ما مسافة التباعد البدني الموصى بها للوقاية من المتحور “أوميكرون” (Omicron)؟ وهل حدثت طفرة أوميكرون بسبب انخفاض معدلات التلقيح؟ وهل اختبار “تفاعل البوليميراز المتسلسل” (PCR) الحالي صالح للكشف عن أوميكرون؟ وما السيناريوهات حول مستقبل سلالة أوميكرون؟
ما مسافة التباعد البدني الموصى بها للوقاية من أوميكرون؟
يقول المكتب الإقليمي لشرق المتوسط في منظمة الصحة العالمية إن أكثر الخطوات فعالية التي يمكن للأفراد اتخاذها للوقاية هي:
الحفاظ على التباعد البدني مسافة لا تقل عن متر واحد
1 ـ ارتداء كمامة مناسبة.
2 ـ فتح النوافذ لتحسين التهوية.
3 ـ تجنب الأماكن السيئة التهوية أو المزدحمة.
4 ـ الحفاظ على نظافة اليدين.
5 ـ تغطية الوجه بالمرفق أو بمنديل ورقي عند السعال أو العطس.
6 ـ الحصول على اللقاح.
هل اختبارات “بي سي آر” صالحة لأوميكرون؟
ما زالت اختبارات “تفاعل البوليميراز المتسلسل” المستخدمة على نطاق واسع تكتشف حالات العدوى، ومنها العدوى بأوميكرون. وتجرى حاليا دراسات لتحديد إذا ما كان قد حدث أي تأثير على الأنواع الأخرى من الاختبارات، ومنها اختبارات الكشف السريع عن المستضدات، وفقا للمكتب الإقليمي لشرق المتوسط في منظمة الصحة العالمية.
ويكشف هذا الاختبار المادة الجينية من كائن حي معين، مثل الفيروس؛ إذ يكتشف الاختبار وجود الفيروس إذا كان لدى الشخص وقت الاختبار، كما يمكنه أيضًا اكتشاف أجزاء من الفيروس حتى بعد انتهاء العدوى، وفقا لكليفلاند كلينيك.
ويقوم مقدم الرعاية الصحية بأخذ مسحة من الأنف، ثم ترسل إلى المختبر، كما يمكن أخذ مسحة من البلعوم.
يتم إرسال العينة إلى المختبر، حيث يتم عزل واستخلاص المادة الوراثية منها، بعدها تستخدم مواد كيميائية وإنزيمات خاصة وجهاز “بي سي آر” يسمى “المدور الحراري” (thermal cycler).
وتعمل كل دورة تسخين وتبريد على زيادة (تضخيم) كمية المادة الجينية المستهدفة في أنبوب الاختبار.
وبعد عدة دورات، توجد ملايين النسخ من جزء صغير من المادة الوراثية للفيروس في أنبوب الاختبار. وتنتج إحدى المواد الكيميائية الموجودة في الأنبوب “ضوءًا فلورسنتًا” (fluorescent light) في حال وجود فيروس كورونا في العينة.
وبمجرد تضخيمها بدرجة كافية، يمكن لجهاز “بي سي آر” اكتشاف هذه الإشارة. ويستخدم العلماء برامج حاسوبية خاصة لتفسير الإشارة على أنها نتيجة اختبار إيجابية.
هل حدثت طفرة أوميكرون بسبب انخفاض معدلات التلقيح؟
يقول المكتب الإقليمي لشرق المتوسط إن الإنصاف في إتاحة اللقاحات قضية رئيسية تحتاج إلى حل. وهذا المتحور الجديد الذي نشأ في بلد تنخفض فيه معدلات التلقيح -جنوب أفريقيا- يثبت أنه إذا لم تبذل جهود أكبر لتحسين التلقيح في جميع أنحاء العالم، فسيستمر ظهور المخاطر في جهات مختلفة من العالم.
لماذا أطلقت منظمة الصحة العالمية على هذا المتحور الجديد اسم أوميكرون؟
تستخدم منظمة الصحة العالمية حروف الأبجدية اليونانية (مثل ألفا وبيتا وغاما ودلتا) لتسمية المتحورات الجديدة لفيروس كوفيد-19، بالإضافة إلى أسمائها العلمية، لتسهل على عامة الناس التمييز بينها، مع تجنب الإساءة إلى أي جماعات ثقافية أو اجتماعية أو وطنية أو إقليمية أو مهنية أو عرقية. وأوميكرون هو الحرف الخامس عشر في الأبجدية اليونانية.
ماذا نعرف عن أوميكرون؟
وفقا لبيان المكتب الإقليمي لشرق المتوسط، فالمعطيات هي التالي:
القدرة على الانتقال..
ليس من الواضح حتى الآن إذا ما كان أوميكرون ينتشر بسرعة أكبر مقارنة بالمتحورات الأخرى، ومنها المتحور دلتا. وقد ارتفع عدد الذين ثبت بالاختبار إصابتهم في المناطق المتضررة من هذا المتحور في جنوب أفريقيا، ولكن لا تزال الدراسات جارية لفهم إذا ما كان ذلك بسبب أوميكرون أو عوامل أخرى.
شدة المرض..
لم يتضح حتى الآن إذا ما كانت العدوى بأوميكرون تسبب مرضا أشد مقارنة بالعدوى بالمتحورات الأخرى، ومنها دلتا. ولا توجد حاليا معلومات تشير إلى أن الأعراض الناجمة عن أوميكرون تختلف عن الأعراض الناجمة عن المتحورات الأخرى. وجميع متحورات كوفيد-19، ومنها المتحور دلتا، يمكن أن تسبب المرض الوخيم أو الوفاة لأشد الناس ضعفا، ولذلك تظل الوقاية دائما هي الأساس.
فعالية العدوى السابقة..
تشير البيانات الأولية إلى احتمال زيادة خطر تكرار العدوى بالمتحور أوميكرون مقارنة بالمتحورات الأخرى المثيرة للقلق، ولكن المعلومات ما زالت محدودة.
ما سيناريوهات مستقبل سلالة أوميكرون؟
السيناريو الأول هو أن أوميكرون شديد العدوى، وينتشر في كافة أنحاء العالم وينتصر على كافة المتحورات الأخرى ومن بينها دلتا. وبالتالي، ستكون كل السلالات الجديدة في المستقبل منحدرة من أوميكرون، وذلك وفق ما كتبه في صحيفة “نيويورك تايمز” (The New York Times) كل من جيسي بلوم -أستاذ في مركز “فريد هاتشينسون” لأبحاث السرطان في سياتل وباحث في معهد “هوارد هيوز” الطبي- وسارة كوبي أستاذة في قسم البيئة والتطور بجامعة شيكاغو.
وهناك سيناريو آخر، وهو أن ينتشر أوميكرون في مناطق معينة من العالم، وفي النهاية يتبين أنه أقل عدوى من متحورات أخرى، ثم يختفي من المشهد، وهو ما حدث مع كل من “ألفا” (Alpha) و”بيتا” (Beta) في الجزء الأول من 2021.
وسواء انتصر “أوميكرون” على بقية السلالات أم لا، يبدو أنه سيسبب ارتفاعا في عدد حالات العدوى حول العالم، ونتائج هذا الانتشار ستتحدد بحسب مستوى المناعة في كل بلد، وقوة المنظومة الصحية، والإجراءات الحكومية المتخذة، إلى جانب عوامل طبيعية مثل التغيرات الموسمية ودرجات الحرارة والرطوبة، وهي مؤثرات لا يزال العلماء حتى الآن عاجزين عن فهمها بشكل جيد.
وأوميكرون حتى وإن كان شديد العدوى لكنه ضعيف التأثير على الجسم، تماما مثل سلالة دلتا، فإنه إذا انتشر على نطاق واسع سيؤدي لضغط على المستشفيات، بسبب ارتفاع أعداد المصابين.
ولكن يمكن لبعض الإجراءات السيطرة على انتشار السلالات والمساعدة في مواجهتها. وتتضمن هذه الإجراءات زيادة نسبة الملقحين، وتكثيف الاختبارات السريعة، والحرص على تهوية الأماكن المغلقة، والتشجيع على ارتداء الكمامات، ومساعدة الناس على التعرف على أعراض المرض بشكل مبكر، ودعمهم عندما يضطرون للقيام بإجراءات العزل الذاتي.
ويقول الكاتبان:
إن هناك أدلة على أن الحصول على جرعة ثالثة يزيد من مستوى الحماية التي تحققت في وقت سابق بفضل اللقاح. وبالنظر إلى كثرة الطفرات التي وقعت في سلالة أوميكرون، فإنه قد يكون ضروريا في النهاية إنتاج لقاح جديد موجه لهذه السلالة.
هل ستكون المناعة التي اكتسبناها قادرة على حمايتنا من الأعراض الخطيرة عند الإصابة بأوميكرون؟
يقول الكاتبان:
إنه حتى لو فشلت الأجسام المضادة في التصدي لأوميكرون، فإن “الخلايا التائية” (T Cells) وأجساما مضادة أخرى التي طورناها بفضل اللقاح والإصابة السابقة، قد توفر لنا بعض الحماية من ظهور أعراض خطيرة.
هذا يعني أن ارتفاع معدلات العدوى لن يؤدي بالضرورة إلى ارتفاع معدلات الوفيات والإيواء في المستشفى، كما حدث في الموجات السابقة، غير أن قياس هذا الأمر بشكل دقيق يتطلب تجميع البيانات، من المؤسسات الصحية ومراكز الدراسات الوبائية بعد فترة من الزمن.
تعبيرية
وعلى سبيل المثال:
من الممكن أن يتبين لاحقا أن أوميكرون يسبب الأعراض الخفيفة لدى الحاصلين على اللقاح والمصابين سابقا، إلا أنه قد يهدد حياة من ليس لديهم أي مناعة ضده. وهذا الأمر قد يؤدي مرة أخرى إلى اكتظاظ المستشفيات وانهيار المنظومة الصحية.
المصدر: الجزيرة + دويتشه فيله + منظمة الصحة العالمية + التأمل