أكثر فخامة وأقلّ نظافة.. هكذا كان شكل المآدب والولائم في العصور الوسطى

حول الخبر: "فنون المائدة برزت بسبب مشاركة الطعام مع الجيران".
ولائم القرون الوسطى لم تكن حكرًا على الطبقات الثرية بل شملت أيضا بقية الطبقات (الصحافة الفرنسية)
ولائم القرون الوسطى لم تكن حكرًا على الطبقات الثرية بل شملت أيضا بقية الطبقات (الصحافة الفرنسية)

نشر في: الإثنين,3 يناير , 2022 8:50ص

آخر تحديث: الإثنين,3 يناير , 2022 8:50ص

يقام في مدينة العلوم بالعاصمة الفرنسية باريس معرض يقدم أشكال ولائم الطعام في أوروبا خلال العصور الوسطى، ويستمر المعرض حتى 7 أغسطس/آب 2022.

وفي تقرير نشرته صحيفة “لاكروا” (la-croix) الفرنسية، يقول الكاتب أودري دوفور إن مآدب القرون الوسطى كانت مزدحمة بالمدعوين أكثر مما نراه اليوم في الأماكن المخصصة لاحتفالات رأس السنة، وكان الضيوف أقل اهتماما بقواعد النظافة.

ويوضّح المؤرخ برونو لوريو رئيس المجلس العلمي للمعهد الأوروبي لتاريخ وثقافات التغذية (IEHCA)، أن “فنون المائدة برزت بسبب مشاركة الطعام مع الجيران”، مضيفا أن الوجبات خلال الاحتفالات في أوائل العصور الوسطى كانت فقيرة نسبيا ولا توضع في أطباق، بل كان “الطعام يوضع على شريحة من الخبز، ويقدم على ألواح خشبية أو معدنية”.

ويقول المؤرخ لويك بييناسي إن:

“صحن الطعام الفردي لم يظهر في الغرب حتى القرن 16. وبالنسبة للشوكة، فقد تأخر استخدامها مدة أطول، حيث ظهرت خلال عصر النهضة في إيطاليا، لكنها لم تصل إلى النخب الفرنسية إلا في القرن 18، وقد تم استخدامها في البداية بشكل مشترك، ثم أصبحت لاحقا أداة فردية”.

الأواني الفخارية الجميلة كانت تُعرض خلال الولائم في العصور الوسطى للوجاهة لا للاستخدام في الطعام (بيكسابي)

ومن جهته، يؤكد ألبان غوتييه المتخصص في تاريخ العصور الوسطى بجامعة كان، أن الأواني الفخارية الجميلة كانت تُعرض خلال الولائم في تلك الفترة من أجل الوجاهة لا للاستخدام في الأكل، موضحا أن “خزائن الأواني تطورت لتصبح أداة للتفاخر وإبراز المعادن الثمينة والقطع الفنية الفريدة”.

مأدبة 3 ملوك

يقول المؤرخون إن إحدى أكبر الولائم فخامة في تاريخ فرنسا تعود إلى 6 يناير/كانون الثاني 1378. في ذلك الوقت، أقام ملك فرنسا شارل الخامس حفل استقبال على شرف عمه كارل الرابع إمبراطور بوهيميا، وابنه فنتسل الرابع.

ويؤكد لوريو أن “القوائم والوصفات التي أعدها طباخ الملك، تشير إلى أنه تم تقديم 40 طبقا مختلفا. لكن لم يأكل الجميع من الطعام ذاته، فقد تم حجز بعض الأطباق للشخصيات المهمة”.

أما بالنسبة للحلويات، فقد كانت تتخللها فقرات موسيقية ورقصات وألعاب للترفيه عن الضيوف، وهو ما يعني أن “المأدبة احتفال كامل، وليست مجرد وقت لتناول الطعام”، كما يقول لوريو.

وليمة ملك فرنسا شارل الخامس على شرف عمه كارل الرابع إمبراطور بوهيميا، وابنه فنتسل الرابع (الصحافة الفرنسية)

ولائم أكثر بساطة

لم تكن ولائم الأعياد والمناسبات في القرون الوسطى حكرا على الطبقات الثرية، بل شملت أيضا بقية الطبقات. ويوضح غوتييه أن “هناك نقصا في التوثيق، لكن الولائم كانت عنصرا أنثروبولوجيا ثابتا شمل جميع الطبقات”.

ويبين غوتييه أنه في الاحتفالات الصغيرة، ربما كان هناك عدد أقل من قطع اللحم الجيدة، ولم يكن هناك أطعمة مستوردة، لكن كانت هناك وفرة في الطعام، لأن الوليمة تعد مصدر فخر لمن يقيمها، ويجب أن يكون لديه الكثير من الطعام ليقدمه.

كما يؤكد بييناسي أنه “لم يكن هناك إهدار للطعام”، حيث يجمع الخدم بقايا الولائم ويعاد تدويرها تجاريا.

ويقارن مؤرخ فنون الطهي باتريك رامبور بين ولائم القرون الوسطى وولائم الاحتفالات في العصر الحالي، قائلا “أصبحت الولائم أقل تكلفة وأقصر وقتا، لأن اتباع نظام غذائي صحي هو القيمة الأساسية. لم نعد بحاجة إلى تقديم الكثير من الطعام للاحتفال، وأصبحت الولائم تختلف عن الوجبات العادية من حيث جودة الطعام وطريقة تقديمه”.

المصدر: لاكروا ـ التأمل

شارك الآخرين:

إرسال
شارك
غرّد

اختيار المحرر.. فيديوهات قد تعجبك

قد يُعجبك أيضًا:

تابعنا: