متأثرًا بكورونا.. رحيل الفنان المصري سمير غانم

حول الخبر: بدأ الفنان الراحل سمير غانم مشواره في التليفزيون عام 1960
سمير غانم
سمير غانم

نشر في: الخميس,20 مايو , 2021 7:57م

آخر تحديث: الخميس,20 مايو , 2021 9:39م

رحل الفنان المصري سمير غانم قبل قليل (مساء الخميس)، عن عمر ناهز 84 عاما، متأثرا بإصابته بفيروس كورونا، وفقا لما ذكره التلفزيون المصري ومواقع إخبارية محلية، وكان قد أصيب به قبل أسابيع وأفراد من أسرته حتى تدهورت حالته الصحية؛ مما أدى إلى خضوعه للرعاية المكثفة داخل أحد المستشفيات الكبرى بالقاهرة.

سمير غانم اسم فني يحمل رصيدا ضخما من الأعمال المتنوعة بين السينما والدراما والمسرح وحتى الفوازير، إلى جانب رصيده الإنساني.

الفنان الذي لُقب بملك الكوميديا وصانع البهجة اشتهر بتقديم شخصيات مثل “فطوطة، سمورة” في الفوازير الشهيرة، و”مسعود” في مسرحية “المتزوجون”، و”ميزو” في المسلسل الذي يحمل نفس الاسم، و”جودة” في “كابتن جودة” وغيرها من الأعمال التي حفرت اسمه في تاريخ الفن المصري والذي بدأه فترة ستينات القرن الماضي.

وقد أثار إعلان الإعلامي رامي رضوان (زوج ابنته دنيا) خبر إصابته بفيروس كورونا وزوجته الفنانة دلال عبد العزيز حالة من القلق لدى جمهوره ومحبيه.

ورث الكوميديا من والدته

ولد غانم في 15 يناير/كانون الثاني 1937 بمدينة أسيوط، وتأثر كثيرا بوالدته التي كانت تعشق البهجة والضحك، بعكس الجدية والصرامة التي كانت تميز والده الصعيدي والذي كان يعمل لواء شرطة وكان يرغب في أن يكون ابنه البكر امتدادا له، ورغم محاولته إرضاء والده فإن رسوبه عامين في كلية الشرطة غير مسار حياته بانتقاله لكلية الزراعة بالإسكندرية.

ثلاثي أضواء المسرح

على مسرح الجامعة كوَن غانم أول فرقة أطلق عليها اسم “إخوان غانم” قدمت اسكتشات كوميدية، حتى التقى بالمخرج محمد سالم الذي كون فرقة “ثلاثي أضواء المسرح” والتي جمعته بأصدقائه جورج سيدهم والضيف أحمد، وكانت البداية من خلال تقديم اسكتشات وتابلوهات فنية منها “حواديت، طبيخ الملائكة، فندق الأشغال الشاقة”.

وكان نجاحهم سببا في أن يشاركوا لاحقا في إحياء حفل زفاف ابنة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وتقديم اسكتش “دكتور إلحقني”. وفي لقاء تلفزيوني مع غانم قال إن عبد الناصر لم يكن متفاعلا رغم ضحك الحضور، فكان وجهه يبتسم ابتسامات خفيفة، بعكس الرئيس الراحل محمد أنور السادات والذي شاركت الفرقة أيضا في إحياء حفل زفاف ابنته، حيث تفاعل مع الفرقة وشجعهم على المواصلة.

ثلاثي أضواء المسرح أيضا أول من قدموا الفوازير على شاشة التلفزيون، ولم يتم الانفصال إلا مع وفاة الضيف أحمد عام 1970.

فرقة ثلاثي أضواء المسرح (من اليمين) الضيف أحمد وغانم وجورج سيدهم (الصحافة المصرية)

قضايا سياسية

نجاح غانم مع فرقة ثلاثي أضواء المسرح دعمه ليقدم بطولات مسرحية فقدم “طبيخ الملايكة، حواديت، موسيكا في الحى الشرقي، جوليو ورومييت” لكنه في الثمانينيات والتسعينيات اهتم بتقديم قضايا سياسية على خشب المسرح في إطار رمزي وكوميدي خفيف، ففي عام 1985 قدم “جحا يحكم المدينة” من تأليف وحيد حامد وإخراج شاكر خضير.

وتدور الفكرة في إطار فانتازي يصور أحداث الحفر لإقامة مترو الأنفاق حيث يخرج جحا وحماره المدفونان من العصر العباسي، إلا أن المسرحية تكشف الفساد والرشاوى والانتهازية، من خلال المرشح الرئاسي الذي يطلب من جحا دعمه في حملته، ليقرر جحا الترشح للرئاسة، ولكن من حوله يستفيدون من ذلك بجمع الرشاوى، ومع الوقت ينجح جحا في كشف الفساد والفاسدين ويثبت أن الجميع انتهازيون.

بعدها بعام، قدم تجربة أخرى في “موعد مع الوزير” من خلال شخصية إحدى الموظفات التي تحاول إيهام من حولها بأن ابن عم خطيبها هو الوزير الجديد مستغلة تشابه الأسماء لتحظى بدعم ونفوذ.

عام 1992 قدم غانم مسرحية “أخويا هايص وأنا لايص” من خلال توأم أحدهما شخصية معروفة في أميركا، أما الأخ الثاني فشاب فقير تم وضعه بمستشفى الأمراض العقلية، ويأتي شقيقه من الخارج ويعيش مكانه حياة الفقر، وتسلط المسرحية الضوء على معاناة الكادحين بالمجتمع وحلم السفر، كما واصل هذه التجربة أيضا في مسرحية “أنا والنظام وهواك”.

في الثمانينيات والتسعينيات اهتم غانم بتقديم قضايا سياسية على خشب المسرح في إطار رمزي وكوميدي (الفرنسية)

أفلام مقاولات

ورغم تقديم غانم البطولات المسرحية، تنوعت أدواره السينمائية في أفلام مهمة مثل “خلي بالك من زوزو، فيفا زلاطا، أضواء المدينة، الزواج على الطريقة الحديثة، يارب ولد”. ومع أواخر الثمانينات بدأ في الحصول على أدوار البطولة لكن صنفت أفلامه بسينما المقاولات قليلة التكلفة والتي يتم تسويقها للقنوات من أجل أن يحقق المنتج أرباحا سريعة، ومنها “اقتل مراتي ولك تحياتي، الرجل الذي عطس، الكابتن وصل، النصاب والكلب، عريس في اليانصيب”.

شعبية درامية ونجم فوازير

في ذات المرحلة، قدم غانم أعمالا درامية حققت له شعبية كبيرة كنجم تلفزيوني مثل “الكابتن جودة، حكاية ميزو” إلى جانب الفوازير الشهيرة “فطوطة” مع المخرج فهمي عبد الحميد من خلال 3 مواسم رمضانية، وقد أجاد غانم تقديم شخصيتين مختلفتين هما فطوطة وسمورة، مع الغناء والاستعراض الخاص بكل شخصية.

مواقف إنسانية

البعد الكوميدي في حياة غانم لم يمنع حسه الإنساني الشديد، ففي عام 1982 دخل في نوبة اكتئاب شديدة بعد وفاة شقيقه، مما تسبب في انفصال فني بينه وبين جورج سيدهم لاحقا.

كما روت سيدة تدعى صافيناز محمد فؤاد، عبر مواقع التواصل، أن غانم أثناء تسجيله حلقة مع الإعلامي وائل الإبراشي، أعلن خبر استشهاد ضباط بالعريش، ولم يكمل الحلقة واستأذن في الانصراف على الهواء، وقال “أنا مش هاقدر أضحك وهناك أسر تتألم”.

شارك الآخرين:

إرسال
شارك
غرّد

اختيار المحرر.. فيديوهات قد تعجبك

1

2

الأكثر قراءة

قد يُعجبك أيضًا:

تابعنا:

زوارنا يتصفحون الآن | الخميس,20 مايو