أوضحت دراسة بحثية بعنوان “عوامل الخطر لانتقال فيروس التهاب الكبد (ب) في سلطنة عمان ” التحديات الكبيرة التي تواجه الصحة العامة عالميا في انتشار هذا الفيروس.
وقد بينت الدراسة أن انتقال العدوى بين أفراد العائلة الواحدة وممارسة بعض السلوكيات كثقب الأذن (مثلا) بين الإناث والحلاقة بأدوات غير معقمة بين الذكور هي الأكثر خطرا في نقل الفيروس من عوامل انتقاله داخل المستشفيات.
كما أن التهاب الكبد الوبائي المزمن على المدى البعيد يؤدي إلى تليف الكبد وتكون سرطان الخلايا الكبدية.
وأشارت الدراسة التي نشرت في مجلة عُمان الطبية التي يصدرها المجلس العماني للاختصاصات الطبية إلى أنه ونظراً لقلة البحوث في هذا المجال.
فقد أجريت دراسة بحثية بهدف تحديد عوامل الخطر الأساسية للإصابة بفيروس التهاب الكبد (ب) في سلطنة عمان لتشمل جميع المرضى العمانيين البالغين المثبت إصابتهم بالتهاب الكبد الوبائي (ب) المزمن في كل من مستشفى جامعة السلطان قابوس ومستشفى قوات السلطان المسلحة في الفترة بين فبراير 2009 ويوليو 2013م.
حيث تم تحديد مدى انتشار عوامل خطر انتشار الفيروس الأساسية وذلك عن طريق إجراء مقابلة للمرضى المصابين أثناء زياراتهم الدورية لعيادة الكبد في كِلا المستشفيين وذلك باستخدام استبيان قياسي.
واعتمدت الدراسة إلى تقسيم عوامل الخطر بناء على العمر، والجنس، والمستوى التعليمي. وتمت مقابلة 274 مريضا، حيث وجدت نسبة الإصابة بين الذكور حوالي 52.2% وبلغ منتصف العمر للذكور 35.9 سنة في حين كانت النسبة بين الإناث 35.1%، كما أن 75.5% من المرضى كانوا في عمر 20-39 سنة.
وأكدت الدراسة التي أجراها كل من د. سعيد البوصافي، د. رحمة الحارثية، د. خالد النعماني، وهيفاء الزهيبية، ود. باتريشيا بريست أن فحص ما قبل الولادة كانت من أكثر الوسائل اعتمادا لتحديد عدوى الفيروس لدى الإناث، بينما كان فحص ما قبل التبرع بالدم الأكثر شيوعا لتحديد الإصابة لدى الذكور.
وأشارت الدراسة إلى تحديد مستويات المعرفة عن العدوى بالفيروس التي كانت ضئيلة جدا بين المرضى الذين شملتهم الدراسة وأكثر من نصف المرضى لديهم تاريخ عائلي يثبت الإصابة بالفيروس.
كما وجدت الدراسة ارتباطا كبيرا بين الإصابة بفيروس التهاب الكبد الوبائي( ب ) والفئات العمرية والمستوى التعليمي، وقد تم التوصل إلى وجود فرق واضح بين الجنسين وبين المجموعات العمرية الثلاث ( 23، 23-28، <28 ) للمصابين بالفيروس من أمهات ثبتت إصابتهم سابقا، وهناك أيضا فرق واضح إحصائيا بين مختلف المستويات التعليمية.
وتوصلت الدراسة إلى أن الاتصال المباشر للمصاب بفيروس التهاب الكبد الوبائي (ب) في العائلة والتعرض لسلوكيات عالية الخطورة كثقب الجسم والحلاقة هي من أهم عوامل الخطر الرئيسية لانتقال الفيروس بين المرضى العمانيين.
ويمكن الحد من انتقال فيروس التهاب الكبد (ب) في سلطنة عمان بإجراء الفحص الروتيني للنساء الحوامل قبل الولادة وزيادة التركيز على فحص الأشخاص المنتمين إلى الفئات الشديدة التعرض لخطر الإصابة بالعدوى.