موسم الهجرة إلى الريف.. العمل عن بعد بسبب كورونا يغري بترك حياة المدينة المزدحمة؟

حول الخبر: من الجيد أن يسأل المرء نفسه عن سبب رغبته في الانتقال في المقام الأول، وما إذا كان العيش في الريف سوف يناسبه بالفعل ويناسب أسرته.
قبل أن تقرر الانتقال إلى خارج المدينة عليك معرفة هل يتناسب هذا مع الوضع المهني لشريك الحياة ولرعاية الأطفال ومدارسهم
قبل أن تقرر الانتقال إلى خارج المدينة عليك معرفة هل يتناسب هذا مع الوضع المهني لشريك الحياة ولرعاية الأطفال ومدارسهم

نشر في: الخميس,16 سبتمبر , 2021 8:43ص

آخر تحديث: الخميس,16 سبتمبر , 2021 8:43ص

كان أحد انعكاسات تفشي وباء كورونا وما نتج عنه من التحول إلى العمل عن بعد، بالنسبة لكثير من الأشخاص، بمثابة إعادة تقييم لسبب اختيارهم العيش في مدينة باهظة الثمن، بدلا من الريف.

وأظهرت دراسات استقصائية أجريت مؤخرا أنه في ظل إظهار أماكن العمل لمزيد من المرونة بشأن ضرورة الحضور في المكاتب أثناء العمل، يفكر الكثير من الأشخاص حاليا في الخروج من حدود المدن المزدحمة والذهاب إلى مكان آخر.

يمكن للراغبين بالانتقال للريف الاتفاق مع الإدارة على الحضور إلى مكان العمل يومين فقط في الأسبوع والعمل من المنزل بقية الأيام

العمل خارج المدينة

ومن جانبه، يقول فولكر كليرشن، مدرب التوجيه الوظيفي المقيم في هامبورغ، إن قضاء زمن أطول أثناء انتقال العاملين من خارج المدينة لمكان العمل، يمكن تعويضه عن طريق تقليل حضورهم في المكتب، موضحا أنه “في كثير من الحالات، يمكن للعاملين الاتفاق مع رب العمل على الحضور إلى مكان العمل يومين فقط في الأسبوع والعمل من المنزل خلال الأيام الثلاثة المتبقية.

وبناء على مجالهم المهني، قد يتمكن بعض العاملين من التخلص من مسألة الانتقال المتعلقة بالذهاب للعمل تماما. وتقول كيرستين كوشلر-كاكوشكي، التي تعمل في وكالة توظيف بألمانيا “هناك أيضا طلب كبير على العمال المهرة في المناطق الريفية”.

وتوضح كيرستين أنه غالبا ما تواجه الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم في المناطق الريفية مشكلة في شغل الوظائف الشاغرة، ومن الممكن أن يكون الطلب متنوعا تماما.

من العيوب الصغيرة للعمل خارج المدينة هو عدم وجود الكثير من الخيارات لتغيير أصحاب العمل

خيارات العمل

ويعد أحد العيوب الصغيرة للعمل خارج المدينة هو عدم وجود الكثير من الخيارات لتغيير أصحاب العمل. وتقول كوشلر-كاكوشكي إنه من المعتاد أن يشغل شخص ما المنصب نفسه في شركة لسنوات إذا كان سعيدا في العمل وفي حالته المعيشية.

وبالطبع هناك الكثير من العوامل التي تشجع المرء على اتخاذ قرار الانتقال إلى خارج المدينة، أكثر من قدرة المرء على توفيق الأمور مع صاحب العمل.

قبل قرار الانتقال إلى الريف عليك أخذ حياة شريكك وأطفالك في الاعتبار

الحياة الأسرية

كما أن الكثير من الأشخاص لديهم شريك حياة وأطفال يجب أخذهم في الاعتبار أيضا عند اتخاذ هذا القرار، مثل: هل يتناسب قرار الانتقال إلى خارج المدينة مع الوضع المهني لشريك الحياة؟ هل ستتوفر هناك خدمات رعاية نهارية أو مدارس للأطفال؟

وتقول كوشلر-كاكوشكي “لا تقل مسألة السكن أهمية أيضا”، حيث يجب طرح أسئلة مثل هل سينتقل المرء إلى بيت مع أسرته أم سيستأجر شقة في البداية؟

التنقل من مكان إلى آخر صعب من خلال وسائل النقل العام في الريف لذا الحصول على رخصة قيادة وسيارة أمر ضروري

التنقل والمواصلات

وتأتي مسألة كيفية التحرك والتنقل من مكان إلى آخر هناك. فعلى عكس المدينة، حيث عادة ما تعمل الحافلات والقطارات كل بضع دقائق، قد تعمل وسائل النقل العام في الريف -في حال وجدت أصلا- مرة واحدة فقط على مدار اليوم. وتقول كوشلر-كاكوشكي:”عادة ما يكون الحصول على رخصة قيادة أمرا ضروريا”.

وفي الوقت نفسه، يقول كليرشن إن العمل من المنزل له حدوده أيضا، موضحا أنه كلما كان المرء أعلى في التسلسل الهرمي للشركة التي يعمل بها، زاد عدد المرات التي يتعين فيها حضوره بالمكتب خلال الأسبوع، وقد يصل الأمر إلى ضرورة حضوره ربما بصورة يومية.

الانتقال إلى الريف يناسب الوظائف التي يتم العمل فيها أمام شاشة الحاسوب بصورة كاملة تقريبا

العمل أمام الشاشة

ويرى كليرشن أنه من الممكن للموظفين الذين يترأسون مشروعا معينا، أو الذين يتخصصون في مجال معين، أن يعملوا من المنزل بصورة جيدة في ظل توفر التجهيزات التقنية المناسبة، وشبكة متطورة.

وينطبق ذلك بشكل خاص على الوظائف التي يتم العمل فيها أمام شاشة الحاسوب بصورة كاملة تقريبا. ومع ذلك، فإنه من المهم أن يكون المرء يقظا بشأن الحفاظ على التواصل مع زملاء العمل المباشرين.

وبسبب عدم قدرة المرء في هذه الحالة على تناول الغداء مع زملائه في المكتب، أو تناول مشروب بعد انتهاء العمل، يتعين عليه بذل جهد إضافي حتى لا يفقد التواصل معهم. وقد يكون ذلك من خلال قضاء بعض الوقت للتحدث معهم عبر الهاتف، أو ربما دعوتهم لزيارته في عطلة نهاية الأسبوع.

حتى لا يفقد التواصل مع زملاء العمل يمكنك قضاء بعض الوقت للتحدث معهم عبر الهاتف، أو دعوتهم لزيارتك في عطلة نهاية الأسبوع

ترك المدينة مغر.. ولكن

لذلك، فبقدر ما يجد المرء أنه من المغري أن يترك حياة المدينة ويتوجه إلى الريف، إلا أنه لن يجد في ذلك الحل لكل مشاكله.

إذ يقول كليرشن “من الجيد أن يسأل المرء نفسه عن سبب رغبته في الانتقال في المقام الأول، وما إذا كان العيش في الريف سوف يناسبه بالفعل ويناسب أسرته”، مضيفا أنه من الأفضل أن يأخذ وقته في التفكير وأن يتخذ القرار الصحيح بدلا من اتخاذ قرار متهور قد يندم عليه بعد ذلك.

المصدر: وكالة الأنباء الألمانية ـ التأمل

شارك الآخرين:

إرسال
شارك
غرّد

اختيار المحرر.. فيديوهات قد تعجبك

قد يُعجبك أيضًا:

تابعنا: