مسلسل “آنا تحت المجهر”.. قصة محتالة ألمانية غير نادمة على سرقة أثرياء أميركا

حول الخبر: باعت آنا حقوق قصتها إلى نتفليكس من أجل إنتاج "آنا تحت المجهر"، لكنها فوجئت بأنها لن تستطيع الربح من ذلك.
المقطع الدعائي يصف القصة بأنها "حقيقية بكل تفاصيلها ما عدا الأجزاء المزيفة بالكامل" (نتفليكس)
المقطع الدعائي يصف القصة بأنها "حقيقية بكل تفاصيلها ما عدا الأجزاء المزيفة بالكامل" (نتفليكس)

نشر في: الثلاثاء,18 يناير , 2022 5:17م

آخر تحديث: الثلاثاء,18 يناير , 2022 9:32ص

هناك مثل باللغة الإنجليزية يقول “Fake it till you make it” ويقابله بالعربية “تمسكَن حتى تمكّن”، ويعني أن على المرء أحيانا أن يتصنّع الشيء حتى يحققه، وهو ما طبقته بالحرف فتاة ألمانية تدعى آنا ديلفي حين جاءت إلى الولايات المتحدة وادّعت أنها وريثة عائلة ثرية، وأتقنت هذا الدور حتى أقنعت نخبة وأثرياء نيويورك بأنها رائدة أعمال جريئة، واستغلت ذلك للاستحواذ على ملايين الدولارات.

ومن هذه القصة المثيرة المملوءة بالتفاصيل التي لا تصدّق، أنتجت شبكة نتفليكس مسلسلا قصيرا بعنوان “آنا تحت المجهر” (Inventing Anna)، ليروي حكاية آنا عن طريق تتبع التحقيق الذي قامت به الصحفية فيفيان كينت للتحري في قصة آنا والكشف عن حقيقتها، وهل هي رائدة أعمال حقا أم محتالة بارعة.

وريثة ثرية أم فقيرة معدمة؟

في المقطع الدعائي للمسلسل، تقول فيفيان “اسمها آنا ديلفي، أو آنا سوروكين، لا أحد يعلم يقينا، فهي إما وريثة ألمانية ثرية أو فقيرة معدمة”، ثم يقول الادعاء أمام المحكمة إن “آنا ارتكبت جرائم سرقة واحتيال حقيقية”، قبل أن تصفها بأنها “تمثّل كل المشكلات التي تعاني منها أميركا الآن”.

 

وكشف التحقيق أن آنا (30 عاما) جاءت إلى نيويورك من دون أي معارف أو والدين ثريين، وبدأت قصة احتيالها عام 2013، حتى اكتشف أمرها عام 2017، وفي هذه السنوات تمكنت من امتلاك المكانة الاجتماعية والقوة والمال.

واستطاعت أن تفعل ما لا يتوقعه أحد، إذ تسللت إلى الطبقات الاجتماعية الراقية ورافقت الأثرياء والمشاهير، واستغلت مكانتها للاحتيال على أقرانها، ودعت أصدقاءها إلى إجازة فاخرة في أغلى منتجع سياحي في المغرب، ثم هربت تاركة الفاتورة الباهظة لهم، وفضلا عن كل ذلك تمكنت من الحصول على قرض تجاري بقيمة 40 مليون دولار.

مسلسل "آنا تحت المجهر".. قصة محتالة ألمانية خدعت أثرياء أميركا المصدر / نتفليكس

آنا تسللت إلى الطبقات الاجتماعية الراقية ورافقت الأثرياء والمشاهير واستغلت مكانتها للاحتيال على أقرانها (نتفليكس)

حقيقة مزيفة كليًا

وتصف نتفليكس القصة في المقطع الدعائي بأنها “حقيقية بكل تفاصيلها، ما عدا الأجزاء المزيفة بالكامل”، ويبدو من المقطع أن القصة تحتوي على كثير من التفاصيل المشوقة، خاصة أن منتجة ومؤلفة المسلسل هي شوندا رايمز المعروفة ببراعتها في صنع الحبكات.

وعلى الرغم من غرابة القصة وجنونها فإن آنا غير آسفة على ما فعلته، وتقول “الرجال يرتكبون كل يوم أفعالا أسوأ بكثير مما تزعمون أنني فعلت”، وبعد أيام من الحكم عليها، قالت في حوار مع صحيفة “نيويورك تايمز” (New York Times) “الحقيقة إنني لست آسفة. سأكذب عليك وعلى أي شخص آخر وعلى نفسي إذا قلت إنني آسفة على أي شيء”.

لا للاستفادة من الجريمة

آنا تدعى في الحقيقة آنا سوروكين وولدت في روسيا وتنحدر من عائلة ألمانية من الطبقة المتوسطة، حكم عليها في عام 2019 بالسجن من 4 أعوام إلى 12 عاما، ولكن أطلق سراحها عام 2021 بعد أقل من 4 سنوات لحسن السلوك.

وباعت آنا حقوق قصتها إلى نتفليكس من أجل إنتاج “آنا تحت المجهر”، لكنها فوجئت بأنها لن تستطيع الربح من بيع قصتها، إذ يمنع القانون في ولاية نيويورك المجرمين من الاستفادة من جرائمهم، وأجبرتها الولاية على استخدام مدفوعات نتفليكس لتعويض ضحايا جرائمها، وفقا لموقع “إيه بي سي 7” (ABC7) الأميركي.

مسلسل "آنا تحت المجهر".. قصة محتالة ألمانية خدعت أثرياء أميركا المصدر / نتفليكس

دور آنا تؤديه الممثلة جوليا غارنر الحاصلة على جائزة إيمي لدورها في مسلسل “أوزارك” (نتفليكس)

وتؤدي دور آنا الممثلة جوليا غارنر، الحاصلة على جائزة إيمي لدورها في مسلسل “أوزارك” (Ozark)، وتمثل آنا كلومسكي دور فيفيان، وتشارك في التمثيل كاتي لويس في دور رايتشل صديقة آنا وإحدى ضحاياها، التي كانت ضمن الشهود ضد آنا في المحكمة، وروت قصتها لاحقا في كتابها “صديقتي آنا: القصة الحقيقية لوريثة مزيفة” (My Friend Anna: The True Story of a Fake Heiress).

ومن المقرر أن يعرض “آنا تحت المجهر” في 11 فبراير/شباط 2022 على نتفليكس.

المصدر: مواقع إلكترونية ـ التأمل

شارك الآخرين:

إرسال
شارك
غرّد

اختيار المحرر.. فيديوهات قد تعجبك

قد يُعجبك أيضًا:

تابعنا: