قامت السيدة الجليلة عهد بنت عبدالله البوسعيدية حرم جلالة السلطان ـ حفظها الله ورعاها ـ يوم أمس بزيارة إلى مركز التدريب الحرفي التابع لإدارة المدارس بشؤون البلاط السلطاني بولاية صلالة بمحافظة ظفار، والذي يعتبر مركزًا تدريبيًا لطلبة مدرستي السلطان قابوس بصلالة، حيث يعمل على تأهيل الطلبة والطالبات في مجال إنتاج الحرف التي تشتهر بها المحافظة.
[videopress brU7rxKo]
المركز والأهداف
ولدى وصول السيدة الجليلة حفظها الله إلى المركز استمعت إلى شرح عن المركز والأهداف التي أنشئ من أجلها، والتطور الذي سار عليه منذ إنشائه بتوجيهات سامية من المغفور له بإذن الله السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه، لتعزيز علاقة الطلبة بتراثهم النابع من مفردات الهوية العمانية الأصيلة ومكتسباتها، وتعليمهم طرق صناعة الحرف والمشغولات اليدوية من قبل المشتغلين بها، بما يسهم في بقائها والحفاظ عليها من الإندثار.
الصناعات النسيجية التقليدية
بعد ذلك بدأت السيدة الجليلة – رعاها الله – جولة في مرافق المركز بدأتها من قاعة الرباط التي شاهدت فيها عددا من الصناعات النسيجية التقليدية التي تشتهر بها ولايات محافظة ظفار، كصناعة وخياطة التكايا بأنواعها ومسمياتها المختلفة، وخياطة الثوب الظفاري والكمة العمانية، سواء كان بالخياطة اليدوية التقليدية، أو باستخدام المكائن الحديثة، واستمعت إلى شرح عن هذه الصناعات ومسمياتها، وأنواعها، والكيفية التي يتم إعدادها بها، كما اطلعت السيدة الجليلة أبقاها الله على سير أعمال التدريب للطالبات في هذا المجال، وشاهدت بعض الأعمال التي تقوم بإعدادها المتدربات، كما استمعت إلى انطباعات الطالبات المتدربات في هذا المجال.
قاعة حمران
وفي قاعة حمران اطلعت السيدة الجليلة -حفظها الله- على الصناعات السعفية التي يتم العمل على انتاجها وتدريب الطالبات عليها في المركز، والتي تأتي جميعها من خامات ومفردات البيئة العمانية، حيث يتم استخدامها في انتاج عدد من الأدوات التي تستخدم منزليا كالعزف، أو المراوح، كذلك اطلعت على كيفية صناعة الكمبر والحبال من ثمار أشجار النارجيل، وكيف يمكن توظيفها حديثا لإضافة بعض من اللمسات الجمالية على بعض المنتجات التي يمكن استخدامها للزينة، كما شاهدت حفظها الله الطرق التقليدية المتبعة في زينة المرأة وخصوصا ما يتعلق بالضفير وهي تسريحات الشعر والفروق بينها، هذا عوضا عما يسمى بالزهبة، وهو ما يتعلق بتزيين المرأة بالطرق التقليدية.
قاعة الخنجر
وزارت السيدة الجليلة حفظها الله قاعة الخنجر، وهي القاعة المخصصة لتدريب الطلبة على صناعة الخناجر العمانية، حيث شاهدت الطريقة التي تصنع بها الخناجر العمانية منذ البداية، وكذلك عملية نسج حزام الخنجر بأشكال وتصاميم متعددة، واطلعت على جوانب تدريب الطلبة على هذه الحرفة الهامة التي تعد من أساسيات الزي الرجالي العماني.
البيت التراثي
وتجولت السيدة الجليلة أعزها الله في البيت التراثي (العرشة) والذي يستعرض أبرز محتويات البيت التقليدي في ظفار وتجهيزاتة كغرفة العروس والأثاث الذي يتم تزويدها به وفقا للطرق التقليدية، واستمعت إلى الفنون التقليدية التي تؤدى لزفة العروس، كما شاهدت عددا من الفقرات الفنية لبعض من الفنون التقليدية كالبرعة والشرح، وكذلك الألعاب التقليدية التي تؤدى في المحافظة، وبعضا من ممارسات الحياة اليومية كطحن الحبوب بالطرق التقليدية، وطريقة صناعة الخبز والطبخ التقليدي.
قاعة النخيل
كما شاهدت السيدة الجلية أعزها الله في قاعة النخيل الصناعات الفخارية كالمجامر التي تشتهر بها المحافظة، واطلعت على الفروقات والمزايا التي تميز كل نوع عن الآخر، إضافة إلى صناعة الخزف التي تشتهر بها المحافظة، واطلعت على أبرز الاستخدامات للخزف في الحياة اليومية للبشر.
قاعة سمهرم
وفي قاعة سمهرم اطلعت السيدة الجليلة أبقاها الله على بعض من الصناعات البحرية كصناعة شباك الصيد، وصناعة الحبال من ثمر أشجار النارجيل، واستمعت إلى شرح عن أنواع هذه الحبال ودواعي استخداماتها وسط أهازيج پرددها المشتغلون في هذا الجانب، كما شاهدت حفظها الله صناعة البخور الظفاري، وبعضا من الصناعات الأخرى القائمة على لحاء ثمرة النارجيل كالأقلام والميداليات، والشنط وغيرها من الإكسسوارات التي يمكن استخدامها لإضفاء الطابع الجمالي.
قاعة الحصن
واختتمت السيدة الجليلة حفظها الله ورعاه زيارتها لمركز التدريب الحرفي بزيارة قاعة الحصن والتي تعد معرضا فنيًا يحوي أبرز انتاجات المركز، حيث يجمع بين جنباته مختلف الصناعات الحرفية التي يشتغل عليها المدربون والمتدربون بالمركز.
مركز التدريب الحرفي
وعلى هامش زيارتها لمركز التدريب الحرفي شاهدت السيدة الجليلة أبقاها الله معرضا لأبرز الأنشطة الطلابية الصفية واللاصفية، والأنشطة الكشفية والإرشادية لمدرستي السلطان قابوس، وجوانب التنمية المعرفية التي تنتهجها المدارس لصقل مهارات الطلاب، كما اطلعت على ما حصدته المدارس من جوائز في مجال الأنشطة الطلابية.
ختام الزيارة
وفي ختام الزيارة أشادت السيدة الجليلة أبقاها الله بما رأته من معروضات، وأثنت على الجهود المبذولة في سبيل الحفاظ على هذه الحرف، والسبل المتبعة في نقلها للأجيال المتلاحقة، مؤكدة على ضرورة المحافظة على هذه الحرف باعتبارها موروثا عمانيا خالصا ينبغي الاهتمام به بما يضمن صونه وبقائه، مع إضافة بعض اللمسات التي تواكب العصر.