ندم نهاية العام.. لماذا لم ننجح في تحقيق أهدافنا السنوية المثالية؟

حول الخبر: المعيار الصحيح للندم هو الذي يؤدي للإنابة، فيتوقف عند محاسبة الذات وتصحيح المسار.
السمة المميزة للمتشائمين هي أنهم يميلون إلى الاعتقاد بأن الأحداث السيئة ستستمر لفترة طويلة (بيكسابي)
السمة المميزة للمتشائمين هي أنهم يميلون إلى الاعتقاد بأن الأحداث السيئة ستستمر لفترة طويلة (بيكسابي)

نشر في: السبت,25 ديسمبر , 2021 4:16م

آخر تحديث: السبت,25 ديسمبر , 2021 9:45ص

جاء ديسمبر/كانون الأول، ليعلن نهاية عام آخر، ولننظر إلى أجندة العام المنصرم ونتذكر همّة أول أيامه ووعودنا لأنفسنا التي لم نوفيها، فلا ترقينا في عملنا ولا تعلمنا تلك المهارة الجديدة، ولا وصلنا للوزن المرغوب، وما زالت العلاقات الأسرية مليئة بالأحداث الدرامية.

عام يحتضر ومعه ثقتنا في قدرتنا على الإنجاز، فلا تشتعل همّة العام الجديد ولا يتركنا الندم على ما فات. فكيف نتعامل مع هذه الهموم؟

تعريف الندم

هو شعور بالحزن والأسف على شيء قمنا به أو نتمنى لو قمنا به، وعلى الرغم من كثرة الحديث عن عدم جدوى الندم، فإنّ الشعور به ليس فقط طبيعيا ولكن من علامات الصحة النفسية والعقلية، فمن أعراض بعض الاضطرابات في الشخصية وبعض إصابات المخ ألا يندم الإنسان مهما أخطأ.

يقول الدكتور جيمس توبين -وهو مختص علم النفس بولاية كاليفورنيا- في مقال له إن “الندم هو مصدر البصيرة والتعلم، ويدعم نموّ الشعور بفائدة وقيمة الفرص والعلاقات وهشاشة الحياة ككل”.

وفي مقال عن فضيلة الندم بعنوان “الندم ليس سيئا دائما، والشعور به قد يكون فاضلا حقا” (Regret Isn’t Always Bad, and Feeling It May Actually Be Virtuous) في موقع “علم النفس اليوم” (Psychology Today)، يقول مارك وايت رئيس قسم الفلسفة بجامعة ستاتن أيلاند -جامعة مدينة نيويورك- إنّ الندم مشابه للطريقة التي يمكن أن يكون فيها الغضب فضيلة ملائمة، على سبيل المثال، عند مواجهة الظلم”.

ميزان الندم الصحي

المعيار الصحيح للندم هو الذي يؤدي للإنابة، فيتوقف عند محاسبة الذات وتصحيح المسار. أمّا إن حبسنا في لحظة ما مع الحزن واليأس فقد صار هدّاما يجب معالجته.

المعيار الصحيح للندم هو الذي يؤدي للإنابة، فيتوقف الإنسان عند محاسبة الذات ليقوم بتصحيح المسار (بيكسلز)

أعراض الندم

وفق كاثرين شولز مؤلفة “أن تكون مخطئا: مغامرات في هامش الخطأ” (Being Wrong: Adventures in the Margin of Error) فإن أركان الندم هي:

ـ الإنكار: نريد أن يختفي ما يزعجنا من تلقاء نفسه.

ـ الانفصال عن الفعل: يتساءل الشخص “كيف فعلت هذا؟ كأن الجزء الذي اتخذ القرار منفصل عن الشخص المتسائل.

ـ العقاب الذاتي: قد يكون بإهانة النفس “لم أر أحدا بغبائي، أنا فاشل”.

ـ الاجترار: أي إعادة نفس الفكرة بشكل متكرر ومسيطر وغير مجد.

كيف نتعامل مع الندم؟

إدراك سمات الفكر التشاؤمي:

“السمة المميزة للمتشائمين هي أنهم يميلون إلى الاعتقاد بأن الأحداث السيئة ستستمر لفترة طويلة، وسوف يقللون من تأثير أخطائهم عليها. والمتفائلون الذين يواجهون نفس الضربات القاسية في هذا العالم، يفكرون في سوء الحظ بطريق معاكس. إنهم يميلون إلى الاعتقاد بأن الهزيمة انتكاسة مؤقتة أو تحدٍ، وأن أسبابها تقتصر فقط على هذه الحالة الفردية” (مارتن سيليغمان، رائد علم النفس الإيجابي،، تعلم التفاؤل، 1991).

الكتابة:

الورقة والقلم والنظر من أعلى لكل ما أتممناه بدلا من التركيز على النواقص أقرب لضبط الحسابات مع النفس. فربما لم نحصل على الترقية التي كنا نأملها، لكننا اقتربنا منها أو نجحنا في مشروع وكّل إلينا، او تعلمنا مهارة جديدة ستؤتي ثمارها مستقبلا. الأمر ليس إما نجاحا وإما إخفاقا، هناك مساحة كبيرة في المنتصف.

النظر من أعلى لكل ما أتممناه بدلا من التركيز على النواقص أقرب وسيلة لضبط الحسابات مع النفس (بيكسابي)

الواقعية:

كثير من الناس حين يحلمون يضعون أهدافا وكأنها لأشخاص آخرين لا يعرفون قدراتهم الحقيقية. أو يكتبون هدفا دون التفكير في خطواته وزمن تحقيقه مع ظروفهم الحالية. والحل هنا هو تعلم التخطيط بواقعية بدون جلد للذات، فالأب الذي لم يلتزم الصالة الرياضية بعد عمله اليومي، ليس ضعيف الإرادة بل ألزم نفسه بما لا تستطيع.

والأم التي تحلم بأن تكتب كتابا في 6 أشهر بينما أولادها ما زالوا يستيقظون خلال الليل فهي ليست كسولة لكنها قاسية على نفسها ولا تدرك التأثير السلبي للإرهاق على الإنتاجيّة والإبداع.

المثالية:

يحبس البعض نفسه في قفص المثالية، فإن لم تكن النتيجة تامة فإنهم يندمون على تقصير قد لا يكون موجودا.

البيئة المحفّزة:

لكل منا نظام يساعده على التقدم. فمنا من يتحمس مع المجموعة ومنا من ينطلق بالعزلة والتركيز. منا من يحتاج لمؤثر خارجي، ومنا من يجب أن يقتنع بالهدف دون أي ضغط خارجي. إن لم تتوّفر لك البيئة الصحيحة فأنشئها بنفسك.

فإن كنت تحتاج إلى هدوء، فأغلق عليك بابا وإن كان حتى باب السيارة. وإن كنت تحتاج لصحبة، فابحث عمن يعمل معك في نفس الوقت ولو عن طريق مكالمة فيديو. وإن كنت ممّن تأتنس بالنّاس دون مقاطعة، فالأماكن العامة والمكتبات توّفر ذلك. المهم أن تختار المناخ المناسب لشخصيتك وأن تكف عن لوم نفسك إن لم تلائم المناخ.

الندامة شعور ثقيل جميعنا يبغضه، لكن أيسر وسيلة لتخفيف هجماته هي التصالح معه كإحساس صحي طبيعي يدفعنا للأفضل ويرقق قلوبنا لغيرنا ويكسبنا مرونة وفهما يزيد من قوتنا النفسية لكي يكون العام القادم أصدق ونكون فيه أكثر صلابة.

المصدر: مواقع إلكترونية ـ التأمل

شارك الآخرين:

إرسال
شارك
غرّد

اختيار المحرر.. فيديوهات قد تعجبك

قد يُعجبك أيضًا:

تابعنا: