشروع- في تصريح عبر البريد الإلكتروني نقلًا عن الجزيرة نت:

“نجحنا في استزراع أكثر من 700 ألف شجرة منغروف خلال السنوات العشر الماضية على أمل الوصول إلى مليون شجرة”.

ويبدو -حسب الدكتور البوسعيد- أن القول إن..

ظاهرة التغيرات المناخية سبب لتفسير اختفاء أشجار المنغروف غير كاف، لأن هناك أيضا العامل البشري، حيث قال إن “من المهم ذكر أن الإنسان خلال السنوات الماضية كان له دور في انخفاض عدد أشجار المنغروف بسبب التوسع العمراني على الساحل”.

شارك الآخرين:

إرسال
شارك
غرّد

اختيار المحرر.. فيديوهات قد تعجبك

قد يُعجبك أيضًا:

تابعنا: