في أعقاب رصد 107 حالات حريق تسببت في إشعالها قطط، أرسل مسؤولون في كوريا الجنوبية رسالة لمربي الحيوانات الأليفة في العاصمة سول، تقول: احذروا فإن قططكم قد تحرق منازلكم.

وجاء التحذير في وقت قدّر فيه قسم شؤون الحرائق والكوارث بالعاصمة، أن أكثر من 100 حريق على مدى السنوات الثلاث الماضية تسببت فيها قطط، حيث تمكنت العديد من هذه القطط من تشغيل المواقد الكهربائية بمخالبها.

وقال تشونغ جيو تشول المسؤول في القسم -لصحيفة “كوريا هيرالد”- “إن حالات الإبلاغ عن حرائق تسببت فيها قطط ما تزال مستمرة”، وأضاف “ننصح أصحاب الحيوانات الأليفة بإيلاء مزيد من الاهتمام، حيث يمكن أن تنتشر الحرائق على نطاق واسع عندما لا يكون أحد في المنزل”.

ووفقا للصحيفة، فإنه قد تم تسجيل 107 حالات حريق أشعلتها القطط في الفترة ما بين يناير/كانون الثاني 2019 ونوفمبر/تشرين الثاني 2021، وقال مسؤولون إن ما يقرب من نصف هذه الحرائق اشتعلت أثناء وجود أصحاب المنازل خارجها، وإنه في الحوادث التي تم تسجيلها أصيب 4 أشخاص، وفي كثير من الأحيان فإن القطط نفسها لم تنجُ.

ويقول تقرير نشرته صحيفة “واشنطن بوست” (Washington Post) للكاتبة جينيفر حسنو، إن الحيوانات الأليفة يمكن أن تتسبب في إشعال حريق بالمنزل إذا ما تركت وحدها دون احتياطات أمان، ويورد التقرير نماذج لحوادث تسببت فيها قطط وكلاب وسلاحف.

حالات الإبلاغ عن حرائق تسببت فيها قطط ما تزال مستمرة (غيتي)

ويشير المقال إلى أن حوادث الحرائق التي تسببت فيها الحيوانات الأليفة عن طريق الخطأ ليست مشكلة فقط في كوريا الجنوبية، فوفقا للجمعية الوطنية للوقاية من الحرائق في الولايات المتحدة، فإن ما يقرب من ألف حادث حريق منزلي في كل عام تتسبب فيها حيوانات أليفة، على الرغم من أنه لا يزال من غير الواضح النسبة المئوية لهذه الحرائق التي أشعلتها القطط.

وأوصى المسؤولون الكوريون بالإبقاء على الأشياء القابلة للاشتعال -مثل المناشف الورقية- بعيدا عن مواقد الطهي، للمساعدة في منع وقوع مثل هذه الحوادث.

ويوصي الخبراء بغلق مقابض المواقد (خاصية التحكم في إشعال الموقد)، أو استخدام أغطية واقية على لوحة التحكم في الموقد. فالقطط -بحسب المقال- يمكن أن تأخذ دور البطولة في إشعال الحرائق المنزلية.

ليست القطط وحدها التي جعلت رجال الإطفاء يهرعون لإطفاء الحرائق بل الكلاب أيضا (بيكساباي)

القطط أبطال أيضًا

ويذكر المقال حادثة وقعت في كندا، حيث أيقظت قطة أصحابها في الساعات الأولى من الصباح أثناء احتراق منزلهم في فبراير/شباط 2017، وقد ذكر المسؤولون أن القط شق طريقه إلى غرفة النوم وعضّ صاحبه من ذراعه بينما كانت النيران تشتعل.

وقال تريفر غرانت قائد الإطفاء بمقاطعة غراند بيراري إن الفضل يعود لقطة في تنبيه العائلة بالحريق الذي شب في منزلهم في وقت مبكر من الصباح، وقد هربت العائلة من المنزل دون وقوع إصابات.

وبحسب المقال، فإن القطط ليست وحدها من الحيوانات الأليفة التي جعلت رجال الإطفاء يهرعون إلى المنازل بسبب الحرائق. ويورد المقال ما ذكره تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية عن حادثة حريق تسببت فيها سلحفاة، وذلك في يوم عيد الميلاد من عام 2019 في مقاطعة إسيكس بإنجلترا، حيث اصطدمت هذه السلحفاة البالغة من العمر 45 عاما بمصباح حراري على فراشها، ومن ثم شبت النيران بينما كان أصحابها خارج المنزل. ومع تصاعد أبخرة الدخان السميك، اتصل الجيران برجال الطوارئ الذين أنقذوا السلحفاة وأطفؤوا ألسنة اللهب.

ما يقرب من ألف حادث حريق منزلي في كل عام تسببت فيها

حيوانات أليفة (شترستوك)

وتابع التقرير سرد حوادث الحرائق التي تسببت بها حيوانات أليفة، فيقول: في نفس الشهر وفي مقاطعة إسيكس أيضا، أشعل كلب تُرك وحده حريقا منزليا عن طريق تشغيل الميكرويف الذي كانت فيه قطع من الخبز، وتم تنبيه صاحب المنزل من خلال تطبيق مثبت على هاتفه، ونجح رجال الإطفاء في الحيلولة دون انتشار النيران، ولم يصب الكلب بأذى.

وعقب ذلك، نبّه المسؤولون الناس إلى ضرورة تجنب تخزين مواد داخل الأجهزة، وضمان تثبيت أجهزة إنذار الدخان في المنزل.

المصدر: واشنطن بوست ـ التأمل