على عكس كثير من صناعات السينما حول العالم، لم يحدث توقف كبير في صناعة الترفيه العربية؛ فحتى خلال شهر رمضان الماضي وأثناء ذروة كورونا؛ استمر تصوير الكثير من الأعمال السينمائية والتلفزيونية، ولكن جاءت الأزمة الكبرى في العرض أو التوزيع، حيث لم تجد الأفلام التجارية دور سينما للعرض فيها، في البداية بسبب الإغلاق ثم بسبب ضعف الإقبال، وبالتالي تم تأجيل الكثير من الأفلام للسنة القادمة.
على الجانب الآخر، وبعيدًا عن الأفلام التجارية..
فقد عانت الكثير من الأفلام التي يطلق عليها فنية، والتي تبحث عن أسواق خارجية في المهرجانات وغيرها من أزمات إنتاجية، ولكن حظيت بفرص العرض بشكل أو بآخر، وكذلك الاحتفاء. وفي هذا المقال نتحدث عن أفضل أفلام عربية في 2020، وهي أعمال استطاعت النجاة من هذا العام الطويل، ليفوز بعضها بالعرض في المهرجانات العالمية.
غزة مونامور
فيلم للمخرجين عرب ناصر وطرزان ناصر، وهما الاسمان اللذان أطلقاهما على نفسيهما، حيث إن اسميهما الحقيقيين أحمد ومحمد أبو ناصر.
عُرض الفيلم في مهرجان فينسيا السينمائي، وترشح لجائزة هوريزون، ومهرجان تورنتو السينمائي حيث حصل على ترشيح كذلك، ومهرجانات سينمائية مختلفة، منها القاهرة السينمائي الدولي.
تدور أحداث “غزة مونامور” كما يتضح من اسمه في مدينة غزة، ولكن هذه المرة لا نرى الجانب المظلم من المدينة المحاصرة، بل الأكثر رومانسية وبساطة، حيث نتعرف على صياد سمك في منتصف العمر، يحيا وحيدا، ويقع في حب جارته في السوق الأرملة ذات الابنة المطلقة، وفي إطار من الكوميديا الخفيفة نشاهد مغامرته في التعبير عن مشاعره، وفي الوقت ذاته يطارده القمع والسلطة بعدما وجد تمثالا أثريا بالصدفة.
200 متر
فيلم فلسطيني آخر من إخراج وتأليف أمين نايفة، وإنتاج مي عودة، وعُرض في مهرجانات مختلفة حول العالم، منها مهرجان الجونة السينمائي، حيث فاز بعدة جوائز:
أفضل ممثل، وجائزة الإنسانية من اختيار الجمهور، وجائزة الفبيرسي.
وتدور أحداث الفيلم حول عائلة فلسطينية بسيطة؛ الأم من عرب 48، ويرفض الأب الحصول على الهوية الإسرائيلية؛ وبالتالي يعيش الوالدان في منزلين يفصل بينهما الجدار، وتنتقل الأسرة من هنا لهناك بشكل دوري بالاعتماد على التصاريح، ولكن بسبب حادث يضطر الأب إلى عبور الجدار بشكل غير شرعي ليعيش مغامرة مثيرة في ليلة واحدة، ونتعرف خلالها على مصاعب الحياة المستحيلة لأسرة عادية لا تستطيع حتى أن تلم شملها عند اللزوم.
عاش يا كابتن
فيلم وثائقي مصري من إخراج مي زايد، وعُرض في عدة مهرجانات عالمية، وفاز بـ3 جوائز في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
يتناول موضوعا مثيرا للغاية، وهو حياة مجموعة من الفتيات اللواتي يتدربن على حمل الأثقال في ظروف صعبة، حيث يتتبع الفيلم المدرب رمضان الذي أخذ قطعة أرض من المحافظة في أحد شوارع الإسكندرية، ومن دون أي إعدادات خاصة يدرب فتيات الأحياء الفقيرة على رياضة رفع الأثقال، ولا ينجح فقط في ذلك، بل يصل الأمر إلى حصول فتيات على ميداليات دولية.
ويركز الفيلم على قصة “زبيبة”، وهي مراهقة تتدرب مع المدرب رمضان، الذي يرعاها بصورة خاصة لموهبتها الكبيرة، حيث نرى على مدى عدة سنوات كيف تطورت زبيبة في ظل هذه الظروف المادية الطاحنة.
شمس المعارف
فيلم سعودي للأخوين قدس من حيث الإخراج والتأليف، وتدور أحداثه في إحدى المدارس الثانوية، حول طالب محب للأفلام وصانع محتوى على يوتيوب، وفي أحد الأيام عندما كان يقوم بتصوير فيديو في المدرسة يكتشفه أحد المدرسين، الذي يقرر عدم فضح أمره بشرط أن يمثل معه في أحد أفلامه، وبالتالي يبدأ الاثنان مشروع فيلم “شمس المعارف”، وهو فيلم رعب بميزانية محدودة للغاية وجهود ذاتية، ولكن تكتشف إدارة المدرسة هذا المشروع، وتحاول إجهاضه بشتى الطرق، كل ذلك يتم في إطار من الكوميديا اللطيفة، خاصة مع الأداء الممتاز من صهيب قدس وبراء عالم.
الرجل الذي باع ظهره
فيلم للمخرجة كوثر بن هنية، وعُرض في مهرجان فينسيا السينمائي، حيث فاز بجائزتين، إحداهما جائزة هوريزون لأفضل ممثل، وكذلك في مهرجان الجونة السينمائي، حيث فاز بجائزة أفضل فيلم عربي، ونافس في المسابقة الرسمية.
تدور أحداث الفيلم حول مهاجر سوري يرغب في الوصول إلى بلجيكا ليجتمع شمله مع حبيبته، ومن أجل ذلك يوافق على بيع ظهره إلى رسام مشهور ليستخدم الوشم في رسم لوحة فنية عليه، ولكن يكتشف أنه لم يخسر ظهره فقط، بل خسر أيضا جزءا من روحه ومستقبله، ويبدأ في مراجعة الذات حول قراره هذا.
ومن أهم الأفلام العربية التي عُرضت خلال 2020..
الفيلمان المصريان القصيران “ستاشر” و”حنة ورد”، حيث فاز الأول بجائزة السعفة الذهبية من مهرجان كان السينمائي، وهي المرة الأولى التي يفوز فيها فيلم مصري بهذه الجائزة، في حين حصل الآخر على عدد كبير من الجوائز أيضا من المهرجانات العالمية.