تفضل حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم / حفظه الله ورعاه / فألقى خطابًا ساميًا اليوم بمناسبة الـ 11 من يناير ذكرى تولي جلالته مقاليد الحكم في البلاد، فيما يأتي نصه ..
الذكرى المباركة
” اللهمَ إنّا نَبتدِئُ الثناءَ بحمدِك ، فأنتَ أهلُ الثناءِ والحمد، إذ أعدْتَ علينا هذه الذكرى المباركة ، ومسيرتُنَا تتواصلُ، ونهضتُنا تتجدَّدُ ، بفضلٍ منكَ وعونٍ في حركةٍ دَؤوبَة ، بِقَدْرِ ما تأخذُ من الماضي عِبَرَهَا ، ومن التاريخِ دُرُوسَهَا؛ فهي تتطلعُ إلى المستقبلِ بعزيمةٍ وثبات، وبتماسكِ أبنائِهَا ووحدتِهِم.
أبناءَ عُمانَ المخلصين ..
من أجلِ صونِ مُكتَسَبَاتِنَا، وما تحققَ على هذه الأرضِ الطيبة، من إنجازاتٍ نشهدُ لها جميعاً، ومن أجلِ بناءِ مُستقبَلٍ زاهرٍ؛ لأبنائِنَا الأوفياء، في كلِّ شِبْرٍ من هذا الوطن ؛ فإننا لن نتوانى عن بذلِ كلِّ ما هو متاحٌ لتحقيقِ ذلك .
تحدياتٍ
وإننا واثقون أنكم جميعاً، تُدركون ما مرَرْنَا بهِ من تحدياتٍ، تعاملنا معها بحكمةٍ وصبرٍ، ومضينا قُدُماً في تنفيذِ خُطَطِنَا وبرامِجِنَا الاقتصاديةِ والاجتماعيةِ، بتوفيقٍ من اللهِ سبحانه وتعالى، مُسترشدينَ برؤيةِ عُمان 2040، فتحسَّنَ أَداؤنَا الاقتصاديُ والمالي، وبدأنا نُكْمِلُ لكم ومعكم طريقَ النماءِ والازدهار.
استدامةِ
لقد كان ولا يزالُ هدفُ استدامةِ قدرةِ الدولةِ على الوفاءِ بالتزاماتِهَا الماليةِ، أسمى أهدافِ هذه المرحلة، وأننا نَشْعُرُ بالرضا تجاهَ التغييرِ الإيجابي؛ لمسارِ الأداءِ المالي، الذي تحسَّنَ كثيراً -ولله الحمد- .
التحفيزِ الاقتصادي
وعززه أمْرُنَـا ، بالتوسعِ في سِياساتِ التحفيزِ الاقتصادي، وبناءِ منظومةِ حِمايةٍ اجتماعيةٍ تُوفرُ للمواطنين حياةً كريمة، لِتُعْطِيَ هذا التحسنَ بُعْداً إنسانياً .
بناءِ الوطن
لقد جَعَلْنَا الشبابَ في صميمِ اهتمامِنَا واهتمامِ حكومتِنَا، مُتابِعِين الجهودَ المبذولةَ؛ لإشراكِهِم في بناءِ الوطن، وسنَحْرِصُ على أن تكونَ هذه الشـراكةُ أكثرَ شموليةً، وأعمقَ أثـراً، حيثُ تعملُ مختلفُ مؤسساتِ الدولةِ ومَسْؤُوْلُوْهَا، على اعتمادِ منهجياتِ عملٍ مستدامةٍ؛ تُركزُ على إبرازِ إسهاماتِ الشبابِ الفاعلةِ، في هذه المسيرةِ المباركةِ – بإذنِ الله- وتُنَظِّمُ أدوارَهُم في خدمةِ المجتمع.
ملفِ التوظيفِ
لقد استبشـرْنَا بما أُنجِزَ في ملفِ التوظيفِ، خلالَ العامِ المنصـرمِ، بتشغيلِ أبنائِنا رُغْمَ صُعُوْبَةِ المرحلة، ونتطلعُ بأملٍ مقرونٍ بحزمٍ؛ لِأَنْ تقومَ كافةُ قطاعاتِ الدولةِ، والقطاعُ الخاصُ، الذي يُنتَظَرُ منه أن يؤديَ دورَهُ المأمولَ في حركةِ التوظيفِ، باعتبارِهِ المحركَ الأساسيَ، للاقتصادِ والتنميةِ؛ لتوفيرِ فُرَصِ عملٍ لأبنائِنَا وبناتِنَا المُؤهَّلِين، وتأهيلِ مَنْ يَحتاجُ منهم إلى المهاراتِ اللازمةِ؛ للانخراطِ في سوقِ العمل،
بَرَامِجَ رِيادةِ الأعمال
أما أبناؤنا وبناتُنَا رُوادُ ورائداتُ الأعمالِ ، الذين يرغبون في تأسيسِ مشارِيعِهِم الخاصةِ؛ فإننا عازمونَ على الأخذِ بأيديهم، وتشجيعِ بَرَامِجَ رِيادةِ الأعمال، وتقديمِ الدعمِ، والحوافزِ اللازمةِ، للمؤسساتِ الصغيرةِ والمتوسطةِ، نظراً لدورِهَا المحوري، في تنشيطِ الحركةِ الاقتصاديةِ ، وتوفيرِ المزيدِ من فُرَصِ العملِ.
الاستثمارُ المحلي
يُعتَبَرُ الاستثمارُ المحلي إحدى الركائزِ المهمةِ لتنويعِ مصادرِ الدخلِ الوطني، فبعدَ أن أطلقنا العديدَ من البرامجِ الوطنيةِ، وهيّأْنا البيئةَ المساعدةَ، فإنّنَا نحثُّ على استثمارِ رُؤوسِ الأموالِ محلياً، فأمامَهَا فرصُ استثمارٍ مُجْزِيَةٍ، في جميعِ المجالاتِ، ونتطلعُ لِأَنْ تكونَ بلادُنَا وِجهةً استثماريةً رائدة ، لا سِيَّمَا في المجالاتِ التي تُعزِّزُ توجُّهَاتِنا الراميةِ لتوسيعِ حِجْمِ اقتصادِنَا الوطني ، وتنويعِ مصادِرِ الدخل، فبِلادُنَا -والحمدِ لله- تتمتعُ بمزايا تنافسيةٍ، وإمكانياتٍ كبيرةٍ، وفُرَصٍ واعدةٍ ينبغي استغلالُهَا،
تنميةِ المحافظات
وستُسخِّرُ الحكومةُ ومؤسساتُ الدولةِ جميعاً ، كافةَ جُهودِها وطاقاتِها ، في تعاونٍ وتكاملٍ ، يضمنُ توجيهَ التنميةِ إلى المحافظات، وتعملُ على تعزِيزِ جاهزيتِها للاستثمارِ، وتنميةِ دورِها المحلي، القائمِ على الميزةِ النسبيةِ، التي تمتازُ بها كلُّ محافظة، بما يَخْلُقُ نماذجَ تنمويةٍ محلية، وستردفُ ذلك ثُلْةُ من مشاريعَ استراتيجية، تُنفِّذُها الحكومةُ ، ضِمنَ خُطَطِها الخمسيةِ، فتتكاملُ حركةُ التنميةِ؛ لتشملَ كلَّ أرجاءِ وطنِنَا العزيز.
المرحلةِ القادمةِ
وسنحرِصُ خلالَ المرحلةِ القادمةِ، من عمرِ نهضتِنَا المتجددةِ ؛ للانتقالِ بالأداءِ الحكومي، من مستوى الحلولِ الاضطراريةِ، إلى مستوى آخر، أكثرَ ديمومةً، يَتِمُّ فيه إرساءُ مجموعةٍ، من الحلولِ الشاملةِ، التي تضعُ النموَ الاقتصادي، والاستدامةَ الماليةَ، ورفاهيةَ المجتمعِ في أولِ سُلَّمِهَا.
الأنواءِ المناخيةِ
شاءتْ -إرادةُ الله- أنْ تَتَعرضَ بلادُنا الحبيبةُ، للأنواءِ المناخيةِ عدةَ مراتٍ، وحرصاً منا على توفيرِ أقصـى مستوياتِ الحمايةِ، والرعايةِ لأبنائِنا المواطنين والمقيمين ؛ فإننا نُوَجِّهُ الحكومةَ بالإسراعِ ، في دعمِ وتطويرِ منظومةِ الإنذارِ المبكر، وتبني أفضلَ منهجياتِ التخطيط الحَضَـريِ للحدِّ من آثارِ هذه الأنـواء.
الارتقاءَ بعُمانَ
إن الارتقاءَ بعُمانَ إلى الذُرى العاليةِ، مِنْ السموِّ والرفعةِ ، التي تستحقها لَهُوَ واجبٌ وطنيٌ، وأمانةٌ عظيمةٌ، وعلى كلِّ مواطنٍ دورٌ يؤديهِ في هذا الشأن .
المبادئِ والقيمِ
ونُهِيبُ بأبنائِنَا وبناتِنَا التمسُّكَ بالمبادئِ والقيمِ، التي كانت وستظلُ ركائزَ تاريخِنَا المجيدِ، فَلْنَعْتزّ بِهَوِيَتِنَا وجَوْهَرِ شخصيتِنَا، ولِنَنْفَتِحْ على العالَمِ، في توازنٍ ووضوحٍ، ونَتَفَاعَلْ معه بإيجابيةٍ، لا تُفْقِدُنا أصالتَنَا ولا تُنسينا هويتَنَا.
الجهودُ الوطنيةُ
لقد كانت الجهودُ الوطنيةُ المخلِصَةُ، على الدوامِ محلَّ إجلالٍ واعتزازٍ لدينا ، ونودُّ في هذا المقامِ أنْ نُسجِّلَ كلمةَ ثَنَاءٍ واعتزاز ؛ لكافةِ أجهزتِنا العسكريةِ والأمنيةِ، على أدوارِها الوطنيةِ المشـرِّفةِ في حمايةِ الوطن، والذودِ عن مصالحِهِ وسيادتِهِ في كلِّ زمانٍ ومكانٍ، مُكرّسينَ نُفُوسَهُم فداءً، لكلِ شِبْرٍ من هذا الوطنِ العظيمِ ، ومنّا كلُّ التقديرِ والثناءِ لكلِ من أسهمَ ويُسهِمُ في بناءِ هذا الوطنِ العزيزِ، ورِفعةِ شأنهِ بإخلاصٍ وتفانٍ، سائلينَ اللهَ -عزَّ وجل- العونَ والرشادَ، والتأييدَ والسدادَ، في حَمْلِ هذهِ الأمانةِ العظيمةِ، والمسؤوليةِ الجسيمةِ، وأنْ يُوفقَنَا لما فيهِ خيرُ الوطنِ والمواطنين، إنه سميعٌ مجيب.
حَفِظَ اللهُ عُمان، وحفَظَكُم أبناءَ عُمان كِراماً أوفياء.
والسلام عليكم ورحمةُ الله وبركاته ” .