كورونا سيكون سببًا في انهيار الكثير من العلاقات الزوجية.. كيف ولماذا؟

حول الخبر: الطبيب النفسي هولغر كونتسه: ضغوط كورونا أحدثت تدافعا حقيقيا من جانب الأزواج -الذين يعانون من مشاكل في علاقاتهم الزوجية- لتلقي المشورة، حيث زاد عددهم أكثر من الثلث.
العلاقات الزوجية
العلاقات الزوجية

نشر في: الأربعاء,6 أكتوبر , 2021 6:48ص

آخر تحديث: السبت,26 مارس , 2022 9:54م

تسببت أزمة فيروس كورونا في كثير من الضغط على العديد من جوانب حياتنا. كما أدت إلى تعرض كثير من العلاقات الزوجية لاختبار قاس.

ويشير دومينيك بورده -وهو مدرب علاقات في فيينا- إلى أن الأزمات تؤدي إلى زيادة حدة النزاعات التي لم يتم حلها، “تماما مثلما تؤدي المواد التي تحفز على اشتعال الحرائق”.

مشورة ومشاكل

ولا يعد “بورده” معالج العلاقات الوحيد الذي يتوقع حدوث موجة من حالات الانفصال والطلاق، على خلفية تفشي جائحة كورونا. فعلى سبيل المثال، يتحدث الطبيب النفسي هولغر كونتسه -الذي يقيم في برلين- عن حدوث تدافع حقيقي من جانب الأزواج -الذين يعانون من مشاكل في علاقاتهم الزوجية- لتلقي المشورة، مشيرا إلى أن عدد هؤلاء الأزواج زاد أكثر من الثلث.

ولا يمثل ذلك مفاجأة بالنسبة للمعالجين النفسيين. فلسبب من الأسباب، عادة لا يُظهر الأشخاص -الذين يشعرون بالخوف والذين يواجهون صعوبات كما حدث أثناء فترة تفشي الوباء- أنفسهم من أفضل جوانبها. وقد حوّلت الأزمة تركيز الكثير من الناس، كما اكتسب تحقيق الأحلام التي تراودهم منذ فترة طويلة إلحاحا جديدا. وصار الناس يسألون أنفسهم كيف يريدون أن يعيشوا حقا، ومع من.

هذا الصباح-كيف نواجه ظاهرة الطلاق المبكر؟
الأزمات تؤدي إلى زيادة حدة النزاعات التي لم يتم حلها (مواقع التواصل)

الوجود القسري

ويقسم كونتسه الأزواج الذين يعيشون معا إلى مجموعتين. وبالنسبة لإحدى المجموعتين، فإن الوجود القسري معا بالنسبة للزوجين يعد جحيما، حيث نتج عنه نزاعات استمرت لفترة طويلة، ورأى كثير من شركاء الحياة أن العلاقة لا تستحق أن تستمر.

أما في المجموعة الأخرى، فقد قام شركاء الحياة بجعل الأمور مريحة لأنفسهم. ويقول كونتسه “لقد أعادا التواصل بينهما واستمتعا بالوقت الطويل معا. إلا أن الروتين اليومي المعتاد قد عاد الآن، وصار لديهم نفس المشاكل والشعور بالإحباط”.

من ناحية أخرى، يقول بورده إن “القيود الكثيرة المفروضة على حريتنا جعلت الكثير منا يدرك أن الحياة ليست بلا نهاية، وأننا لن نعيش أبد الدهر لتحقيق الأحلام التي كنا دائما نؤجلها”.

ومن وجهة نظره، فإن أنواع الأزواج المعرضين بصورة خاصة لخطر الانفصال، هم الأكثر عرضة لإلقاء اللوم على بعضهم البعض بسبب الأمور التي تسير على نحو خاطئ.

وينطبق الشيء نفسه على أولئك الذين لم يتعلموا أبدا كيفية التحكم في عواطفهم وبناء العلاقات. ويقول بورده إن تحسين الذات هو أمر متاح إذا استغل هؤلاء الأزواج تجاربهم أثناء فترة الوباء.

الطلاق لا يحدث عن طريق الصدفة! إليك أهم 20 سببا يؤدي إلى الانفصال
أكثر الأزواج المعرضين لخطر الانفصال، هم من يقومون بإلقاء اللوم على بعضهم البعض بسبب الأمور التي تسير على نحو خاطئ (وكالات)

درس كورونا

وينصح كونتسه الأزواج بمناقشة ما تعلمه كل منهم أثناء أزمة تفشي فيروس كورونا، حيث من الممكن أن يكشف ذلك عن وجود أرضية مشتركة بينهما، وأن يسهل الوصول إلى حل وسط، ولكنه يضيف أنه من الممكن أن تصير لديهم مشكلة إذا اتضح أن أساليبهما مختلفة تماما.

ويقول كونتسه إنه “في حال كان أحد شريكي الحياة لا يرغب في استمرار أسلوب الحياة الزوجية الذي كان قائما قبل فترة الإغلاق، بينما يعتقد الآخر أن هذا هو الأسلوب الذي ينبغي أن يستمر، فإن ذلك سيؤدي إلى حدوث مشاكل في المستقبل”.

ولتوضيح وجهة نظره، يستشهد كونتسه بزوجين كانا يشتركان في حب ممارسة الأنشطة الثقافية قبل تفشي الوباء. ثم افتقد أحد شريكي الحياة بشدة عدم قدرته على الذهاب إلى الأوبرا والمسارح والمعارض أثناء فترة الإغلاق، بينما لم يفتقد الطرف الآخر ذلك واكتشف أنه من الممتع أكثر أن يكون موجودا في الأماكن المفتوحة ومحاطا بالطبيعة.

يقول كونتسه إن “شيئا كهذا من شأنه أن يتسبب في زعزعة كل شيء بالطبع”. ومن الناحية المثالية، يستخدم الأزواج هذه الاختلافات لإعادة ضبط علاقتهم التي يشبهها بـ”عملية الانسلاخ” لدى الحيوانات التي تتخلص من ريشها أو شعرها أو جلدها القديم لكي تترك مجالا لعملية نمو جديدة.

كورونا وآداب العمل من المنزل.. الملايين يجربون العمل عن بعد
مناقشة ما تعلمه كل من الزوجين أثناء أزمة تفشي كورونا قد تكشف وجود أرضية مشتركة بينهما (غيتي)

آفاق واعدة

وفي حال فشل الزوجان في التوفيق بين خلافاتهما وانقساماتهما، عادة ما يكون أحد شريكي الحياة هو المحرض على ذلك، ويتمكن من التغلب على مسألة الانفصال بقدر أكبر من السهولة. وعادة لا يكون القرار مدفوعا بالمشكلات الحالية فقط، ولكن أيضا مع وضع الماضي والمستقبل في الاعتبار، بمعنى أنه ربما لم تكن العلاقة مرضية أبدا، أو قد لا تكون آفاقها واعدة أو ربما تَوفر الأمران.

ويقول كونتسه إنه يتعين على الطرف المحرض أن يشرح دوافعه وأن يكون حساسا لمشاعر الطرف الآخر المرفوض، موضحا أنه “لا يجب أن يتجاهل المرء آلام شريك حياته بدون روية”.

ويقول “على سبيل المثال، مع استخدام العبارة المؤلمة “لنبقى أصدقاء”، يرغب الناس في أن يتم النظر إليهم، وأن يتم الاستماع إليهم، وأن يتم التعامل معهم على محمل الجد”.

شارك الآخرين:

إرسال
شارك
غرّد

اختيار المحرر.. فيديوهات قد تعجبك

قد يُعجبك أيضًا:

تابعنا: