لهذه الأسباب.. على صناع فيلم “هواة الغناء” أن يجعلوه الأخير

حول الخبر: الجزء الأول الذي صدر في 2016 حقق نجاحًا جماهيريًا هائلًا وقاربت إيراداته 635 مليون دولاًر.
العقدة الدرامية التي طرحها فيلم "هواة الغناء 2" تم حلها بسرعة ودون تركيز على الملابسات المقنعة للمشاهد (مواقع التواصل)
العقدة الدرامية التي طرحها فيلم "هواة الغناء 2" تم حلها بسرعة ودون تركيز على الملابسات المقنعة للمشاهد (مواقع التواصل)

نشر في: الجمعة,31 ديسمبر , 2021 9:02ص

آخر تحديث: الجمعة,31 ديسمبر , 2021 9:02ص

أكثر من 28 مليون دولار حصدها الجزء الثاني من فيلم “هواة الغناء 2” (Sing 2) الذي صدر قبل أيام قليلة، ومن المتوقع تضاعف الأرباح، خاصة أن الجزء الأول الذي صدر في 2016 حقق نجاحا جماهيريا هائلا وقاربت إيراداته 635 مليون دولار.

بهجة الأفلام الموسيقية

“هواة الغناء 2″، فيلم رسوم متحركة ينتمي لفئة الأعمال الموسيقية، كتبه وأخرجه غارث جينينغز، أما الأداء الصوتي فقام به نجوم الجزء الأول: ماثيو ماكونهي، ريز ويذرسبون، سكارليت جوهانسون، تارون إيغرتون، توري كيلي، نيك كرول، وانضم للفريق السابق بهذا الجزء كل من بوبي كانافال، هالسي، فاريل ويليامز، وبونو، وآخرون.

وفيه تُستكمل الأحداث فنشهد الكوالا (باستر مون) بعد أن أعاد بناء مسرحه وعادت فرقته لتقديم العروض المسرحية المبهرة، لكن يبدو أن هذا وحده لا يكفي، إذ تخبره مكتشفة النجوم المشهورة أن أبطال مسرحه لا يستطيعون مواكبة العروض العالمية والمنافسة في العاصمة الفنية البراقة التي يطمحون للذهاب إليها.

ولأن “مون” لا يعرف الاستسلام، يقرر السفر برفقة فرقته ومحاولة الحصول على فرصة، وهو ما يتحقق بالفعل أولا بسبب فكرة عفوية يطرحها الخنزير “نِك” لاستعراض خيال علمي دون أن يملك حتى عنوانه أو أيًا من تفاصيله.

وثانيا، نتيجة ادّعاء “مون” معرفته بنجم الروك الأسطوري، الأسد “كلاي كالواي”، وقدرته على إقناعه بالاشتراك بالمسرحية رغم اعتزاله منذ سنوات. الأمر الذي يمنحهم بسببه مالك المسرح -ذو الشخصية الطاغية والمخيفة- موافقته على السماح لهم بالعرض لديه، وهكذا تبدأ المغامرة الموسيقية.

السعي خلف النجاح التجاري

نجاح جيد ومُتصاعد حققه الفيلم حتى الآن، وإن كان صناعه اعتمدوا فيه على استقطاب الصغار والعائلات من جهة، وعشاق الجزء الأول من جهة أخرى.

ودون الأخذ بالحسبان أن الأطفال الذين أحبوا النسخة الأولى -قبل 5 سنوات- تقدموا بالعمر، وأصبحوا ناضجين، بشكل يُحتّم على صناع الفيلم بذل مجهود أكبر لإبهارهم وتقديم حبكة أكثر عمقا، وليس السير على النهج نفسه دون أي جديد.

لم يكن ذلك عيب العمل الوحيد، فهناك عناصر أخرى سلبية تسببت في استياء الجمهور والنقاد، نذكر منها ما يلي:

تطور الشخصيات

أحد النقاط الإيجابية بالجزء الأول، كان التطور والتصاعد الدرامي الذي حظي به الأبطال، وكيف نجح كل منهم بمواجهة مخاوفه والإصرار على الوصول وتحقيق حلمه شبه المستحيل، متخطيًا كل العراقيل. لكن، على العكس هذه المرة، فإننا نرى الشخصيات أقرب ما يكون إلى السطحية حتى أن بعضهم يبدو كما لو كان عاد درجات إلى الخلف.

ربما الشخصية الوحيدة التي حظيت بخط درامي معقول كان الغوريلا “جوني” الذي يجد نفسه مضطرا لتعلم الرقص من أجل العرض، وهو ما يضعه أمام تحد جديد لم يكن يتوقعه.

لكن يبدو أن صناع العمل وجدوا أن تهميش الأبطال القدامى مقابل ضخ دماء جديدة بالحبكة من شأنه أن يكون أكثر إفادة للعمل، خاصة أنه سيتيح إضافة أحداث تسمح باستثمارها في أجزاء قادمة، وهو ما نتج عنه أن جاءت كل الخيوط الدرامية هامشية وغير كافية.

تصاعد درامي متلاحق

رغم الإبهار البصري والتقنيات الممتازة المستخدمة بالعمل، فإن تلاحق الأحداث بشكل سريع للغاية كان له تأثير مضاد، إذ جعل المشاهد لا يستطيع التشبّع مما يراه أو يعايشه، فسرعان ما تظهر لوحة فنية أخرى أو تتغيّر بالأحداث بشكل لا يُمكنه من التماهي مع ما يدور حوله والتأثّر به.

حتى أن العقدة التي طرحها العمل تم حلها بسرعة ودون تركيز على الملابسات أو التفاصيل لمنح المُتلّقي ما يكفي من المبررات لإقناعه بما يجري أمامه على الشاشة.

 

موسيقى تصويرية مثيرة للإعجاب أم فوضوية؟

أكثر من 20 أغنية تضمنها الجزء الجديد من فيلم “هواة الغناء” وبدلا من أن يبدو الأمر ممتعًا ظهر أقرب للفوضى، ذلك لأن الأغنيات تنوعت بين أغاني الثمانينيات والأغاني الأصلية والأغنيات الناجحة بمقاييس اليوم، فنجد أغاني إلتون جون والفرقة الكورية الشهيرة “بي تي إس” (BTS) وبيلي إيليش وغيرها.

هذه الفوضى جعلت الأمر يبدو مُحبِطا أكثر من كونه مثيرا للإعجاب، كذلك منح العمل طابعا عشوائيا وغير متجانس على عكس الجزء الأول الذي وُظفت أغانيه بطريقة سليمة واعتمدت على الكَيف وليس الكَمّ.

عطلة سعيدة

لكن ليس معنى ذلك أن الفيلم جاء خاليا من المتعة، فهو ما زال مناسبا لقضاء عطلة أسبوعية مثالية برفقة أطفالك أو أفراد عائلتك، تجمع فيها بين الأغاني والمتعة البصرية الخالصة، كما أنه لا يخلو من الرسالة الإيجابية للأطفال حيث يحثهم على عدم الاستسلام للإحباط أو الرهاب، والإيمان بقدراتهم دون السماح لأصحاب الآراء السلبية التأثير عليهم.

المصدر: مواقع إلكترونية ـ التأمل

شارك الآخرين:

إرسال
شارك
غرّد

اختيار المحرر.. فيديوهات قد تعجبك

قد يُعجبك أيضًا:

تابعنا: