أدوية تؤذي الكبد

حول الخبر: عندما يعمل الكبد بشكل طبيعي فإن مختلف عمليات الأيض الحيوية داخل الجسم تتم في اتزان واتساق.
تعبيرية
تعبيرية

نشر في: الجمعة,11 يونيو , 2021 5:17م

آخر تحديث: الجمعة,11 يونيو , 2021 9:26ص

وكالات ـ التأمل

يعد الكبد أحد أهم الأعضاء في جسم الإنسان، إذ إنه يقوم بوظيفة مهمة للغاية تتمثل في تحويل العناصر الغذائية- التي نحصل عليها من الغذاء الذي نتناوله- إلى مواد يمكن لأجسامنا أن تستخدمها، بالإضافة إلى تحويل المركبات السامة في الجسم إلى مركبات غير ضارة، أو يتأكد من أن يتم التخلص منها وطردها خارج الجسم.

عندما يعمل الكبد بشكل طبيعي فإن مختلف عمليات الأيض الحيوية داخل الجسم تتم في اتزان واتساق؛ إلا أن استعمال بعض الأدوية والمكملات الغذائية من شأنه أن يعصف بهذا النظام ويتسبب في مشاكل خطيرة بالكبد، وهذه المشكلات تُدعى “مشاكل الكبد الناجمة عن استعمال الأدوية” (Drug-induced Liver Injuries).

بشكل عام، فإن أي دواء أو مكمل غذائي يمكنه التسبب في مشاكل خطيرة بالكبد، لكن لحسن الحظ، فإن تلك المشاكل نادرة الحدوث، في الوقت ذاته فإنه من الصعب توقع كيفية تأثير دواء ما على الكبد، وذلك لأن كل مريض يستجيب بشكل مختلف لهذا الدواء. وتشير الإحصائيات إلى أن كلا من الأدوية الوصفية وغير الوصفية بجانب المكملات الغذائية تتسبب في حدوث حالات الفشل الكبدي الحاد – تدهور سريع في قدرة الكبد على أداء وظائفه – أكثر من الأسباب الأخرى مجتمعة كلها.

 أدوية قد تتسبب في مشاكل بالكبد

هناك بعض الأدوية التي تعد سامة بالنسبة للكبد إذا تم استعمالها بكثرة، وعلى رأس تلك الأدوية مسكن الألم وخافض الحرارة الأشهر باراسيتامول (Paracetamol)، والمعروف أيضا بأسيتامينوفين (Acetaminophen)؛ فعلى الرغم من أنه دواء آمن، إلا أن تناول جرعات زائدة من الباراسيتامول يعد السبب الأكثر شيوعا لمشاكل الكبد المرتبطة بالأدوية.

يوجد الباراسيتامول في..

مئات الأدوية الوصفية وغير الوصفية التي يشيع استخدامها في حالات الآلام العضلية وارتفاع درجة الحرارة والحساسية والسعال والبرد والإنفلونزا.

لذا فإن غالبية حالات تناول جرعة زائدة منه تنتج عن استعمال المريض – بشكل غير مقصود – دواء وصفيًا وآخر غير وصفي معًا، يحتوي كل منها على الباراسيتامول، الأمر الذي يتسبب في ضرر شديد للكبد.

بجانب الباراسيتامول، فإن بعض الأدوية من المضادات الحيوية ومضادات الالتهاب غير السترويدية قد تتسبب في أضرار للكبد؛ كما أن هناك بعض الأدوية التي من الممكن أن تتسبب في نوع من الالتهاب الكبدي شبيه للغاية بالالتهاب الكبدي الفيروسي. بالإضافة إلى هذا، فإن تناول العديد من الأدوية بشكل مستمر- كما يفعل العديد من كبار السن- يزيد من احتمالية حدوث مشاكل في الكبد.

للأسف..

فإنه ليست هناك طريقة سهلة لتحديد المرضى الأكثر عرضة لخطر مشاكل الكبد الناجمة عن استعمال الأدوية، فالعلاقة بين الدواء والمرض معقدة للغاية. كما أن تحديد الأدوية التي يمكنها التسبب في مشاكل بالكبد يمثل حلا لنصف المشكلة فقط، فالنصف الآخر من المشكلة يتمثل في وجود أدوية تبدو آمنة للكبد خلال التجارب السريرية والتي قد تكون خطيرة لبعض المرضى.

 كيف يمكن التعرف على وجود مشاكل الكبد الناجمة عن استعمال الأدوية؟

عندما تحدث مشاكل في الكبد يشعر المريض بالتعب وبفقدان الشهية، وفي حالات أشد خطورة يحدث اصفرار في العينين والجلد نتيجة الإصابة بالصفراء، بجانب حكة شديدة في الجلد لعدم قدرة الكبد على تخليص الجسم من السموم.

عندما تظهر تلك الأعراض على المريض بعد استعمال دواء ما لم يستخدمه من قبل، عليه الحصول على رعاية طبية بشكل فوري، والتوقف عن استعمال هذا الدواء إذا تم تحديد أنه المتسبب في تلك الأعراض. أما إذا ظهرت الأعراض بعد استعمال المريض دواء ما لفترة طويلة، فإنه من المحتمل أن يكون السبب أمرا آخر. وبشكل عام، فإنه من الصعب التأكد من إذا ما كانت تلك الأعراض ناتجة عن استعمال دواء ما أو أمر آخر.

في النهاية..

فإن الكبد يمتلك القدرة على تحمل العديد من المركبات الدوائية، كما يمكن لهذا العضو الحيوي أن يتجدد حتى بعد تلف 65% منه. لكن إذا لم يكن الكبد بصحة جيدة، فإن العديد من المضاعفات الناتجة عن التفاعلات الدوائية داخل الجسم قد تصبح أشد خطورة. لذا يجب على المرضى أن يناقشوا الأخطار المحتملة على الكبد عند استعمال أية أدوية أو مكملات غذائية مع أطبائهم قبل بدء العلاج.

شارك الآخرين:

إرسال
شارك
غرّد

اختيار المحرر.. فيديوهات قد تعجبك

ملحوظة حول المعلومات الطبية الواردة في المقالة

يؤكد فريق “التأمل الإعلامي” على أهميّة مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.

قد يُعجبك أيضًا:

تابعنا: