تستمتعون بأخبار الفضائح والشائعات.. علم النفس يشرح لكم الأسباب!

حول الخبر: الرغبة في النميمة وتتبع أسرار حياة الآخرين صفة إنسانية مشتركة لدى كثيرين.
سبب تتبع الفضائح يعود إلى رغبة الإنسان المستمرة في تسلق السلم الاجتماعي والشعور بالأفضلية (بيكسلز)
سبب تتبع الفضائح يعود إلى رغبة الإنسان المستمرة في تسلق السلم الاجتماعي والشعور بالأفضلية (بيكسلز)

نشر في: الأربعاء,29 ديسمبر , 2021 6:18م

آخر تحديث: الأربعاء,29 ديسمبر , 2021 6:46م

تنتشر شائعات وفضائح وأسرار حياة المشاهير أسرع من الأخبار الحقيقية المتعلقة بأعمالهم، وليس المشاهير فقط، فأخبار الفضائح عموما تلقى رواجا غريبا، حتى إن من ينتقدون هذا التتبع الغريب لأخبار الفضائح والشائعات قد ينتابهم الفضول في بعض الأحيان للاطلاع على بعض هذه الأخبار، ما يجعلنا نتساءل:

لماذا يستمتع بعض الناس بتتبع الفضائح والشائعات؟

الإجابة معقدة ومتشابكة، فمن ناحية قد يكون الدافع اللاواعي لهذا التتبع هو الشعور بالأفضلية وتمتين صورتنا المثالية عن أفكارنا وسلوكنا الأخلاقي مقابل الأفعال الأخرى المشينة، أو الرغبة في متابعة تطبيق العقاب على من يكسر القواعد المجتمعية، أو متابعة طلب أصحاب الفضيحة للغفران، مما يعزز شعور الانتصار لدى الآخرين الملتزمين بالقواعد.

لكن مع بعض الأشخاص قد يكون الدافع هو اختبار تجربة كسر هذه القواعد، أو ربما الإثارة من فكرة هرب هذا الشخص من العقاب بعد كسر هذه القاعدة، وأحيانا قد يكون الفضول هو المحرك، أو حتى لمجرد الإلهاء عن مشاكل الحياة اليومية أو الأحداث الروتينية المملة، إضافة إلى بعض التفسيرات الفسيولوجية المتعلقة بتركيب أدمغة البشر بخصوص الرغبة في تشارك الأخبار.

وعمومًا..

يبدو أن هذه الرغبة في النميمة وتتبع أسرار حياة الآخرين صفة إنسانية مشتركة لدى كثيرين، إذ وجد بحث أجري على 467 شخصا عام 2019 أن الشخص قد يقضي نحو 52 دقيقة في اليوم في النميمة، وفق النتائج المنشورة بمجلة “سوشيال سايكولوجيكال آند برسونالتي ساينس” (Social Psychological and Personality Science).

لذلك، يؤمن بعض علماء النفس أن “القيل والقال” والنميمة نوع من الوظائف الاجتماعية التي حافظت على استمرار التفاعل الاجتماعي لدى أسلافنا، كما يعتبر نوع من التعليم الثقافي بتقاليد المجتمع، لأنه بمجرد حدوث نقد جماعي لسلوك ما، فإنه يحذر الآخرين من عواقب اتباع هذا السلوك، ما يُعلّم الآخرين القواعد الأخلاقية المتبعة مجتمعيا.

تسهم النميمة لدى كبار السن في بناء شعور بالترابط والقرب بين الأشخاص الذين يتشاركونها (بيكسلز)

الناحية الفسيولوجية

نظر العلماء في تصوير الدماغ لمجموعة من الرجال والنساء عندما سمعوا ثرثرة إيجابية وسلبية عن أنفسهم وعن أصدقائهم والمشاهير، وتبين أن الأشخاص الذين يسمعون ثرثرة سواء جيدة أو سيئة عن أنفسهم أو المحيطين، يظهر لديهم نشاطا أكبر في قشرة الفص الجبهي لأدمغتهم، المسؤولة عن التعامل مع السلوكيات الاجتماعية المعقدة، ما يفسر الرغبة الإنسانية في أن يُنظر إلينا بإيجابية من قبل الآخرين وأن نكون مناسبين اجتماعيا.

بينما شعر الأشخاص بالإثارة والنشاط في “النواة اللوزية” في منطقة المهاد بالدماغ عندما سمعوا أخبار الفضائح عن المشاهير، مما يعني أنهم وجدوها مسلية أكثر، حتى إن مستوى الشعور بالإثارة والسعادة وصل إلى مستويات أعلى مما وصل إليها الدماغ لدى سماع الشخص ثرثرة إيجابية عن نفسه، كما توصلت نتائج البحث الذي نشر في مجلة “سوشيال نيروساينس” (Social Neuroscience).

الشعور بالأفضلية والرغبة في تطبيق القواعد المجتمعية

بينما ترى تفسيرات أخرى أن سبب تتبع الفضائح يعود إلى رغبة الإنسان المستمرة في تسلق السلم الاجتماعي والشعور بالأفضلية، وتلميع صورتنا الأخلاقية عن أنفسنا، خصوصا عندما نرى الآخرين مخطئين ونحن أقل خطئا منهم، بينما نقوم بالتنظير بالسلوك الأخلاقي المفترض أن يكون عليه المجتمع.

أيضا، هناك نوع من اللذة المتمثلة في معاقبة المعتدي، والشعور الجماعي بالرضا الأخلاقي عندما يعاقَب مخالف المعايير المجتمعية، وفي بعض الأحيان يكون هناك شعور بالقوة أو الأفضلية والانتصار بمجرد مشاهدة صاحب الفضيحة وهو يطلب العفو والغفران أو يعتذر عن خطأه المجتمعي، وهنا يشعر الشخص الملتزم بالمعايير المجتمعية أنه كان نموذجا أفضل من أفراد المجتمع، لأنه لم يرتكب الخطأ نفسه، كما شرح مقال لمجلة “سيكولوجي توداي” (Psychology Today) العلمية.

يشعر البعض بالقوة أو الأفضلية بمجرد مشاهدة صاحب الفضيحة وهو يطلب العفو أو يعتذر عن خطأه (بيكسلز)

إغراء كسر القواعد أو الإفلات من العقاب

العكس قد يحدث مع بعض الأشخاص، إذ تتملكهم رغبة دفينة في كسر ومخالف القواعد لكنهم لا يجرؤون على ذلك، إلا أن رؤية شخص يقوم بفعل ما، لم يستطيعوا فعله، ربما يشكل بالنسبة لهم خبرا مثيرا للاهتمام، كما أن هناك متعة أخرى في مشاهدة بعض الأشخاص يفلتون من العقاب بعد ارتكاب سلوك غير مقبول، فيعزز هذا شعور “التجارب المثيرة دون عقاب”.

التسلية والإلهاء

مع روتين الحياة اليومي والأحداث المملة، أو ربما المشاكل والأحداث العصيبة، قد يجد بعض الأشخاص في أخبار الفضائح عزاء مسليا للحصول على بعض التسلية والإلهاء، خصوصا عند مقارنة الأحداث البسيطة في حياتنا بالفضائح التي يتحدث عنها فئة ليست بالقليلة من المجتمع.

يجد بعض الأشخاص في أخبار الفضائح عزاء مسليا للحصول على بعض التسلية والإلهاء (بيكسلز)

الشعور بالترابط

في تفسير نقلته مجلة “تايم” (Times) الأميركية عن ستايسي توريس الأستاذة المساعدة في علم الاجتماع بجامعة كاليفورنيا والتي درست تأثير “القيل والقال” على كبار السن، وجدت أن النميمة تسهم في بناء شعور بالترابط والقرب بين الأشخاص الذين يتشاركونها، كما أنها تعزز عدم شعورهم بالوحدة لأنهم يجدون أشخاصا يشاركونهم الأخبار، ويتفقون معهم على تحليلها والموقف الذي يتخذونه منها، كما أنها تعتبر شكلا من أشكال الترفيه.

بدورها اعتبر تقرير نشرته مجلة “ذي أتلانتيك” (The Atlantic) الأميركية أن “القيل والقال” أمر جيد، لأنه يجعل المجتمع البشري يكون معاييره المجتمعية بالشكل الذي نعرفه الآن، وأنه تحول من وسيلة لإذلال الناس والتشهير بهم، إلى وسيلة للتعريف بالثقافة والتواصل مع الآخرين، وضبط قواعد الصح والخطأ، وأيضا قياس نجاح الناس ومكانتهم الاجتماعية، فضلا عن كونه فرصة للتنفيس عن الغضب، والتعبير عن الشعور بالإحباط والانزعاج.

المصدر: مواقع إلكترونية ـ التأمل

شارك الآخرين:

إرسال
شارك
غرّد

اختيار المحرر.. فيديوهات قد تعجبك

قد يُعجبك أيضًا:

تابعنا: