هل باتت نهاية كورونا وشيكة، ولماذا يحذر علماء بريطانيون من أن سلالة كورونا المقبلة قد تكون أكثر خطورة، وما الذي نعرفه حتى الآن عن كوفيد طويل الأمد وأنواعه؟
الإجابات وأكثر في هذا التقرير…
تعبيرية
الناس يمضون قدمًا في حياتهم.. هل نهاية كورونا وشيكة؟
مقابل هذه المخاوف من السلالة المقبلة من كورونا، جاءت سلسلة من الإعلانات من جميع أنحاء أوروبا وأميركا الشمالية لتبلور آمالا في أن أسوأ ما في موجة متحور أوميكرون قد ولى، مما فتح الباب أمام تكهنات خبراء الصحة بشأن ما إذا كان هدف العودة للحياة الطبيعية قد بات فعلا في المتناول، وفقا لتقرير في “فايننشال تايمز” (Financial Times).
وقد أعلنت كل من إنجلترا والدانمارك خططا لرفع القيود الاحترازية المتبقية بشأن فيروس كورونا، فيما قال كبير المستشارين الطبيين للرئيس الأميركي جو بايدن إن ذروة الأزمة الصحية على وشك أن تنتهي، وكشفت كبرى المجموعات السياحية في أوروبا “تي يو آي” (TUI) أن الحجوزات عادت إلى المستويات التي شوهدت آخر مرة قبل الوباء.
وذكرت الصحيفة أن إجراءات التباعد الاجتماعي والحجر الذاتي وارتداء الكمامات والاختبارات وتعقب المصابين والمخالطين شكلت منذ الأيام الأولى لاندلاع الجائحة، العمود الفقري للتدابير التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية، لكن بعد مرور عامين وفي ظل انحسار متحور أوميكرون تسير الجهود على قدم وساق لإلغاء حتى التدابير الاحترازية البسيطة في ظل مراهنة عدد من الحكومات على مستويات عالية من المناعة السكانية والتلقيح للحد من الضغط على المستشفيات.
وبموجب خطط الحكومة البريطانية ستنتهي جميع تشريعات فيروس كورونا في إنجلترا بحلول أواخر فبراير/شباط الجاري، بما في ذلك إلغاء الشرط القانوني للعزل الذاتي بعد نتيجة اختبار “كوفيد-19” إيجابية.
أرقام الإصابات بكورونا في جميع أنحاء أوروبا الغربية وأميركا الشمالية تنخفض
أما السويد والنرويج فقد ألغتا معظم القيود فيما تجري خطوات حثيثة في إيطاليا وإسبانيا للتخلي عن فرض ارتداء الكمامات في الأماكن الخارجية. وأعلنت سويسرا أنها قد تتوقف عن استخدام جوازات اللقاح في وقت مبكر من الأسبوع المقبل بعد أن تخلت عن قواعد تتبع المخالطين والعمل عن بُعد.
وأشارت الصحيفة إلى أن أرقام الإصابات في جميع أنحاء أوروبا الغربية وأميركا الشمالية بدأت تنخفض حيث تراجعت بنسبة 73% مقارنة بذروة أوميكرون في الولايات المتحدة، وبنسبة 60% في كل من إنجلترا وإسبانيا وبلجيكا.
وحتى في البلدان التي كانت فيها طفرة الفيروس قوية بشكل خاص أو طويلة الأمد، فقد تغير منحنى الإصابات حيث انخفض في الدانمارك والنرويج والسويد وهولندا، والشيء الأهم أنه برغم تجاوز عدد الحالات الأرقام القياسية التي سجلت في فترة الشتاء فإن الإصابات المزمنة وعدد الحالات بوحدات العناية المركزة لم تحذُ حذوها.
ويرى كيفن شولمان، أستاذ الطب بجامعة ستانفورد، أن إقدام الدول والحكومات على إزالة القيود الاحترازية يجب أن تكون مصحوبة بإقرار بأن “العالم لم يخرج بعد من النفق” وأن “فكرة أننا انتهينا من الفيروس ليست الرسالة الصحيحة.. لقد ضحينا كثيرا، والآن نحن بحاجة إلى العمل للحفاظ على المكاسب المحققة. هذه هي الطريقة التي يجب أن نفكر بها”.
ولكن تلفت الصحيفة إلى أنه رغم القرارات التي صدرت فإن الخبراء متفقون على أنه بسبب التهديد المستمر للمتحورات الجديدة لا يمكن للحكومات أن تخلص بشكل قطعي إلى أنها لن تكون بحاجة إلى تدابير جديدة مجددا و”سيبقى السؤال عما إذا كان من الضروري إعادة فرض القيود مرة أخرى مفتوحا”.
لماذا يحذر علماء بريطانيون من أن سلالة كورونا المقبلة قد تكون أكثر خطورة؟
حذر علماء بريطانيون بارزون من أن السلالة المستقبلية لـ”كوفيد-19″ (future variant of Covid-19) قد تكون أكثر خطورة وتسبب أعدادا أكبر بكثير من الوفيات وحالات الأمراض الخطيرة مقارنة بسلالة أوميكرون، وذلك وفقا لتقرير في الغارديان (the guardian).
نتيجة لذلك، يقول الكثير منهم إنه يجب توخي الحذر في رفع قيود “كوفيد-19” بإنجلترا.
وسلّط عالم الأوبئة مارك وولهاوس من جامعة إدنبره الضوء على المخاطر التي يشكلها قبول الافتراض السائد بأن متغيرات كورونا ستستمر في التخفيف من تأثيرها.
وقال وولهاوس “متغير أوميكرون لم يأت من متغير دلتا. لقد جاء من جزء مختلف تماما من شجرة عائلة الفيروس. ونظرا لأننا لا نعرف من أين سيأتي متغير جديد في شجرة عائلة الفيروس، لا يمكننا أن نعرف إلى أي مدى قد يكون مسببا للأمراض، فيمكن أن تكون أقل تسببا في الأمراض ولكن يمكن، بنفس السهولة، أن تكون أكثر تسببا في الأمراض”.
هناك المزيد من المتغيرات بعد أوميكرون
هذه النقطة أيدها عالم الفيروسات البروفيسور لورانس يونغ من جامعة وارويك (University of Warwick) الذي قال: “يبدو أن الناس يعتقدون أنه كان هناك تطور خطي للفيروس من ألفا إلى بيتا إلى دلتا إلى أوميكرون.. يمكن أن يتضح أن واحدا جديدا أكثر تسببا للأمراض من متغير دلتا، على سبيل المثال”.
كما سلط ديفيد نابارو، المبعوث الخاص حول “كوفيد-19” لمنظمة الصحة العالمية، الضوء على عدم اليقين بشأن الطريقة التي قد تتصرف بها المتغيرات المستقبلية، قائلا “سيكون هناك المزيد من المتغيرات بعد أوميكرون، وإذا كانت أكثر قابلية للانتقال فسوف تهيمن. وبالإضافة إلى ذلك، قد تسبب أنماطا مختلفة من المرض، وبعبارة أخرى قد يتضح أنها أكثر فتكا أو تكون لها عواقب طويلة المدى”.
وحث نابارو السلطات على مواصلة التخطيط لاحتمال حدوث زيادة مفاجئة في أعداد المرضى الذين يحتاجون إلى رعاية في المستشفى، إذ سيكون من الحكمة تشجيع الناس على حماية أنفسهم والآخرين باستمرار. والنهج الذي لا يفعل ذلك سيكون مقامرة ذات عواقب وخيمة محتملة. لا أستطيع أن أرى أي مكاسب لمثل هذه المقامرة. وأمام الوباء طريق طويل ليقطعه -وكما هو الحال منذ أن بدأ- سيؤثر الناس وقادتهم على المدى الطويل في تأثيره من خلال الإجراءات التي يتخذونها الآن”.
كوفيد طويل الأمد.. ما الذي نعرفه حتى الآن؟
بعد مرور عامين على بدء انتشار وباء “كوفيد-19″، لا يزال الباحثون يعملون على معرفة أسباب الأعراض الجانبية طويلة الأمد. ولماذا يصاب بها قسم من الناس، فيما لا يصاب القسم الآخر، وكيف يجب التعامل مع هذه الأعراض؟
وفي بداية الوباء، قال العديد من المرضى إن شكواهم حول أعراض كوفيد طويلة الأمد لا يأخذها أطباؤهم على محمل الجد. والآن وبعد مرور أكثر من عامين على بدء انتشار الوباء تغيرت الأمور.
فقد صرنا نعرف أكثر عن الحالة التي تسمى “لونغ كوفيد”، أي الأعراض طويلة الأمد بعد الإصابة بعدوى “كوفيد-19”. وهذه الأعراض موجودة لدى ملايين الناس حول العالم، وفقا لتقرير في دويتشه فيله.
تعبيرية
عندما يصاب الشخص بكوفيد طويل الأمد (لونغ كوفيد)..
فإن أعراض العدوى بفيروس كورونا -واسمه العلمي “سارس كوف 2” (SARS-CoV-2) لا تنتهي بمغادرة الفيروس جسم الإنسان، حيث يمكن أن تستمر بعض الأعراض لأشهر طويلة، مثل صعوبات التنفس والتعب الشديد والألم في الصدر، ما يجعل العودة للحياة الطبيعية أمرا صعبا.
وتشير بعض الدراسات إلى أن ما بين 14% و30% من مرضى “كوفيد-19″ يصابون بعرض واحد على الأقل من أعراض كوفيد طويل الأمد، خلال 90 يوما من شفائهم من العدوى.
هذا يعني أنه مع تسجيل أكثر من 400 مليون إصابة بـ”كوفيد-19” حول العالم حتى الآن، فإن ما بين 55 مليونا و120 مليونا يعانون من كوفيد طويل الأمد.
بيد أن هناك القليل من البيانات حول الآثار طويلة الأمد لكوفيد على الأفراد والمجتمع ككل. وسيستغرق الأمر سنوات قبل أن تتوفر لدينا بيانات موثوقة عن ذلك. وحتى الآن تشير دراسات العلماء إلى أن الأمر يختلف من شخص لآخر، وما زالت أسباب ظهور كوفيد طويل الأمد تمثل لغزا.
ما أنواع كوفيد طويل الأمد؟
يعرف كوفيد طويل الأمد بأنه متلازمة غير متجانسة، يمكن أن تحدث بسبب عوامل مختلفة أو مزيج من العوامل، وهذا يعني أن هناك أكثر من نوع لكوفيد طويل الأمد.
“هناك نوعان مختلفان على الأقل:
يحدث أحدهما لدى مرضى كوفيد-19، الذين كانت إصابتهم شديدة جدا لدرجة أنهم عولجوا في وحدة العناية المركزة وحياتهم كانت مهددة بالخطر. والنوع الثاني يحدث لدى ذوي الإصابة بأعراض خفيفة أو متوسطة”، يقول يوآخيم شولتسه الباحث في المركز الألماني لأبحاث الدماغ.
ويحدث الشكل الأكثر خطورة من كوفيد طويل الأمد، نتيجة لتضرر عدة أعضاء بالجسم.
هل تحمينا اللقاحات من كوفيد طويل الأمد؟
تظهر بعض البيانات أن اللقاحات تقلل احتمال الإصابة بكوفيد طويل الأمد بعد الإصابة بفيروس كورونا.
فاللقاحات وإن كانت لا تحمينا من الإصابة بالعدوى بـ”كوفيد-19″، إلا أنها تقلل -كما يقول يوآخيم شولتسه- نسبة تعرضنا للإصابة، كما أنها تخفف الأعراض بشكل كبير في حال إصابتنا. ومن المهم أن يعمل العلماء على تطوير علاجات لكورونا وأدوات تشخيصية جديدة.
المصدر: الجزيرة + دويتشه فيله + غارديان + فايننشال تايمز + التأمل