دشّنت وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات بالتعاون مع جامعة السُّلطان قابوس مركز “حداثة” لصناعة الأمن السيبراني الذي يهدف لتعزيز البحث والابتكار والتطوير في مجال الأمن السيبراني، وترسيخ مكانة البيئة التعليمية باعتباره محركًا للابتكار الوطني.
رعى التدشين سعادةُ الدّكتور علي بن عامر الشيذاني وكيل وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات للاتصالات وتقنية المعلومات، بحضور صاحب السُّمو السّيد الدّكتور فهد بن الجلندى آل سعيد رئيس جامعة السُّلطان قابوس.
وأكد المهندس بدر بن علي الصالحي المدير العام للمركز الوطني للسلامة المعلوماتية بوزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات على أن مركز “حداثة” يمثل منصة فكرية وعلمية حاضنة للإبداع تسعى إلى تسريع الابتكار المحلي في مواجهة التحديات المتصاعدة في الفضاء السيبراني.
وأشار إلى أن سوق الأمن السيبراني العالمي يشهد نموًّا متسارعًا حيث من المتوقع أن يتجاوز حجمه 500 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030 مقارنةً بـ 246 مليار دولار في عام 2024 بمعدل نمو سنوي مركب يصل إلى 12.9%، ما يعكس الحاجة إلى حلول محلية مبتكرة لمواكبته.
وأضاف أن مركز “حداثة” سيسهم في تعزيز التكامل بين المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص والجامعات، وتفعيل الإطار الوطني للابتكار في الأمن السيبراني الذي أعده المركز، مشددًا على أهمية ربط البحث العلمي باحتياجات السوق المحلي وتحويل الابتكار إلى قيمة اقتصادية وأمنية مضافة.
من جانبه قال الدّكتور محمد بن مانع بيت سويلم مدير مركز أبحاث الاتصالات والمعلومات بجامعة السُّلطان قابوس إن الأمن السيبراني أصبح مسؤولية وطنية تبدأ من الفرد وتمتد إلى المؤسسات، مشيرًا إلى ضرورة تبني تقنيات حديثة لحماية البيانات في ظل تنامي التهديدات الإلكترونية.
ووضح أن المبادرة تهدف إلى تأهيل الكوادر الوطنية لسوق العمل في مجال الأمن السيبراني، وبناء شراكات استراتيجية مع القطاعين العام والخاص.
وبين أن المركز يتميز بهوية بصرية فريدة ومعدات تقنية متقدمة، ويتيح للطلبة والباحثين تنفيذ تجارب عملية متقدمة في مجالات مثل تحليل البرمجيات، واختبار الاختراق، ومراقبة الشبكات، وتطوير حلول تعتمد على الذكاء الاصطناعي لمعالجة التحديات السيبرانية.
تضمن حفل التدشين عرضًا مرئيًّا تعريفيًّا بالمركز، وتدشين صفحة التسجيل الخاصة به إضافة إلى جولة تعريفية في أروقة المركز اطلع خلالها الحضور على تجهيزاته المتقدمة ومجالات عمله.
جدير بالذكر أن المركز يهدف إلى تعزيز البحث والابتكار والتطوير في مجال الأمن السيبراني، وترسيخ مكانة البيئة التعليمية باعتبارها محركًا للابتكار الوطني إلى جانب دعم توجه سلطنة عُمان نحو الريادة في هذا المجال على مستوى المنطقة العربية من خلال إطلاق برامج ومبادرات مشتركة بين الجهات المعنية، وتحفيز الاستثمارات التقنية، وتوطين التقنيات، وتنمية مهارات الشباب العماني لإنتاج حلول تقنية قابلة للتصدير والمنافسة عالميًّا.
وتم تدشين برنامج “حداثة” في عام 2022 كأحد البرامج التنفيذية الرئيسية في البرنامج الوطني للاقتصاد الرقمي، تماشياً مع رؤية عمان 2040. يهدف البرنامج إلى بناء صناعة متخصصة في الأمن السيبراني، مع التركيز على تطوير رأس المال البشري وتعزيز الابتكار والإبداع لتحقيق التميز في هذا المجال الحيوي. يعتبر البرنامج خطوة استراتيجية نحو تمكين الاقتصاد الرقمي وجعل الأمن السيبراني أحد الركائز الأساسية التي تدعم التحول الرقمي والنمو المستدام في سلطنة عمان.