كيف واجهت الأسرة في منطقة الخليج تحديات كورونا؟

حول الخبر: المشاركون يوصون بضرورة التوسع في سياسات العمل المرنة والعمل الجزئي، وتعميمها في فترة ما بعد الجائحة.
مسؤولون خليجيون يناقشون تأثير كورونا على الأسرة في المنطقة (الجزيرة)
مسؤولون خليجيون يناقشون تأثير كورونا على الأسرة في المنطقة (الجزيرة)

نشر في: الأحد,13 فبراير , 2022 10:04ص

آخر تحديث: الأحد,13 فبراير , 2022 10:04ص

أتاح الإغلاق العام جراء انتشار فيروس كورونا (كوفيد-19) خلال العامين الماضيين الفرصة أمام الأسر في قطر ومنطقة الخليج لتكون أكثر ترابطا وتماسكا. فرغم التحديات التي فرضتها الجائحة، ظهرت قصص النجاح والدروس المستفادة التي تستحق المشاركة.

هذا ما أكده الوزراء والمتخصصون من دول الخليج خلال مشاركتهم في جلسة رفيعة المستوى للإحاطة حول “الأسرة واستجابة السياسات لكوفيد-19 في دول الخليج العربي”، والتي عقدت افتراضيا ضمن الدورة 60 للجنة التنمية الاجتماعية للأمم المتحدة بنيويورك.

الجلسة التي نظمها معهد الدوحة الدولي للأسرة بالتعاون مع الوفد الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة في نيويورك، والمكتب التنفيذي لمجلس وزراء العمل ومجلس الشؤون الاجتماعية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، أكدت أن الأسرة في منطقة الخليج استطاعت التكيف مع هذه الظروف الاستثنائية.

وفي بداية الجلسة، أكدت المندوبة الدائمة لدولة قطر لدى الأمم المتحدة الشيخة علياء بنت أحمد بن سيف آل ثاني أن..

“إحاطة الدوحة” أصبحت حدثا جانبيا سنويا على هامش دورات لجنة التنمية الاجتماعية، مشيرة إلى تطلعها للتعرف على التحديات التي واجهتها الأسر في منطقة الخليج العربي خلال الجائحة، والاطلاع على أفضل الممارسات في هذا المجال، والدروس المستفادة التي يمكن اتخاذها للمضي قدما.

وثمّنت المندوبة الدائمة لدولة قطر لدى الأمم المتحدة مشاركة الوزراء من كافة دول مجلس التعاون الخليجي، الذين ساهموا بخبرتهم ورؤاهم حول مركزية الأسرة في الاستجابات السياسية لكوفيد-19 في بلدانهم.

الجلسة تدعو إلى التوسع في سياسات العمل المرنة (الجزيرة)

وأوصى المشاركون في الجلسة بضرورة التوسع في سياسات العمل المرنة والعمل الجزئي، وتعميمها وتطبيقها في فترة ما بعد الجائحة في دول الخليج، وإجراء مزيد من البحوث لدراسة تأثيرات هذه السياسات على التماسك الأسري، وضرورة الاستفادة من التوصيات وتطبيقها بما يساعد في تنمية المجتمع ويعزز الاستقرار الأسري.

دراسة جديدة

وقالت شريفة نعمان العمادي المديرة التنفيذية لمعهد الدوحة الدولي للأسرة -عضو مؤسسة قطر- إنه وفقا لدراسة المعهد حول تأثير الجائحة على الأسر في دولة قطر، فإن 64% من أفراد العينة أكدوا بأن تفشي فيروس كورونا أثر إيجابيا على تماسك أسرهم.

وأشارت إلى أن الدراسة أظهرت أن الأسرة أصبحت أكثر قربا وازداد الترابط فيما بينها. بينما أكدت دراسة أخرى للمعهد حول رفاه اليافعين في دولة قطر، أنهم أصبحوا أكثر قربا من والديهم، وقلّت معدلات العنف المنزلي، وأصبح هناك اتجاهات أكبر للوالدية النشطة وانخراط الآباء والأمهات في تنشئة اليافعين.

وكشفت عن إطلاق مشروع بحثي مشترك حول ترتيبات العمل المرنة ما بعد الجائحة، يهدف إلى إنتاج الأدلة العلمية التي تؤكد لأصحاب القرار أهمية الحاجة لاستمرار هذه الترتيبات، ليس فقط للمزيد من التماسك الأسري، ولكن أيضاً لعائدها وأثرها الإيجابي المتحقق على مستوى إنتاجية المؤسسات وجهات العمل المختلفة.

شريفة العمادي كشفت عن إطلاق مشروع بحثي بشأن ترتيبات العمل المرنة ما بعد الجائحة (الجزيرة)

وأضافت أن الجائحة أظهرت مرونة الأسر في منطقة الخليج في التكيف، وتماسكها عند العيش في أصعب الظروف، كما تميزت الأسر بمجموعة من نقاط القوة التي تمكنها من رعاية أفرادها والاستمرار في الازدهار في مواجهة أصعب الشدائد.

عوامل مساعدة

ومن جانبه، أكد المدير التنفيذي لمجلس وزراء العمل ومجلس الشؤون الاجتماعية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عامر الحجري، على أن الاستقرار الاجتماعي والمؤسسي القائم على الانتماء الوطني والعربي كان العامل المساعد الذي خدم دول مجلس التعاون في سرعة الاستجابة للسياسات الطارئة لمكافحة كوفيد-19.

ودعا الحجري..

إلى ضرورة التركيز المستقبلي لدول الخليج في وضع خطة إستراتيجية مستدامة تأخذ بالمبررات التي تفرض نفسها بحدة مع انتهاء الجائحة، مشددا على أن ما تنتهي إليه هذه النقاشات من نتائج ستكون موضع عناية واهتمام من وزراء الشؤون الاجتماعية في دول مجلس التعاون الخليجي.

 

كما ركزت الجلسة على أهم التحديات التي واجهتها الأسر خلال الجائحة في الخليج، وكيف تعاملت الأسر معها، وما دور السياسات والبرامج في دعم الأسرة خلال الجائحة.

وناقش الوزراء المختصون بشؤون الأسرة والتنمية الاجتماعية في:

الكويت والامارات وسلطنة عمان وقطر والسعودية، مركزية الأسرة في استجابة السياسات الخليجية للجائحة.

الدور القطري

وقالت وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة في قطر مريم بنت علي بن ناصر المسند إن الجائحة كان لها تأثير على دولة قطر كما بقية دول العالم، وأعادت تشكيل منظومة العمل والتعليم والتنقل وحتى التفاعلات الاجتماعية بين الأسر والدوائر الاجتماعية.

واستعرضت المسند دور الدولة في التركيز على الرفاه الاجتماعي، على الرغم من إجراءات التقشف في بعض الدول، إلا أن قطر أبرزت أهمية الاستثمار في الأسرة لمساندتها في وقت الأزمات.

وعددت المسند الإجراءات التي طبقتها دولة قطر خلال الجائحة، كاستمرار الدولة في تقديم إعانات الضمان الاجتماعي لحوالي 14 ألف أسرة منتفعة، وتقديم خدمات الإسكان لدعم مؤسسة الزواج، كما قررت الحكومة إعفاء كافة السلع الغذائية والطبية من الرسوم الجمركية، وغيرها من إجراءات انعكست بشكل إيجابي على التكاليف المعيشية للأسر.

كما قامت الدولة -وفقا للمسند- بتأجيل سداد كافة قروض الأسر المنتجة، والقروض الصغيرة للبنوك لمدة عام كامل دون زيادة أو تكاليف إضافية، لمساعدة هذه الأسر على الصمود وتجاوز الجائحة وآثارها الاقتصادية والسلبية.

ويعدّ معهد الدوحة الدولي -عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع- معهدا معنيا بإثراء القاعدة المعرفية حول الأسرة العربية، ومناصرة قضايا الأسرة عن طريق تعزيز ودعم السياسات الأسرية القائمة على الأدلة على الأصعدة الوطنية والإقليمية والدولية، ويسهم بدور حيوي في جهود بناء مجتمعات تنعم بالصحة وتتمتع بأرقى مستويات التعليم.

المصدر: الجزيرة ـ التـأمل

شارك الآخرين:

إرسال
شارك
غرّد

اختيار المحرر.. فيديوهات قد تعجبك

قد يُعجبك أيضًا:

تابعنا: