بعد فشل ذريع.. كيف أصبح “لا كاسا دي بابل” أعلى المسلسلات مشاهدة؟

حول الخبر: كان الموسم الأول أسعد حظا في أوقات العرض وبالتالي في نسب المشاهدات.
في أوائل عام 2018 أصبحت السلسلة أكثر المسلسلات غير الناطقة بالإنجليزية مشاهدة على نتفليكس
في أوائل عام 2018 أصبحت السلسلة أكثر المسلسلات غير الناطقة بالإنجليزية مشاهدة على نتفليكس

نشر في: الخميس,16 سبتمبر , 2021 8:43ص

آخر تحديث: الخميس,16 سبتمبر , 2021 8:43ص

بدأت منصة “نتفليكس” (Netflix) مطلع الشهر الجاري عرض الموسم الخامس والأخير من المسلسل الإسباني”لا كاسا دي بابيل” أو “بيت المال” (La Casa De Papel)، لتختتم تجربة غير مسبوقة استغرقت أكثر من 4 أعوام من النجاح الجماهيري العالمي لمسلسل إسباني، إذ تُعرض آخر حلقات المسلسل الشهير في الثالث من ديسمبر/كانون الأول المقبل.

بحسب فيلم تسجيلي أنتجته نتفليكس لما وراء الكاميرات، كان أبطال مسلسل “بيت المال” قد فقدوا الأمل في نجاح مسلسلهم بعد عرضه داخل إسبانيا حيث حقق نسب مشاهدات منخفضة تصل إلى حد الفشل، هدمت أي خطط لإنتاج جزء جديد من الفيلم، إلا أن غالبيتهم فوجئوا بالنجاح الذي حققه المسلسل بعد عرضه عبر منصة نتفليكس، وكيف تصاعد عدد متابعيهم على شبكات التواصل الاجتماعي خلال أيام قليلة بعد عرضه الأول في يوليو/تموز 2017، فكيف تحقق هذا النجاح؟

بحسب صانع المسلسل أليكس بينا، فإن الاختلافات الجذرية في نسبة المشاهدة بين قناة “أنتينا 3” (Antena 3) ونتفليكس ترجع إلى اختلاف وسيط العرض وطريقته، فبينما كانت الحلقة تمتد لـ70 دقيقة يتخللها 4 فواصل إعلانية، أصبح بإمكان المشاهدين متابعة الحلقات بشكل مستمر دون فواصل، كما يمكنهم مشاهدة أكثر من حلقة في الجلسة الواحدة بدلًا من انتظار عرض الحلقات أسبوعيا.

بعد عرضه داخل إسبانيا، حقق المسلسل نسب مشاهدات منخفضة تصل إلى حد الفشل

من “لا كاسا دي بابل” إلى بيت المال

حين عُرض مسلسل “بيت المال” في البداية عبر شاشة قناة أنتينا 3 التلفزيونية الإسبانية المحلية، كان يتكون من 15 حلقة (70 دقيقة للحلقة الواحدة)، وعُرض على موسمين. الحلقات التسع الأولى عُرضت في صيف 2017، في حين أذيعت الحلقات الست التالية في خريف العام ذاته.

وكان الموسم الأول أسعد حظا في أوقات العرض وبالتالي في نسب المشاهدات، إذ كان يُعرض كل أربعاء في مايو/أيار ويونيو/حزيران، بينما عُرض الموسم الثاني في مساء الاثنين من كل أسبوع، حيث مطلع الأسبوع وعلى الجمهور النوم مبكرًا للاستيقاظ باكرًا لأعمالهم.

في ديسمبر/كانون الأول 2017، حصلت نتفليكس على حقوق البث العالمية الحصرية للمسلسل. وأعادت مونتاج وتقطيع حلقات المسلسل ليصبح 22 حلقة، طول الواحدة حوالي 50 دقيقة. وأعادت تسميته من “La casa de papel” إلى “موني هيست” (Money Heist) لتوزيعه بين جمهورها الناطق باللغة الإنجليزية، وأصدرت الجزء الأول يوم 20 ديسمبر/كانون الأول 2017 دون أي ترويج. لكن كان الجمهور منتظرًا بشدة لعرض الجزء الثاني في السادس من أبريل/نيسان 2018.

ففي أوائل عام 2018، أصبحت السلسلة أكثر المسلسلات غير الناطقة بالإنجليزية مشاهدة على نتفليكس في غضون 4 أشهر من إضافتها إلى المنصة، مما دفع المنصة العالمية إلى توقيع صفقة حصرية عالمية شاملة مع صانع المسلسل أليكس بينا لكتابة مواسم جديدة.

مع عرض الجزء الثاني، لجأت نتفليكس لمنصات التواصل للتفاعل مع جمهورها لتغذية نجاح المسلسل

كيف ساهم الجمهور العربي في إنجاح المسلسل؟

ربما يفسر ما سبق التحولات البارزة في نسب مشاهدات المسلسل في أوروبا على الأقل، لكن ثمة شيء آخر أُضيف إلى المعادلة ليسهم في نجاح المسلسل عالميًا، إنها شبكات التواصل الاجتماعي.

بالتزامن مع عرض الجزء الثاني من المسلسل، وتحديدًا في مايو/أيار 2018، لجأت منصة نتفليكس إلى منصات التواصل الاجتماعي والتفاعل مع جمهورها لتغذية نجاح “لا كاسا دي بابيل” الذي اشتهر باسم “البروفيسور” لدى الجمهور العربي.

ففي أبريل/نيسان 2018، وجهت المنصة عبر حسابها العربي على “تويتر” (Twitter) دعوة لجمهورها في السعودية لأداء جماعي لأغنية المسلسل “بيلا تشاو” (Bella Ciao)، وبالفعل تم التنسيق بين الشركة والجمهور لأداء الأغنية بصوت سعودي وعلى أنغام العود، وعرضها على القناة الرسمية لنتفلكيس عبر موقع “يوتيوب” (YouTube) تحت اسم “بيلا تشاو” من جدة إلى برلين، وحقق الفيديو أكثر من 4 ملايين مشاهدة.

استخدم الكثيرون في احتجاجات متفرقة قناع “لا كاسا دي بابل” كرمز شعبي

القناع صار رمزًا

ما بين عرض الموسم الثاني والثالث، شهد العالم عدة أحداث احتجاجية جماعية في مدن وعواصم مختلفة، مثل السترات الصفر في باريس، واحتجاجات في بورتوريكو وفي روما، وتعبيرات احتجاجية انتشرت بين العديد من مشجعي كرة القدم، كان القاسم المشترك بينها -إلى جانب مشاعر الاحتجاج- هو ارتداء المحتجين أقنعة دالي الشهيرة، التي استخدمها أبطال المسلسل في عملية سطوهم على دار سك العملة الإسبانية، طبعًا بالإضافة إلى الأردية الحمراء المستخدمة في الأحداث، مما يعد أقرب إلى ثقافة شعبية عالمية صنعها المسلسل وأحداثه.

بالطبع لم يفوّت صناع المسلسل هذا التفاعل الجماهيري العفوي، ففي الموسم الثالث، عبر عنها البطل المحبوب “البروفيسور” في سياق أحداث المسلسل وهو يخاطب أعضاء فريقه قائلا إن “هذا القناع صار رمزًا عبر العالم بأسره، سواء للذين يقاومون، أو من يشعرون بالسخط، لقد ألهم الكثيرين”. وعرض لهم ولنا مشاهدً لهذه المسيرات والاحتجاجات، وهو ما أعدّته نتفليكس ليكون إعلانا للموسم الجديد عبر يوتيوب.

 

لقاء قد يهدم هذه الشعبية

ومع بدء عرض الموسم الأخير، عرضت القناة 12 الإسرائيلية لقاء بأبطال المسلسل، اعتبره البعض محاولة لتبييض وجه الاحتلال الإسرائيلي بعد الاعتداءات الأخيرة وأحداث حي الشيخ جراح في القدس، إذ عبر أبطال المسلسل عن رغبتهم في زيارة إسرائيل، كما عبروا عن إعجابهم بمسلسل “فوضى” من إنتاج نتفليكس، الذي يروّج للرواية الأمنية الإسرائيلية لتبرير اعتداءاتها المستمرة على الفلسطينيين.

أثار هذا اللقاء سخط عديد من المتابعين العرب، فهل يمكنه أن يقوّض من شعبية المسلسل الناجح عالميًا؟

المصدر: الجزيرة ـ التأمل

شارك الآخرين:

إرسال
شارك
غرّد

اختيار المحرر.. فيديوهات قد تعجبك

قد يُعجبك أيضًا:

تابعنا: