كشف المؤتمر الصحفي للجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا عبر الاتصال المرئي أمس الاثنين أن متحور أوميكرون أقل خطورة من ناحية شدة المرض مما سبقه من المتحورات الأخرى ولكن سرعة انتشاره سوف يزيد الضغط على المؤسسات الصحية وتجاوز إجمالي الجرعات المعطاة في سلطنة عمان إلى يوم الأحد المنصرم 6 ملايين جرعة، وبلغ إجمالي من تلقوا الجرعة الثالثة 95.277 شخصاً يمثلون 4% من إجمالي الفئات المستهدفة.

وقال معالي الدكتور أحمد بن محمد السعيدي وزير الصحة عضو اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا:

نقدر ونثمن الدعم الدائم والمستمر من قبل مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ للقطاع الصحي وتوجيهاته السديدة للجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا التي هي في انعقاد دائم.

وأوضح أنه تم 69 إصابة بكوفيد-19 “أمس الأول الأحد” وقبل نحو أسبوع أو أكثر كانت الحالات اليومية المسجلة لا تتجاوز 10 حالات لذلك هناك تضاعف أو ارتفاع مضطرد في أعداد حالات الإصابة بفيروس كورونا، بينما تم تنويم حالة واحدة خلال الـ24 ساعة الماضية وبلغ إجمالي المنومين في المؤسسات الصحية الحكومية إلى صباح يوم الاثنين 11 مريضاً في الأجنحة بالإضافة إلى مريضين في العناية المركزة، العدد الإجمالي للمرضى 13 مريضاً، وقد مرت 49 يوماً دون تسجيل أي حالة وفاة بسبب كورونا ولكن بتاريخ 26 ديسمبر الجاري حصلت وفاة واحدة لمسنة لم تتلق للأسف الشديد اللقاح، أما على المستوى العالمي فإن حالات الإصابة بكوفيد-19 في ازدياد سريع جداً وبلغت الحالات 280 مليوناً و411 ألفاً و376 حالة فيما بلغت الوفيات على المستوى العالمي 5 ملايين و418 ألفاً و403 وفيات وهذه الأرقام هي أقل من الأرقام الحقيقية نظراً لعدم تمكن بعض الدول من إجراء الفحوصات ولعدم وجود ترصد وبائي قوي.

المتحور الجديد

وأشار إلى أن الوضع الوبائي للأسف ما يزال خطيراً إذ تضاعفت الإصابات في بعض الدول كل ثلاثة أيام وأغلب الحالات المسجلة لمتحور أوميكرون الذي سجل بداية في جنوب إفريقيا قبل حوالي شهر، وقد سجلت حالات بالمتحور الجديد في سلطنة عمان ونتوقع ازدياد مضطرد في الحالات مع الأسف، إذ تظهر المؤشرات الأولية أن هذا المتحور ربما أقل خطورة من ناحية شدة المرض ممن سبقه من المتحورات الأخرى، ولكن وبسبب سرعة انتشار أوميكرون وسهولته سوف يضغط على المؤسسات الصحية إن لم تتخذ الإجراءات الاحترازية بل سيستمر وسيزداد، والتحور هو من سمت الفيروسات للبقاء.

نقل العدوى

وأكد أن لدينا الكثير من الوسائل لتجنب نقل العدوى وبينها التطعيم، وقد بلغ إجمالي الجرعات المعطاة في سلطنة عمان إلى يوم الأحد المنصرم 6 ملايين و128 ألفاً و76 جرعة، وما نسبته 93% إجمالي المحصنين بجرعة واحدة من المستهدفين، و90% منهم تلقوا الجرعة الثانية، بينما بلغت نسبة المقيمين الذي تلقوا جرعة واحدة 90%، ومنهم ما نسبته 83% تلقوا جرعتين .. مؤكداً أن 95.277 شخصاً تلقوا الجرعة الثالثة والمعززة.

التطعيم مجاناً

وأضاف: يجب أن لا يسمح لمن لم يتلق جرعتين من اللقاحات المعتمدة في سلطنة عمان بالدخول لمؤسسات العمل، ومراكز التطعيم مفتوحة في كافة محافظات وولايات السلطنة والتطعيم مجاناً للمواطنين والمقيمين ولا يوجد أي سبب لعدم تلقي التطعيم .. مضيفاً: أن قرارات اللجنة العليا مبنية على أسس علمية، ولكنها أيضاً تعول الكثير على وعي المواطنين والمقيمين على هذه الأرض الطيبة والجميع يعي خطورة الفيروس والجميع يعي الإجراءات الوقائية، والوضع واضح للجميع ولابد أن يتحمل كل منا مسؤوليته لحماية نفسه وأهله ومجتمعه من هذا الوباء، إذ في نفس هذا الوقت من العام الماضي كانت أرقامنا مريحة إلى منتصف يناير ليتحول الوضع إلى وضع صعب، وإذا أردنا أن يكون العام المقبل أفضل حالاً فعلينا جميعاً أن نسعى للحفاظ على قطاعنا الصحي باتخاذ الإجراءات الاحترازية.

ونوه معاليه إلى عدم وجود توجه لجعل الجرعة الثالثة والمعززة إلزامية، ولكن الدراسات أوضحت أن الجرعة الثالثة والمعززة تزيد الحماية من المتحور أوميكرون.

الوضع الوبائي

وقال معالي الدكتور وزير الصحة: إن قرارات اللجنة العليا تسري حتى 31 يناير 2022 إذا لم يتغير الوضع للأسوأ ولكن أي قرار صدر وارد تغييره على ضوء الوضع الوبائي المحلي والإقليمي والعالمي، ويتطلب ممن يعاني من أي أعراض تنفسية مثل التهاب وألم الحلق وسيلان الأنف والحمى البقاء بالمنزل وعزل نفسه حماية له وللمجتمع، نظراً لكون هذه الأعراض تتشابه بين المتحورات.

وأشار معاليه إلى أن قرارات اللجنة العليا تنظر إلى كافة المعطيات وتكون مبينة أيضاً على معطيات الوضع الوبائي المحلي والإقليمي والدولي وليس على التنبؤات .. مشيراً إلى أن الحديث عن الجرعة الرابعة أو الجرعة السنوية سابق لأوانه، وقد يتجه فيروس كوفيد-19 إلى اتجاه انفلونزا «H1N1» .. مشيراً إلى أن القطاع الصحي يتابع مستجدات علاجات كوفيد-19 أي دواء أو لقاح تثبت فاعليته ومأمونيته لن تتأخر عن طلبه.

منع السفر

وأكد معاليه أن أول الحالات المسجلة بأوميكرون في سلطنة عمان مرتبطة بالسفر، ومنع السفر والحظر يؤخر وصول الفيروس للدول التي لم تكتشفه بعد، وإلغاء قرار تعليق القادمين من بعض الدول جاء لأسباب علمية، والقرارات وارد تغييرها اعتماداً على مدى تقيدنا بالإجراءات الاحترازية، كما بينت الدراسات في بعض الدول خطورة الوفاة لمصاب بكوفيد-19 تصل النسبة لـ40% لغير المطعمين.

وأضاف: أن تسهيلات التنقل بين سلطنة عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة ما زالت مستمرة، وهي فقط لمواطني الدولتين فيما يتعلق باعتماد فحص البلمرة لمدة 14 يوماً .. مضيفاً: نأمل أن يكون الإقبال لتلقي الجرعة الثالثة والمعززة من الجميع، ومتابعة تطبيق قرارات اللجنة العليا والإجراءات الاحترازية الوقائية هي مسؤولية الجميع، والتعاون مطلوب والمسؤولية لابد أن تكون نابعة من إحساسنا بأهمية حماية أنفسنا ومجتمعنا.

النظام الصحي

وقال الدكتور سيف بن سالم العبري مدير عام مراقبة ومكافحة الأمراض بوزارة الصحة: إن أكثر من 106 دول سجلت حالات لمتحور أوميكرون وكثير من الدول بدأت بتسجيل نقل محلي لهذا المتحور، إذ أظهرت المؤشرات أن انتشار المتحور أوميكرون أكثر بكثير من المتحورات الأخرى، إذ يمكن لأوميكرون أن يصيب الأشخاص المصابين مسبقاً، وتصميم التطعيمات هدفه الأساسي منع الوفاة وليس مستغرباً أن يصاب المطعمون بالمرض.

وأشار إلى أن إصابات أوميكرون طفيفة مقارنة بالمتحورات الأخرى ولكن الخطورة في سرعة الانتشار لذلك نتوقع زيادة في عدد المنومين مما قد يشكل ضغطاً على النظام الصحي، ووجود التحصينات عنصر واق جداً لذلك من الصعوبة مقارنة حدة أوميكرون بالمتحورات الأخرى بسبب انتشار التطعيم والمناعة الطبيعية، مشيراً إلى أن السلطنة سجلت 16 حالة أوميكرون مؤكدة وهناك 90 حالة مشتبه بها وجاري التحقق منها بالتسلسل الجيني، والحالات المؤكدة ممن تلقوا تطعيم كوفيد-19 وأعراضهم خفيفة ولم يتطلب تنويمهم لتلقي العلاج.

فحوصات سريعة

وأضاف: لمن يعاني من أعراض الزكام واشتباه كوفيد-19 هناك آلية للتعامل معهم وتتوفر فحوصات سريعة في المراكز الصحية، ويوجد 13 مركزاً صحياً في المحافظات تقوم بجمع عينات كوفيد-19 ومن الفحوصات المخبرية قد تعطي بعض الدلائل عن الفيروس وتحول إلى المختبرات لعمل التسلسل الجيني .. مضيفاً: ارتفعت الاثنين (الماضي) نسبة إيجابية الفحوصات إلى 1.7% بسبب الحالات المسجلة.

ونبه أن الآن موسم الانفلونزا في سلطنة عمان وكنا نرصد دائماً هذه الحالات ولا يوجد ارتفاع لما يسجل الآن مقارنة بالأعوام السابقة، وعلى المستوى العالمي في عام 2020 سجل انخفاضاً حاداً للانفلونزا الموسمية بسبب التقيد بالإجراءات الاحترازية.

وأكد أن الحالات المنومة في المستشفيات أغلبهم من غير المطعمين، و69 حالة كوفيد-19 سجلت الأحد واحدة منها فقط مرتبطة بالسفر، مؤكداً أن عدد المنومين بسبب «H1N1» خلال الأسابيع الماضية اكثر من المرقدين بسبب كوفيد-19.

الفئة المستهدفة

وقال بدر بن سيف الرواحي مدير مكافحة الأمراض المعدية بوزارة الصحة: أوضحت الدراسات أن تلقي جرعتين من لقاح كوفيد-19 تعطي مناعة بنسبة 22% من متحور أوميكرون وتلقي الجرعة المنشطة تزيد من هذه النسبة، والجرعة الثالثة تعتبر جرعة أساسية للأشخاص ممن يتلقون علاجات مثبطة للمناعة وتعطى بعد شهر إلى 3 أشهر من تلقي الجرعة الثانية، أما الجرعة المنشطة فهي للجميع فوق سن 18 سنة وتحفز الجهاز المناعي، ونتوقع السيطرة على المتحور أوميكرون في حال تلقي الأغلبية الجرعة الثالثة والمعززة، حيث ترفع المناعة إلى 75%.

وأشار إلى أنه لا توجد دراسات تثبت تزايد حالات الإغماء أو السكتات القلبية كنتيجة للتطعيم ولكن زاد تسليط الضوء عليها إعلامياً .. مشيراً إلى أن حوالي 230 ألف شخص «مواطن ومقيم» لم يتلق أي جرعة تطعيم إلى الآن، وحتى نصل للمناعة المجتمعية علمياً نحن بحاجة إلى زيادة عدد المطعمين في سلطنة عمان.

 المصدر: عُمان