بقي الناس أوفياء لعجائب الدنيا السبع ردحا طويلا وربما مبالغ فيه من الزمن، ولقد كرّسها عجائبيا رحالة يونانيون جالوا في المناطق المجاورة، فأتت اللائحة غير عالمية.

ولا تشمل عجائب الدنيا القديمة فعلا أضخم أو أهم ما كان في عصر هؤلاء الرحالة، بعد تنقلهم بين مصر وبابل وبلاد فارس وتركيا واليونان.

كيف ولدت فكرة عجائب الدنيا السبع؟

جاءت عجائب الدنيا السبع أمثلة لإسهامات حضارات البحر الأبيض المتوسط ​​والشرق الأوسط القديمة، حيث يوجد ماض غني بالإنشاءات التاريخية التي تحكي قصص الإنجازات البشرية.

ودوّن المسافرون الهيلينيون هذه الهياكل بعناية في أدلة السفر والأعمال الفنية والقصائد، كما يذكر موقع ناشيونال جيوغرافيك، مشيرا إلى إنه على الرغم من أن قوائم العجائب أُنشئت في وقت مبكر من القرن الخامس قبل الميلاد، فإن الكاتب اليوناني أنتيباتر الصيداوي (نسبة إلى صيدا أو صيدون على الساحل اللبناني الجنوبي) في القرن الثاني، احتفل شعرا بهذه الأعمال البطولية للقدرة البشرية في القرن الثاني، فكرسها أكثر.

الاهرام الثلاث وبينها الهرم الاكبر خوفو من عجائب الدنيا السبع القديمة الذي لا زال الوحيد الصامد حتى هذا العصر-

الأهرامات الثلاثة -وبينها الهرم الأكبر خوفو- من العجائب القديمة، وهو الوحيد الصامد منها حتى هذا العصر (بكسل)

ما عجائب الدنيا السبع القديمة؟

وتضم عجائب الدنيا السبع القديمة من العالم:

ـ حدائق بابل المعلقة.
ـ معبد أرتميس في أفسس.
ـ تمثال زيوس في أوليمبيا.
ـ ضريح موسولوس في هليكارناسوس.
ـ تمثال رودس.
ـ منارة الإسكندرية.
ـ هرم الجيزة.
ـ حدائق بابل المعلقة

تذكر موسوعة قصة الحضارة للكاتب ويل ديورانت -التي أكملتها زوجته إيريل بعد وفاته- (في الجزء الثاني، ص 199) أحد عجائب الدنيا السبع.

وهي:

الحدائق المعلقة في بابل التي بناها نبوخذ نصر بعد زواجه من ابنة سيكسارس ملك الميديين، وكانت الأميرة تحن إلى خضرة بلادها، ولهذا بنى لها حدائق عجيبة فيها الأشجار والأزهار العطرة والمتنوعة، وجعل ترعا من نهر الفرات تمر بها وتصل إلى أعلى طبقة منها بآلات مائية.

ويعتقد أن الحدائق المعلقة قد شُيدت قبل حوالي 600 سنة من الميلاد، إذ لا يوجد ما يدل فعلا على وجودها.

معبد أرتميس في أفسس

يذكر ديورانت في الجزء السادس ص 261 معبد أرتميس اليوناني حيث تعبد آلهة شرقية للأمومة والخصوبة، دمر الهيكل وأعيد بناؤه مرتين وكان أكبر هيكل يوناني في حينه. وكان يعلو 115 مترا بعرض 55 مترا، ولم يبق إلا القليل من حطامه اليوم.

وهذا المعبد الذي كان موجودا في أفسس غرب تركيا اليوم، قال فيه فيلو البيزنطي: “لقد رأيت أسوار بابل القديمة، وحدائقها المعلقة، وتمثال زيوس الأولمبي، وتمثال رودس العملاق، والأعمال الجبارة للأهرامات المرتفعة، وقبر موسولوس. ولكن عندما رأيت الهيكل في أفسس يرتفع إلى الغيوم، وضعت كل هذه العجائب الأخرى في الظل”، بحسب ما ذكر موقع ناشيونال جيوغرافيك.

تمثال زيوس في اليونان

يوجد في غرب اليونان في أولمبيا تمثال زيوس الذي يعد واحدا من العجائب، وكان من أكثر التماثيل شهرة في الزمن القديم، وكان يرتفع 12 مترا، لكنه دمر في زلزال بالقرن الخامس قبل الميلاد.

ضريح موسولوس في مدينة هليكارناسوس

ضريح موسولوس الذي بني بين 353 و350 قبل الميلاد، من قبل مهندسين معماريين يونانيين. تم إنشاؤه للإمبراطور الفارسي وزوجته وشقيقته، ويبلغ ارتفاعه حوالي 41 مترا، ولم تترك سلسلة من الزلازل إلا بضع قطع متناثرة من أساسه.

تمثال رودس

لطالما استقبل تمثال إله اليونان أبولو زوار جزيرة رودس القديمة شرق بحر إيجة، وقد نحت بين 292 و280 قبل الميلاد، بارتفاع 33 مترا، وسمي بعملاق رودوس. وكان التمثال نصبا تذكاريا للنصر بمناسبة هزيمة جيش ديميتريوس الغازي عام 304 قبل الميلاد.

ولم يصمد سوى 56 عاما فقط، إذ دمره زلزال عام 224 قبل الميلاد.

أحد شواطئ الاسكندريةأحد شواطئ الإسكندرية حاليا التي كانت فيها “منارة الإسكندرية” إحدى عجائب الدنيا القديمة (الجزيرة)

منارة الإسكندرية

صمدت منارة الإسكندرية التي شيدت في جزيرة فاروس على ميناء الإسكندرية حتى عام 965 للميلاد، حين تأثرت بشكل بالغ بزلزال تلته عدة زلازل، واختفت تماما بحلول عام 1480. وكان تشييدها قد اكتمل بين 285 و247 قبل الميلاد. وتعتبر هذه المنارة الأثرية تحفة فنية، وكانت بمثابة نموذج لجميع المنارات التي جاءت بعدها، وقد بلغ طولها 107 أمتار.

هرم الجيزة خوفو

وقد دمرت جميع عجائب الدنيا السبع القديمة ما عدا هرم الجيزة خوفو، وهو مسجل ضمن مواقع اليونسكو للتراث العالمي، وشيد قبل الميلاد بأكثر من ألفي عام، ويبلغ ارتفاعه حوالي 150 مترا.

كيف ولدت فكرة عجائب الدنيا السبع الجديدة؟

ولأن عجائب الدنيا السبع طاعنة في القدم وأكثرها اندثر، كان لا بد من إجراء تحديث. ولذلك أطلقت مؤسسة “نيو وندرز” (New7wonders) السويسرية عام 2000 حملة لتحديد عجائب الدنيا السبع الجديدة، وبقي هرم الجيزة المشارك الوحيد فيها لا يزال قائما.

وصوّت أكثر من 100 مليون على الإنترنت أو عن طريق الرسائل النصية للعجائب الجديدة، وصدرت النتائج النهائية التي تم الإعلان عنها، وقوبلت بالهتافات وكذلك بعض السخرية بحسب موقع بريتانيكا.

ما عجائب الدنيا السبع الجديدة؟

تم الإعلان عن عجائب الدنيا السبع الجديدة في 7 يوليو/تموز 2007 (7/ 7/ 2007)، ويعد هذا التصويت الأضخم عالميا حيث اختيرت 7 عجائب جديدة، وهي:

1 ـ سور الصين العظيم، في الصين.
2 ـ هرم تشيتشن إيتزا، في يوكاتان بالمكسيك.
3 ـ البترا، في معان بالأردن.
4 ـ مدينة ماتشو بيتشو القديمة، في كوزكو بالبيرو.
5 ـ تمثال المسيح الفادي، في ريو دي جانيرو، بالبرازيل.
6 ـ الكولوسيوم، في روما، بإيطاليا.
7 ـ تاج محل، في آغرا، بالهند.

سور الصين العظيم

يعتبر سور الصين العظيم أضخم بناء في العالم، وقد بدأ العمل به في القرن 7 قبل الميلاد واستمر بناؤه ألفي عام.

سور الصين العظيم بدأ بناؤه قبل الميلاد واستمر لما بعده – بكسلسور الصين العظيم بدأ بناؤه قبل الميلاد واستمر لما بعده (بكسل)

هرم تشيتشن إيتزا

يوجد هرم تشيتشن إيتزا في يوكاتان في المكسيك لقبيلة المايا، ويرتفع 24 مترا.

هرم تشيتشن ايتزا المدرج في مدينة قليلة المايا القديمة – بكسلهرم تشيتشن إيتزا لقبيلة المايا القديمة بالمكسيك (بكسل)
مدينة البترا

بترا المدينة الأردنية الأثرية التي اتخذها الأنباط عاصمة لهم، وحفروا في صخرها الوردي مساكنهم ومعابدهم وقبورهم.

مدينة ماتشو بيتشو القديمة

ماتشو بيتشو في كوزكو بالبيرو، وهو معقل حضارة الإينكا السري، ويتطلب الوصول إلى قمة هذا الجبل الصعود على “سلالم الموت”، وهي سلالم حجرية بناها الإينكا، تؤدي إلى قمة هواينا بيتشو في القرن 15.

ماتشو بيتشو بنيت في البيرو على سفح جبال الانديز في منتصف القرن الخامس عشر- بكسلماتشو بيتشو بنيت في البيرو على سفح جبال الأنديز في منتصف القرن 15 (بكسل)

تمثال المسيح الفادي

تمثال المسيح الفادي في ريو دي جانيرو بالبرازيل، على قمة جبل كوركوفادو، ويبلغ طوله 30 مترا وبني عام 1926.

تمثال المسيح الفادي في ريو دي جينيرو في البرازيل – بكسلتمثال المسيح الفادي في ريو دي جينيرو بالبرازيل من عجائب الدنيا السبع الجديدة (بكسل)

الكولوسيوم

الكولوسيوم في روما، وهو إنجاز هندسي رائع يستوعب 50 ألف متفرج، شاهدوا أنواعا مختلفة من المصارعة. بني في القرن الأول.

كولوسيوم روما الشهير المسرح الأكبر للمصلرعة بين الناس وبين الناس والحيوانات- بكسلكولوسيوم روما الشهير كان المسرح الأكبر للمصارعة (بكسل)

تاج محل

تاج محال في آغرا، وهو الضريح الأكثر شهرة في الهند، بناه في القرن السابع عشر الإمبراطور شاه جهان تكريما لزوجته ممتاز محل التي توفيت وهي تضع مولودها الرابع عشر.

تاج محال في الهند من عجائب الدنيا السبع الجديدة وهو ضريخ لزوجة الامباطور- بكسلتاج محل في الهند هو ضريح لزوجة الإمبراطور (بكسل)

ما عجائب الدنيا السبع الطبيعية؟

أما عجائب الطبيعة السبع، بحسب موقع (New 7 wonders)، فهي:

1 ـ غابات ونهر الأمازون في أميركا الجنوبية.

منظر جوي لغابة المانغروف الخضراء والمناظر الطبيعية لنهر الأمازون (شترستوك)

2 ـ تمساح أو تنين الكومودو في آيسلندا

جزيرة كومودو واحدة من عجائب الطبيعة السبع (شترستوك)

3 ـ خليج ها لونغ باي في فيتنام

خليج ها لونغ بمقاطعة كوانج نينه في فيتنام من عجائب الطبيعة السبع (شترستوك)

4 ـ جبل تيبل المعلق في جنوب أفريقيا

جبل تيبل من عجائب الطبيعة السبع (مواقع التواصل)

5 ـ نهر بي بي الجوفي في الفلبين.

نهر بي بي الجوفي في الفلبين

6 ـ شلالات إجوازو بين البرازيل والأرجنتين.

شلالات إجوازو واحدة من عجائب الطبيعة السبع (غيتي)

7 ـ جزيرة جيجو في كوريا الجنوبية.

جزيرة جيجو من عجائب الطبيعة السبع (شترستوك)

لماذا اعتمد الرقم 7 في اختيار عجائب الدنيا؟

يبدو أن للرقم 7 أهمية كبيرة، فلقد كان بارزا قبل وجود الديانات التوحيدية والديانات الأخرى في الحضارات القديمة، فكانت الأيام سبعة بأسماء الكواكب السبعة التي كانت معروفة سابقا في بلاد ما بين النهرين ومصر القديمة، حتى أن ألوان قوس قزح 7.

ويمنح فيثاغورس اهتماما خاصا بالرقم 7، فهو مجموع 3 الروحي و4 المادي، وكذلك لوجود 7 نغمات في السلم الموسيقي، كما أنه تم اختيار تاريخ 7/ 7/ 2007 للإعلان عن عجائب الدنيا السبع الجديدة.

للرقم 7 أهمية كبيرة، فلقد كان بارزا قبل وجود الديانات التوحيدية والديانات الأخرى في الحضارات القديمة ولهذا تم اختيار 7 عجائب (شترستوك)

هل زرت إحدى عجائب الدنيا السبع؟

يعرض موقع العجائب السبع الجديدة فيديو لاختيار عجائب الدنيا السبع الجديدة من صنع الإنسان، وعجائب الطبيعة السبع الجديدة، وعجائب المدن السبع الجديدة، عبر التصويت الأضخم عالميا، مشيرا إلى الأهمية الاقتصادية لهذه الحركة في كل العالم.

فهل زرت واحدة من عجائب الدنيا السبع القديمة أو الجديدة أو الطبيعية؟

المصدر: الجزيرة ـ التأمل