كورونا وطعم الملفوف.. ما العلاقة!

حول الخبر: قد تكون القدرة على تحديد الأشخاص الأكثر تعرضًا لخطر الإصابة بفيروس كورونا بسرعة أداة قيمة.
تعبيرية
تعبيرية

نشر في: الأحد,6 يونيو , 2021 7:26ص

آخر تحديث: الأحد,6 يونيو , 2021 7:26ص

وكالات ـ التأمل

ما العلاقة بين طعم الملفوف وخطر الإصابة بفيروس كورونا المستجد “كوفيد-19″؟ وهل يمكن أن يؤدي كورونا إلى الإصابة بالسكري؟ وكم عدد الطفرات التي يمكن أن يتحور إليها فيروس كورونا في جسم مريض واحد؟ الإجابات في هذا التقرير الشامل.

نأخذكم في هذا التقرير في جولة مع آخر الأبحاث حول فيروس كورونا، هيا بنا.

نبدأ من الولايات المتحدة، حيث توصل باحثون إلى أن الذين لديهم قدرة أكبر على استشعار النكهة المرّة، هم أقل عرضة لأن تظهر نتائج فحوصهم إيجابية لفيروس كورونا، ولتطوير حالة شديدة من كوفيد-19.

وبشكل عام..

فإن الذين يستشعرون النكهة المرة يكونون أقل قدرة على تحمل الأطعمة المرة، لأنهم يشعرون بها أكثر. لذلك هم مثلا قد ينزعجون من طعم الملفوف والبروكولي والكرفس والكرنب الأجعد (Kale).

وأجرى الدراسة هنري بارهام اختصاصي الأنف في مركز باتون روج الطبي العام في لويزيانا، ونشرت في مجلة جاما نيتورك أوبن (JAMA Network Open)، ونقلتها مواقع مثل “ناشونال جيوغرافيك” (National Geographic) ومجلة “سانتي ماغازين” الفرنسية (Sante Magazine).

وحلل الباحث ما يقرب من ألفي مريض، ووجد أن الأفراد الذين لديهم حساسية مفرطة لبعض المركبات المرّة هم أكثر احتمالية لأن تكون نتيجة فحصهم لكورونا إيجابية.

هذه الفئة تعرف باسم “المتذوقون الخارقون” (supertasters)، وهم الأفراد الذين لديهم حساسية مفرطة لبعض المركبات المرّة.

هذه دراسة مبدئية..

ولكن إذا كان هذا الارتباط صحيحا، فهذا يعني “على سبيل المثال” أن الذين يجدون الملفوف مرا جدا مثلا ولا يحبونه، هم أقل عرضة لخطر الإصابة بكوفيد-19 الشديد.

ويكون الشخص أكثر حساسية للنكهات المرّة عندما يكون لديه ما يصل إلى 4 أضعاف براعم التذوق على لسانه.

ويتم التعرف على المركبات المرة في بعض الأطعمة والمشروبات من خلال مستقبلات التذوق من النوع الثاني، والتي تصنعها عائلة من الجينات تسمى “تي 2 آر” (T2R)، ومنها جين “تي 2 آر 38” (T2R38).

والاختلافات في بنية بروتين “تي 2 آر 38” الذي يشفّره الجين، يرتبط بقدرة الشخص على تحمل المركبات المرة -نتيجة عدم شعوره أو إحساسه البسيط بها- مثل “فينيل ثيوكارباميد” (phenylthiocarbamide) و”بروبيل ثيوراسيل” (propylthiouracil) المتوافرة بكثرة في العديد من الخضروات، بما في ذلك البروكلي والملفوف.

ووفقًا للكاتب بيل سوليفان في ناشونال جيوغرافيك..

فقد تكون القدرة على تحديد الأشخاص الأكثر تعرضا لخطر الإصابة بفيروس كورونا بسرعة أداة قيمة، في وقت يخرج فيه المجتمع من الحجر الصحي. وتشير النتائج التي توصل إليها بارهام إلى أن اختبار التذوق يمكن أن يوفر طريقة آمنة وسريعة وغير مكلفة لتصنيف الأشخاص إلى مجموعات معرضة لخطر الإصابة بكوفيد-19.

ولكن مع ذلك..

فإن هذه نتائج مبدئية ولا تعني أبدا أن كونك لا تحب الملفوف أو الأشياء المرة، أنك محصن ضد كورونا. إذ حذرت دانييل ريد المديرة المساعدة لمركز مونيل للحواس الكيميائية في فيلادلفيا، من المبالغة في تفسير النتائج.

وخلاصة القول..

إنه لا أحد محصن ضد كورونا، التزم بإرشادات التباعد الاجتماعي والنظافة الشخصية، وتلقَّ التطعيم المضاد لكورونا وفق توجيهات السلطات الصحية في بلدك.

كم عدد الطفرات التي يمكن أن يتحور إليها فيروس كورونا في جسم مريض واحد؟

ننتقل إلى جنوب أفريقيا، حيث وجد باحثون أن امرأة مصابة بالإيدز أصيبت بكورونا واستمرت نتائج اختباراتها إيجابية إيجابية بعد 216 يوما من بداية مرضها، فقد تحور فيروس كورونا داخل جسمها 32 مرة، بما في ذلك 13 تحورا في بروتين السنبلة “سبايك” الذي يستخدمه الفيروس للدخول وإصابة الخلايا.

ونشرت الدراسة في موقع “ميد أركيف” (medRxiv) ضمن الأبحاث التي لم تتم بعد مراجعتها من قبل باحثين آخرين، ولم تقبل للنشر في مجلة طبية، وفقا لما نقلنه صحيفة “ديلي ميل” (Daily Mail) البريطانية.

والدراسة هي أول دليل يشير إلى أن المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب، يمكن أن يتحور فيروس كورونا في أجسامهم عدة مرات.

وقال الباحثون من جامعة كوازولو ناتال في ديربان بجنوب أفريقيا:

إن النتائج تقدم أول دليل حقيقي على أن المرضى المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية غير المعالج يمكن أن يكون لديهم نظام مناعي ضعيف، يسمح لفيروس كورونا بالتجذر والتحول إلى متغيرات قاتلة يمكن أن تنتشر للآخرين.

ومن السابق لأوانه القول..

إن كانت المرأة حالة فريدة أم لا، ولكن إذا لم تكن كذلك، فقد يعني ذلك أن المرضى الذين يعانون من فيروس نقص المناعة البشرية غير الخاضع للسيطرة، يمكن أن ينشروا متغيرات قاتلة محتملة.

وقال الدكتور توليو ديوليفيرا المؤلف الرئيسي للدراسة وعالم الوراثة بجامعة كوازولو ناتال، لصحيفة لوس أنجلوس تايمز (Los Angeles Times):

إن هؤلاء المرضى يمكن أن يصبحوا مصنعا للمتغيرات للعالم بأسره .

وأضاف..

أن توسيع نطاق اختبار فيروس نقص المناعة البشرية وعلاجه سيقلل من الوفيات الناجمة عن فيروس الإيدز، ويقلل من انتقال الإيدز، ويقلل أيضا من فرصة توليد متغيرات كوفيد-19 جديدة يمكن أن تسبب موجات أخرى من العدوى.

هل يسبب كورونا السكري؟

نختم مع دراسة توصلت إلى أن فيروس كورونا يمكن أن يصيب الخلايا المنتجة للإنسولين في البنكرياس، مما يقلل من قدرتها على إفرازه ويسبب أحيانا موتها.

ووفقًا لمؤلفي الدراسة..

فإن إتلاف هذه الخلايا المنتجة للإنسولين، والمعروفة باسم خلايا بيتا، يمكن أن يؤدي إلى تفاقم أعراض مرض السكري، وخاصة مرض السكري من النوع الأول، حيث ينتج البنكرياس بالفعل القليل من الإنسولين أو أنه لا ينتجه.

وأجرى الدراسة باحثون منهم بيتر جاكسون الأستاذ في قسم علم الأحياء الدقيقة والمناعة بكلية الطب في جامعة ستانفورد، ونشرت في مجلة “سيل ميتابوليزم” (Cell Metabolism)، ونقله موقع دويتشه فيله (Deutsche Welle) و”لايف ساينس” (Live Science).

وقال جاكسون:

إن الدراسة الجديدة تظهر أن خلايا البنكرياس يمكن أن تصاب، في المختبر، ولكن لم يظهر ذلك بشكل قاطع في البشر. وللوصول إلى نتيجة قوية، سيحتاج العلماء إلى فحص المزيد من عينات البنكرياس من المرضى الذين ماتوا بسبب كوفيد-19.

وأجرى جاكسون وزملاؤه تجارب على أنسجة البنكرياس من متبرعين بالأعضاء، توفي 9 منهم من عدوى حادة بكوفيد-19، ومنهم 18 ماتوا لأسباب أخرى وظهر اختبارهم للفيروس سلبيا. وفي المجموعة الأولى، وجدوا أن فيروس كورونا قد أصاب خلايا بيتا بشكل مباشر لبعض الأفراد، وفي العديد من التجارب على أطباق الاختبار، وجدوا أن الفيروس يمكن أن يصيب ويضر ويقتل خلايا بيتا المأخوذة من المتبرعين الآخرين الذين ماتوا من أسباب غير كوفيد-19.

ومع وجود هذا الدليل الجديد، فإن السؤال حول ما إذا كان كورونا يصيب خلايا بيتا بشكل مباشر في الجسم الحي، لا يزال غير محسوم، كما قال الدكتور ألفين باورز مدير مركز فاندربيلت للسكري في ناشفيل، الذي لم يشارك في الدراسة.

شارك الآخرين:

إرسال
شارك
غرّد

اختيار المحرر.. فيديوهات قد تعجبك

ملحوظة حول المعلومات الطبية الواردة في المقالة

يؤكد فريق “التأمل الإعلامي” على أهميّة مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.

قد يُعجبك أيضًا:

تابعنا: