أحمد حلمي يخسر جمهوره من العائلات بسبب “واحد تاني”

حول الخبر: ردود الأفعال الجماهيرية والنقدية تجاهه تفاوتت.
الملصق الدعائي لفيلم "واحد تاني" (مواقع التواصل)
الملصق الدعائي لفيلم "واحد تاني" (مواقع التواصل)

نشر في: الإثنين,16 مايو , 2022 10:13ص

آخر تحديث: الإثنين,16 مايو , 2022 10:13ص

40 مليون جنيه الإيرادات التي حققها فيلم النجم أحمد حلمي الأخير حتى الآن “واحد تاني” الذي صدر تزامنا مع عيد الفطر، مُحتلا الصدارة بين أفلام العيد، وهي أرقام لم يتوقعها حلمي نفسه، خاصة أن فيلمه الأخير “خيال مآتة” لم تتجاوز إيراداته 30 مليون جنيه طوال مدة عرضه.

وداع السينما النظيفة

على الرغم من كل ذلك النجاح المادي والشعبية التي حظي بها الفيلم، فإن ردود الأفعال الجماهيرية والنقدية تجاهه تفاوتت، وجاء كثير منها مهاجما ورافضا لما احتوى عليه العمل من “إفيهات” وإيحاءات جنسية عديدة أزعجت جمهور حلمي التقليدي الذي اعتاد منه أفلاما عائلية مناسبة لكل الأعمار حتى الأطفال.

ومع أن العمل مُصنّف رقابيا +12، فإن ذلك لم يشفع له عند الجمهور فقد وجد بعضهم فيه أنه ليس فقط غير مناسب للصغار بل غير مناسب للمشاهدة بحضور نساء العائلة أو الصديقات من الجنس الناعم، وقد بلغ الأمر أن تقدّم أحد المحامين ببلاغ للنائب العام ضد فيلم “واحد تاني”، مُطالبا بوقف عرض الفيلم ومحاكمة القائمين عليه.

كوميديا الإيحاءات الجنسية

لكل ما سبق، اعترت منصات التواصل الاجتماعي حالة من الجدل والنقد اللاذع الموجّه لحلمي أكثر من بقية صُنّاع العمل، وهو ما زادت حدّته بعد الدور الذي لعبته زوجته النجمة منى زكي في فيلمها الأخير “أصحاب ولا أعز”، إذ ربط البعض بين العملين واصفين ذلك بالاتجاه الجديد للثنائي الذي طالما قدّم أعمالا سينمائية “نظيفة”.

 

الناقد المعروف طارق الشناوي كان أحد المُندّدين بسلبيات العمل الفنية، فهو وإن لم يحكم على حلمي أخلاقيا إلا أنه وصفه بمَن فقد بوصلته الفنية وسقط في فجوة بعيدا عن جمهوره الأصلي والدليل آخر عملين له، في حين برر تصدُّر شباك التذاكر بصدور الفيلم في العيد، إذ إن جمهوره هم مَن يُطلق عليهم “جمهور العيدية” الذين يملكون وقتا ومالا يسعون لإنفاقه على أي فيلم متاح في السينما، فقط اتفق أنه لحلمي هذه المرة.

 

بين حرية الفن وسطوة المجتمع المحافظ

أما الناقد رامي المتولي فأكد أنه ضد الهجوم على حلمي ومنى زكي، مُدافعا عن حرية الفن وحق كل فنان باختيار المادة التي تصلح للطرح من وجهة نظره، وأوضح أن على الجمهور أن يمتلك القدرة على الفصل بين الشخصية التي يُقدمها الفنان في العمل وميوله الذاتية وقناعاته التي يؤمن بها ويدافع عنها، “فالفن بالنهاية عملية إبداعية تجمع بين الواقع والخيال”.

كذلك أشاد الإعلامي شريف عامر بجرأة أحمد حلمي وهيثم دبور صاحب الفكرة التي لعبت خارج نطاق المضمون، ووصف الفيلم -عبر صفحته الشخصية على منصات التواصل- بالمدهش والممتع بل بأنه شديد البهجة.

ومن الجمهور ظهر تيار أيضا أحب العمل وأشاد به ووجد فيه فكرة غير تقليدية وملهمة، وعودة قوية لحلمي بعد تراجع أفلامه الأخيرة، فحتى إن كان العمل ليس بمستوى أعماله الشهيرة مثل “عسل أسود” و”ألف مبروك” سواء من حيث تماسك البناء الدرامي أو درجة الكوميديا لكنه يظل خطوة للأمام طال انتظارها.

 

فكرة مسروقة أم سيرة ذاتية؟

أما رواد التيار الثالث فكانوا ممن لم تستوقفهم الإيحاءات وإنما أغضبهم كون الفكرة مسروقة -حسب رأيهم- من فيلم الخيال العلمي “جوناثان” (Jonathan) الذي صدر في 2018 ودار حول حياة فرد له هويتان وهي حالة مرضية تُعرف بـ”تعدد وعي الجسد الواحد” (Single-Body Multi-Consciousness)؛ كل هوية منها تظهر مدة 12 ساعة فقط من اليوم ومن أجل التواصل بينهما يتبادلان رسائل الفيديو المسجلة.

وهي الفكرة نفسها بقليل من التصرُّف، التي تناولها فيلم “واحد تاني” الذي يحكي عن رجل يعمل متخصصا اجتماعيا داخل مصلحة السجون، فقد شغفه بالحياة وباتت حياته مملّة وروتينية، فينصحه أحد أصدقائه القدامى بعقار طبي يُمكّنه من استعادة الشغف.

لكن بسبب خطأ غير مفهوم يصير البطل بشخصيتين، بمجرد أن تنام إحداهما تستيقظ الأخرى، ولما كان الاثنان شبه متناقضين في التصرفات والأولويات والمبادئ، يتصارعان على البقاء ويتبادلان المقالب والمحاولات للسيطرة، فلمن يكون البقاء على حساب الآخر؟

 

البحث عن الشغف المفقود

من جهته، علّق النجم أحمد حلمي، موضحا اختياره فكرة “فقدان الشغف” مع مرور الوقت بسبب تجربته الشخصية البحتة، فمع ابتعاده عن السينما في السنوات الأخيرة وجد نفسه قد فقد اهتمامه بالأشياء وصار من أهل “الكَنَبَة”، وهي الأزمة التي أصابته وأعجبه أن يطرحها الفيلم الذي يعود من خلاله للدراما النفسية بعد كل تلك السنوات، آملا العثور على إجابة للسؤال الذي يشغله، هل هذه مشكلته وحده أم أزمة عامة يعاني منها الجميع؟! وبسؤاله عن توقعاته للعمل، أكد أنه لم يتوقع سوى رُبع ما حققه الفيلم من إيرادات، لذا فقد أصابته الدهشة في حين يتابع ردود الأفعال والشعبية الكبيرة التي حظي بها فيلمه.

التسويق بالـ”السوشيال ميديا”

يبدو أن حلمي لم يفتح لنفسه صندوق الأفكار وباب الجرأة فحسب، بل عرف كذلك من أين تؤكل الكتف، فقبل طرح العمل بأيام قليلة بدأ حلمي تحدّيا مثيرا على “تيك توك” مُعلنا بحثه عن حركة يُضيفها لأغنية الفيلم على أن يشكر صاحبها رسميا في الفيديو الترويجي، وهو ما أدى إلى تفاعل الآلاف معه.

وسرعان ما جاوزت الأغنية 3.25 ملايين مشاهدة في أقل من أسبوعين من طرحها، خاصة أن المتفاعلين معها لم يقتصروا على جمهور حلمي فحسب وإنما شارك كذلك العديد من الفنانين والمشاهير من بينهم أكرم حسني وميريهان حسين وأحمد سعد.

 

يُذكر أن فيلم “واحد تاني” عمل درامي كوميدي، من تأليف هيثم دبور وإخراج محمد شاكر خضير، وبطولة كل من أحمد حلمي وروبي ونسرين أمين وأحمد مالك وعمرو عبد الجليل وسيد رجب ونور إيهاب.

المصدر: الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي + التأمل

شارك الآخرين:

إرسال
شارك
غرّد

اختيار المحرر.. فيديوهات قد تعجبك

قد يُعجبك أيضًا:

تابعنا: