هل قال مدير منظمة الصحة العالمية إن لقاحات كورونا تقتل الأطفال وطلب إيقاف إعطاء الجرعة الثالثة؟

حول الخبر: أضافت "الجرعة الثالثة ضرورية للوقاية من كل المتحورات.
تعبيرية
تعبيرية

نشر في: الخميس,30 ديسمبر , 2021 9:57ص

آخر تحديث: الخميس,30 ديسمبر , 2021 9:57ص

هل قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إن لقاحات كورونا تقتل الأطفال؟ وهل دعت منظمة الصحة العالمية الدول لإيقاف الجرعة الثالثة؟ الإجابات وأكثر في هذا التقرير الشامل مع تفاصيل عن أحدث المعطيات بشأن الجرعات المعززة من لقاح كورونا.

هل قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية إن لقاحات كورونا تقتل الأطفال؟

الجواب لا، لم يقل المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إن لقاحات “كوفيد-19” تستخدم لقتل الأطفال، وذلك وفق موقع “سنوبس” (Snopes) ووكالة الصحافة الفرنسية.

وقال موقع سنوبس:

إنه في أواخر ديسمبر/كانون الأول 2021 نشر بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي ادّعاء كاذبا بأن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس صرّح بأن لقاحات (كوفيد-19) “تستخدم لقتل الأطفال”، وفقا لفيديو.

وجاء الفيديو من مؤتمر صحفي في 20 ديسمبر/كانون الأول 2021 ناقش فيه غيبريسوس اللقاحات المعززة للقاح. ووفقا لـ”بي بي سي”، قال غيبريسوس إن تلقيح أفراد الفئات الصحية الضعيفة في الدول النامية يجب أن يكون له الأولوية في الحصول على جرعات معززة للأطفال في البلدان الأكثر ثراء.

وصرح غيبريسوس “من الأفضل التركيز على تلك الفئات [الضعيفة] المعرضة لخطر الإصابة بأمراض خطيرة والموت، بدلا من تقديم بعض البلدان المعززات للأطفال كما نرى، وهذا ليس صحيحا”. لقد تعثر في نطق كلمة “أطفال”، ونطق بالمصادفة المقطع الأول بصوت “كيه” (k) قبل أن يصحح نفسه على الفور.

ووفقا لوكالة الصحافة الفرنسية، فإن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تلعثم، ولم يقصد قول “قتل الأطفال” في حديثه عن اللقاحات.

وقالت إن المنظمة الأممية شرحت لوكالة الصحافة الفرنسية أن المدير العام تلعثم في أول حروف كلمة “أطفال” بالإنكليزية فبدا كأنه يقول “كيل” (قتل) بدلا من “تشيل (درن)” (أطفال).

صحيح أن ما يسمع في الفيديو قد يوحي بأنه كذلك، لكن المنظمة الأممية أكدت لوكالة الصحافة الفرنسية أن هذا ليس هو المقصود على الإطلاق، وقالت إن تيدروس أدهانوم غيبريسوس تلعثم وشدّ على الحروف الأولى لكلمة “أطفال” (تشيلدرن بالإنكليزية)، فبدا كأنه يقول “كيل…” وعاد وصححها قائلا الكلمة الصحيحة.

ويؤيد ذلك السياق الذي كان يتحدث فيه، إذ قال “إن كانت (الجرعة المعززة) ستستخدم، فمن الأفضل التركيز على المجموعات المعرضة للأمراض الخطيرة والوفاة بدلا من إعطائها، كما نرى في بعض الدول، للأطفال، وهذا ليس صوابا”.

وأضافت المنظمة الأممية أن “لا أساس لكل التفسيرات الأخرى”، فكل ما حدث هو تلعثم في الكلام.

هل دعت منظمة الصحة العالمية الدول لإيقاف الجرعة الثالثة؟

وتناقل مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي صورا تحمل تحذيرات من تلقي الجرعة الثالثة، بعنوان “الصحة العالمية تدعو الدول لإيقاف الجرعة الثالثة”.

مرة أخرى، هذا الكلام غير صحيح. وفي المؤتمر الصحفي نفسه الذي عقد في 20 ديسمبر/كانون الأول كرر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية دعوته إلى تحسين فرص الحصول على اللقاحات في البلدان المحرومة.

وقال “إن أردنا إنهاء الوباء في العام المقبل يجب أن ننهي عدم المساواة (في اللقاحات) عبر ضمان تطعيم 70% من السكان في كل بلد بحلول منتصف العام المقبل”، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.

وذكر أن منظمة الصحة العالمية لا تعارض الجرعات المعززة، لكنه شدد على وجوب حصرها في أولئك المعرضين للخطر أو الذين تزيد أعمارهم على 65 عاما.

وحضّ تيدروس أدهانوم غيبريسوس البلدان التي تقدم جرعات معززة للبالغين أو الأطفال الذين يتمتعون بصحة جيدة على أن تتقاسم تلك الجرعات مع دول أخرى مع إقناع غير الملقحين بالإقبال على التطعيم.

يذكر أنه في أغسطس/آب الماضي انتشر خبر مضلل مشابه عن تجميد منح الجرعة الثانية من لقاحات كورونا، فنّدته وكالة رويترز.

ووقتئذ تناقل المستخدمون هذا الخبر على صفحاتهم الشخصية والصفحات العامة، ونسب عدد من تلك الصفحات الخبر إلى مدير منظمة الصحة العالمية العام، في حين شاركه آخرون من دون نسب التصريح أو الخبر لأحد، وانتشر الخبر على صعيد واسع دون التحقق من مصداقيته.

وتتبّع فريق تقصي الحقائق في رويترز الخبر وقتئذ ليتبيّن أنه خبر مضلل، حيث إن منظمة الصحة العالمية دعت حينئذ لتجميد منح الجرعة الثالثة المعززة حتى نهاية سبتمبر/أيلول بهدف منح هذه الكميات من الجرعات للبلدان الفقيرة التي لم تحصل على الكميات الكافية لتلقيح مواطنيها.

هل حان الوقت لجرعة رابعة من لقاحات “كوفيد-19″؟

صرح وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران، في مؤتمر صحفي، الاثنين، أن “الجرعة الرابعة من التطعيم محتملة… نحن منفتحون تماما على ذلك”.

جاءت هذه التصريحات في وقت تجري فيه حملة تلقيح بجرعة ثالثة معززة من لقاحات “كوفيد-19” في فرنسا ودول أخرى من أجل تعويض التراجع السريع لفعالية اللقاحات ضد الفيروس.

لماذا التفكير في الخطوة التالية؟ الإجابة تكمن في ظهور المتحور أوميكرون الشديد العدوى الذي صار سائدا في العديد من البلدان منها الولايات المتحدة.

على غرار دلتا، يمثل أوميكرون اختبارا للقاحات المستعملة أكثر من بقية المتحورات. وتوفر اللقاحات حماية أدنى بكثير من هذا المتحور، رغم أن بعضها ومنها “فايزر-بيونتك” (Pfizer-BioNTech) تبدو فعالة جدا ضد الأشكال الشديدة من المرض.

نعلم أن جرعة معززة من لقاحات معينة (فايزر ومودرنا وأسترازينيكا) تعزز بشكل كبير المناعة ضد أوميكرون، ومن هنا تم تسريع حملات “الجرعة الثالثة” في العديد من الدول.

لكن لم تتضح بعد ديمومة المناعة المعززة التي توفرها الجرعة المنشطة، لذلك تدرس بعض الدول إعطاء “جرعة رابعة”، وبعبارة أخرى جرعة معززة ثانية للأشخاص الأكثر عرضة للمرض خصوصا كبار السن.

 

سابق لوقته

ذلك جوهر المشكلة، إذ يجب أولا تحديد الفائدة الحقيقية لجرعة معززة جديدة، ومخاطرها المحتملة، في حين لا توجد حاليا بيانات محددة عن المسألة.

ويقود عدم اليقين العديد من الخبراء إلى التحذير من التسرع، مثل الأميركي أنتوني فاوتشي مستشار البيت الأبيض للشؤون الصحية.

فقد قال فاوتشي لإذاعة أميركية:

“من السابق لوقته الحديث عن جرعة رابعة”، وفقا لما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية، مشددا على ضرورة معرفة المدة التي ستظل فيها المعززات الحالية -الجرعات الثالثة- فعالة ضد أوميكرون.

وأضاف خبير الأمراض المعدية..

“إذا استمرت حمايتها مدة أطول بكثير من مناعة من تلقوا جرعتين فقط، فقد يمضي وقت طويل قبل الحاجة إلى جرعة رابعة”.

وخلف هذه الأسئلة تساؤلات أخرى لا تزال من دون إجابة بشأن ماهية الجرعة الثالثة. هل يجب اعتبارها مكملة للتطعيم الأولي بجرعتين لتعزيز المناعة؟ أم إنها الأولى في سلسلة طويلة من الجرعات المنشطة، مثل لقاح الإنفلونزا الموسمية الذي يمنح سنويا؟

يبدو من المنطقي أكثر عدم إعطاء جرعة رابعة من اللقاحات الحالية وانتظار نسخ محدثة ضد أوميكرون، وتلك هي الفكرة نفسها للقاحات الإنفلونزا التي تتغير كل عام للتكيف مع تطور الفيروس.

في هذا الصدد، قال خبير الأمراض المعدية الفرنسي بنجامين دافيدو الثلاثاء لإذاعة “آر إم سي” (RMC) “من الواضح جدا أن المطلوب (…) هو لقاح 2.0” يكون معتمدا على “تقنية الحمض النووي الريبي المرسال ومخصصا لأوميكرون”.

وتعهدت مجموعتا “فايزر-بيونتك” و”مودرنا” المنتجتان للقاحين يعتمدان تقنية الحمض النووي الريبي المرسال بصنع جرعة مخصصة لأوميكرون. ولكن رغم أن تكييف هذه التقنية مع المتحورات الجديدة أسهل، فإن المواعيد النهائية تظل غير مؤكدة.

شتاء قاس

وقال رئيس منظمة الصحة العالمية غيبريسوس الأسبوع الماضي “نحن نواجه شتاء قاسيا آخر”.

لكن خبراء صحيين يقولون إننا مجهزون الآن بشكل أفضل بكثير مما كان عليه الوضع قبل عام لمواجهة الوباء، مع وجود مخزون هائل من اللقاحات الآمنة والفعالة إلى حد كبير والعلاجات الجديدة المتاحة.

وأوضحت ماريا فان كيركوف مسؤولة إدارة الوباء في منظمة الصحة العالمية للصحفيين هذا الشهر “لدينا الأدوات اللازمة التي قد تجعلنا نتغلب على الوباء”. وشددت على أنه “لدينا القوة للقضاء عليه في عام 2022″، لكن يجب استخدامها بالشكل السليم.

وبعد عام من إطلاق اللقاحات الأولى، أعطيت نحو 8.5 مليارات جرعة على مستوى العالم.

والعالم يعمل الآن لإنتاج نحو 24 مليار جرعة بحلول يونيو/حزيران، وهي أكثر من كافية لجميع سكان الكوكب.

لكن التفاوتات الصارخة في توزيع اللقاحات تعني أنه بينما تقدم العديد من الدول الغنية جرعات إضافية للأشخاص الذين تلقوا اللقاح أصلا، فإن الأشخاص المعرضين للخطر والعاملين الصحيين في العديد من الدول الفقيرة ما زالوا ينتظرون الحصول على جرعتهم الأولى.

وتظهر أرقام الأمم المتحدة أن نحو 67% من الأشخاص في البلدان المرتفعة الدخل تلقوا جرعة واحدة على الأقل من اللقاح، في حين حصل أقل من 10% عليها في البلدان المنخفضة الدخل.

وهذه التفاوتات التي وصفتها منظمة الصحة العالمية بأنها فضيحة أخلاقية قد تتعمق أكثر، إذ تسارع العديد من الدول إلى الاستحواذ على جرعات إضافية للاستجابة للمتحور أوميكرون.

وتشير البيانات الأولية إلى أن المتحور أوميكرون الشديد العدوى الذي أحدث انتشارا جديدا في أنحاء العالم، منذ اكتشافه في جنوب أفريقيا الشهر الماضي، أكثر مقاومة للقاحات من المتحورات السابقة.

وفي حين يبدو أن الجرعات المعززة تزيد مجددا مستوى الحماية، تشدد منظمة الصحة العالمية على أنه بهدف التغلب على الوباء يجب أن تبقى الأولوية هي إعطاء الجرعات الأولى للأشخاص المعرضين للخطر في كل أنحاء العالم.

سلالة أوميكرون كورونا إنفوغراف (Omicron) Omicron متحور

انتهز الفيروس الفرصة للتطور

ويحذر الخبراء من أن السماح لـ”كوفيد-19″ بالانتشار دون رادع في بعض الأماكن يزيد بشكل كبير من إمكان ظهور متحورات جديدة أكثر خطورة.

لذلك، حتى مع قيام الدول الغنية بإعطاء سكانها الجرعة الثالثة أو الجرعة المعززة، فإن العالم لن يكون آمنا إلى أن يتمتع الجميع بدرجة معينة من المناعة.

وقال تيدروس الأسبوع الماضي:

“لا يمكن لأي بلد أن يتغلب على الوباء بالجرعات المعززة” وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية، مضيفا أن “حملات الجرعات المعززة العشوائية قد تطيل أمد الوباء بدلا من القضاء عليه، من خلال استحواذ البلدان التي تتمتع بمعدلات تلقيح عالية أصلا على الجرعات المتاحة، فذلك يمنح الفيروس مزيدا من الاحتمالات للانتشار والتحور”.

وقال مدير برنامج الطوارئ في منظمة الصحة العالمية مايكل راين لوكالة الصحافة الفرنسية إن ظهور المتحور أوميكرون دليل على ذلك، موضحا “لقد انتهز الفيروس الفرصة للتطور”.

كذلك، قال غوتام مينون أستاذ الفيزياء وعلم الأحياء في جامعة أشوكا في الهند إن من مصلحة الدول الغنية أن تحصل الدول الفقيرة أيضا على اللقاحات. وأضاف “سيكون من الخطأ الاعتقاد أنها بمجرد تطعيم سكانها ستتخلص من المشكلة”.

أطباء يفندون الشائعات المتداولة

مقابل ذلك، عكفت عدة حسابات تابعة لأطباء ومؤسسات صحية على دحض تلك الشائعات أولًا بأول، حيث أكدت فاعلية اللقاحات للأطفال وأهمية الجرعة التنشيطية في مواجهة متغير أوميكرون.

وقال الطبيب عبد الرحيم الشهري في تغريدة له “المتواتر من الثقات حول العالم، يطبق على أهمية اللقاحات للأطفال، والواقع يثبت انحسار وتوقف أمراض كانت تفتك بالأطفال، بعضنا لا يعرف حتى اسمها اليوم”.

وأضاف “من يعرف السعال الديكي والحصبة وشلل الأطفال؟ كلها اختفت مع لقاحات الأطفال، أمان لقاح كورونا للأطفال أفضل من أمانه للكبار”.

هل يغير لقاح كورونا من الحمض النووي للأشخاص؟ هذا ما يقوله خبيران لـCNN - CNN Arabic

تعبيرية

وعلقت الطبيبة زينت مطر، في منشور لها عبر فيسبوك قالت فيه “نحن في لبنان لا نزال نعاني من انتشار واسع لمتحور دلتا، من هنا أهمية الالتزام باللقاح ثم اللقاح ثم اللقاح، مع سبل الوقاية، آملين ألا يصل أوميكرون إلى ما وصل إليه ما سبقه من متحورات”.

وأضافت..

“الجرعة الثالثة ضرورية للوقاية من كل المتحورات. الخلط بين نوعين من اللقاح أفضل لمناعة أقوى، لكل الذين لم يتلقوا الجرعة الأولى بعد، لا يزال بإمكانكم المشاركة في إيقاف هذا الكابوس فابدؤوا اليوم قبل الغد”.

المصدر : الجزيرة + الفرنسية + رويترز + مواقع إلكترونية + وكالة سند + التأمل

قد يُعجبك أيضًا:

تابعنا: