التعافي بعد الانفصال.. لماذا لا ينجو البعض من ألم ابتعاد الشريك؟

حول الخبر: إن التخلي عن الناس إذا تكرر في العلاقات، فغالبًا ما يحكم عليهم الآخرون بأنهم مسؤولون بطريقة ما عن عدم نجاح علاقاتهم.
من الطبيعي أن يشعر الناس بعدم الأمان عند تعرضهم للتهديد بفقدان شيء أو شخص يهمهم بشدة
من الطبيعي أن يشعر الناس بعدم الأمان عند تعرضهم للتهديد بفقدان شيء أو شخص يهمهم بشدة

نشر في: الثلاثاء,24 أغسطس , 2021 9:38ص

آخر تحديث: الثلاثاء,24 أغسطس , 2021 9:38ص

الانفصال عن الشريك أزمة تمثل كابوسا لكثيرين، وحتى الكوابيس تنتهي بمجرد الاستيقاظ، وإدراك أن ما فات كان جزءا من حلم مزعج، لكن هذا لا ينفي أن هناك من يقع غريقا في بئر أحزانه، وربما يشعر بالغدر أو الوحدة أو الحنين، فلماذا لا يتعافى بعض الناس من ألم الانفصال؟

قد تصبح النصيحة الأولى من المحيطين هي التعلم من أخطاء التجربة، والانشغال بالأنشطة والأصدقاء، وربما البحث أو فتح المجال لظهور شريك جديد. ولكن الأمر الأكثر صعوبة إذا خرج أحد الشركاء في حين لا يزال الآخر مرتبطًا بعمق؛ فمعاناة كونك الشريك المرفوض يمكن أن تكون مدمرة لحياتك.

راندي غونثر طبيبة نفسية ومستشارة زواج تمارس عملها في جنوب كاليفورنيا، وخلال مسيرتها المهنية التي استمرت 40 عامًا جمعت أكثر من 130 ألف ساعة وجهًا لوجه مع الأفراد والأزواج والعائلات.

تقول غونثر:

إن التخلي عن الناس إذا تكرر في العلاقات، فغالبًا ما يحكم عليهم الآخرون بأنهم مسؤولون بطريقة ما عن عدم نجاح علاقاتهم، وهذا الأمر غير صحيح في كثير من الحالات، فهؤلاء يحاولون بشتى السبل إنجاح علاقاتهم، وعند التخلي عنهم يقعون في حالة ارتباك وحزن شديد.

التخلي المتكرر عن الناس يجعل الآخرين يحكمون عليهم غالبا بأنهم مسؤولون عن إخفاق علاقاتهم

ويرصد مقال لموقع “سيكولوجي توداي” (Psychology today) أكثر الخصائص والسلوكات الشخصية شيوعًا التي شاركها مع الشخصيات التي لا تستطيع تجاوز فقدان الشريك.

الشعور بانعدام الأمان:

من الطبيعي أن يشعر الناس بعدم الأمان عند تعرضهم للتهديد بفقدان شيء أو شخص يهمهم بشدة، ربما يتطلب الأمر بعض الوقت لتجاوز المحنة، لكن بعض الناس يواجهون صعوبة في إعادة التوازن عند تخلي شريك موثوق به عنهم. إنهم يشعرون بعجز ويأس ملحوظين، كما لو أنهم لن يكونوا قادرين على الوثوق بالحب مرة أخرى. في بعض الأحيان، قد يكونون غير قادرين على العمل، ويتغلب ألمهم على أي أمل في تحسنهم.

الشك والخوف:

إذا شعر الناس أنهم قد توصلوا أخيرًا إلى “العلاقة المثالية”، ثم انسحب شركاؤهم، فقد ييأسون من أنهم لن يجدوا أبدًا حبًا رائعًا مرة أخرى. ربما كان شركاء العلاقة الذين عانوا هذه الأنواع من حالات التخلي في اتجاه واحد يحلمون دائمًا بالحصول على شريك خاص وموثوق به ومحب. ومع ذلك، عند العثور على شخص يبدو مناسبًا فقد يصبحون خائفين جدًّا من تكرار التجربة.

الخوف من الوحدة:

إذا كان الشخص يخشى أن الحب لن يحدث أبدًا، فغالبًا ما يتسامح مع الإهمال أو الإساءة أو السلوك المخادع لمجرد البقاء في أي علاقة.

وإذا استمر الشريك في استثمار هذه المخاوف، فسينتج أحد أمرين: سيبدأ الشريك الآخر الشعور بالذنب الشديد بحيث يتعذر عليه البقاء، أو سيبقى في العلاقة في حين يبحث في الوقت نفسه في مكان آخر عن حبيب آخر.

الناس إذا شعروا أنهم قد توصلوا أخيرًا إلى “العلاقة المثالية” ثم انسحب شركاؤهم فربما ييأسون من الحب مرة أخرى

الاعتماد فقط على الشريك لتقدير الذات:

من الخطر على أي شريك أن يسمح للآخر بأن يُعهد إليه باعتباره المُحدِّد الوحيد للقيمة الأساسية لذلك الشخص.

إذا اختار هذا الشريك إنهاء العلاقة، فإن الشريك المرفوض تصبح لديه صورة ذاتية سلبية عن نفسه، وقد يشرع في اختلاق الأعذار للشريك الرافض له واتهام نفسه بعيوب غير حقيقية.

الخوف من الإخفاق:

هناك أشخاص يخافون حرفيًّا من الإخفاق في أي شيء؛ يبذلون قصارى جهدهم لكل ما يسعون إليه، ولا يمكنهم مواجهة أن جهودهم قد لا تثمر في شيء مهم مثل علاقة الحب.

وبسبب خوفهم من الإخفاق، فغالبًا ما يبالغون في رد فعلهم عندما يبدو أن شيئًا ما لا يسير على ما يرام، وعندما يغادر شركاؤهم العلاقة، فإنهم غالبًا ما يتحملون كل اللوم، ويشعرون بأنه كان ينبغي عليهم فعل المزيد أو الأفضل.

إيذاء النفس:

هناك عدد من الأسباب تجعل الناس يؤذون أنفسهم؛ قد يشعرون بأنه ليس لديهم مكان آخر يذهبون إليه، أو يشعرون بأنهم لن يجدوا شخصًا مناسبًا لهم مرة أخرى.

ربما يختارون شركاء لا يمكنهم أبدًا أن يحبوهم بالطريقة نفسها في المقابل، ومع ذلك لا يمكنهم قبول هذه النتيجة النهائية. ربما شاهدوا أحد الوالدين يواصل التضحية من دون المعاملة بالمثل، معتقدين أنها طريقة نبيلة لاستمرار الحياة.

ولكن في الحقيقة، لا يبدو أن أي قدر من التحقير الذاتي أو الإذلال يخفف من آلامهم أو يمنعهم من محاولة عكس مصيرهم.

من الخطر على أي شريك أن يسمح للآخر بأن يُعهد إليه باعتباره المُحدِّد الوحيد للقيمة الأساسية لذلك الشخص

وفي مقال لها عبر موقع “سيكولوجي توداي” (Psychology today)، قدمت الطبيبة النفسية جين كيم -الأستاذة المساعد للطب النفسي في جامعة جورج واشنطن- مجموعة من النصائح للتعافي بعد الانفصال.

خذ بعض الوقت:

ربما يكون من الأفضل عدم قمع مشاعرك أو كبحها، بخاصة بعد الانفصال مباشرة. ومع ذلك، يمكن أن تكون المشاعر شديدة ومؤلمة، لذلك خذ وقتًا طويلًا، واذهب إلى مكان خاص، وعبر عن مشاعرك الحزينة بالصراخ أو البكاء أو حتى الحديث مع النفس بعيدا عن ضغوط الآخرين.

الاستماع إلى الموسيقى الحزينة:

على المدى القصير، قد يعزز الاستماع إلى الموسيقى الحزينة الذكريات المؤلمة أو يثيرها، ولكنه أيضًا يجعل الحزن الذي تشعر به أمرًا طبيعيًا حتى تعرف أنك لست وحدك.

تحدث إلى الأشخاص الداعمين:

يمكن للأسرة والأصدقاء المساعدة، لكن تأكد من إدراكك لحدودهم أيضًا. قد تقرر أن المساعدة المهنية من المعالجين ربما تكون أفضل، وتوفر منظورًا أكثر حيادية.

الاستماع إلى الموسيقى الحزينة قد يعزز الذكريات المؤلمة ولكنه أيضًا يجعل الحزن أمرًا طبيعيًا

اقرأ كتبًا عن الانفصال:

الكلمات الهادئة في كتب الانفصال التي تصف ما تمر به يمكن أن تكون مهدئًا لك بطريقة ما، كما أنها تساعد على إعادة تشغيل المراكز المنطقية في دماغك، التي ربما تكون بسبب حالتك العاطفية قد توقفت عن العمل مؤقتا. قد نحتاج أحيانا إلى حساب الأمور بالعقل والمنطق وليس بالمشاعر فقط.

النوم والأكل والتمارين الرياضية:

التزم بجدولك المعتاد للنوم وتناول الطعام، وأفرغ طاقة الغضب في صالة الألعاب الرياضية. قد يكون من الصعب القيام بذلك في البداية، ولكن محاولة إجراء الحركات على الأقل ستسرع من عملية الشفاء.

التعرف على أشخاص جدد:

هذه الخطوة محفوفة بالمخاطر، لكنها وسيلة لاستعادة شعور المرء بقابلية العودة للحياة.

وأخيرًا..

فإن الانفصال عن الشريك حدث شخصي كارثي، لكن المرء قابل للتعافي من العلاقات المدمرة، فقد تختفي الغيوم في النهاية، ويمكن أن يؤدي الانفصال إلى النضج وإلى معرفة أعمق بالذات وأيام أفضل قادمة.

المصدر: مواقع إلكترونية ـ التأمل

شارك الآخرين:

إرسال
شارك
غرّد

اختيار المحرر.. فيديوهات قد تعجبك

قد يُعجبك أيضًا:

تابعنا: